2- الغياب المتكرر عن المدرسة : يعتبر غياب الطلاب عن المدرسة من الأمور التي يجدر بمديري المدارس والمعلمين الاهتمام بها والانتباه إليها ، لأن غيابهم لا يقتصر على تثبيت عادات غير حسنة فيهم فحسب ، بل يتجاوز قدره إلى تحصيلهم الدراسي ، وقد ينجم عنه مشكلات خطيرة أخرى. أسباب الغياب: يمكن التعرف إلى أسباب الغياب من خلال استقصاء حالات الغياب المختلفة المسجلة في سجل الحضور والغياب الذي يوجد في المدرسة ، وقد يرجع أسباب غياب الطلاب عن المدرسة إلى عوامل ثلاثة هي :
أ- عوامل تربوية وتتضمن : – عدم ارتباط المناهج بحاجات الطلاب ، وعدم تلبيته لميولهم وهواياتهم ، فذلك يقلل الرغبة عندهم في متابعة الدراسة والإقبال على المدرسة. – ضعف صلة المدرسة بأولياء الأمور والمجتمع المحلي مما يفقد المدرسة تعاون الأهل في حل مشكلة غياب الطلبة. – عدم مراقبة ومتابعة المدرسة والأهل غياب الطلاب وحضورهم مما يشجع بعضهم على التأخر أو التغيب عن المدرسة – عدم توافر الهيئة التدريسية المؤهلة علمياً وسلوكياً التي تحسن التعامل مع الطلبة ، وإشعارهم بالفائدة التي تعود عليهم من وجودهم في المدرسة . – طريقة تعامل الإدارة المدرسية التسلطية مع الطلاب تؤدي إلى دفعهم للتغيب عن المدرسة. – صعوبة المادة الدراسية وعدم مناسبتها لقدرة الطالب العقلية . – عدم توفير أنشطة مدرسية مبرمجة وإشراك الطالب فيها . – سوء البيئة المادية لغرفة الصف والمدرسة ، كعدم توافر الإضاءة الجيدة والتهوية المناسبة والتدفئة في الشتاء ، وضيق الغرفة الصفية ، وافتقار المدرسة إلى الساحات المناسبة. ب- عوامل نفسية : ويندرج تحتها ما يلي : – استخدام العقاب البدني في المدرسة وإثقال كاهل الطلبة بالواجبات البيتية بحيث لا يترك للطلاب وقتاً لتلبية احتياجاتهم ، مما يولد اتجاهاً سلبياً لدى الطلبة نحو المعلم والمدرسة مما يدفع الطلبة للتغيب عن المدرسة . – فشل الطالب المتكرر وتدني تحصيله الدراسي يضعف ثقته بنفسه ، ويفقده المتعة من وجوده في المدرسة ، والحافز على متابعة الدراسة. – خوف الطالب من مدير المدرسة أو من المعلم أو أحد الزملاء مما يدفعه إلى التغيب عن المدرسة. – عدم تلبية المدرسة لحاجات الطالب النفسية ، كحاجته للأمن والاطمئنان وحاجته للحب والنجاح ، وحاجته للضبط …الخ. – شعور الطالب بالكبت والتوتر والقلق في غرفة الصف تشجعه على التغيب عن المدرسة .
ج- عوامل اجتماعية واقتصادية وصحية :
ويندرج تحتها ما يلي: – انخفاض مستوى الأسرة الاجتماعي أو الصحي أو الاقتصادي. – المشكلات الأسرية التي تسبب إهمال الطالب وعدم رعايته الرعايةاللازمة. – حاجة الأب لأولاده لمساعدته للعمل معه في دكانه أو مزرعته لتوفير أجرة العمال. – صعوبة الموصلات التي تحول دون التحاق الطالب بمدرسته في الوقت المحدد. – اتجاه الأب أو الأم السلبي نحو المدرسة والتعليم . – عدم قدرة الأب على تغطية نفقات الأسرة المعيشية. – الحالة الصحية للطالب تؤدي إلى تغيبه عن المدرسة وتكراره.
علاج مشكلات الغياب :هناك بعض الأساليب التي يمكن أن تتبعها المدرسة في علاج الغياب ومنها : – توسيع قاعدة الاتصال بالأهالي حتى تتمكن المدرسة من الوقوف على أحوال الطلبة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية إضافة إلى التعرف على اتجاهات أولياء الأمور نحو المدرسة ، وإن تقوية الاتصال والتواصل مع الأهالي والاستفادة منه يعتبر من أكثر المسائل فعالية في معالجة هذه المشكلة. – تنويع البرامج التربوية التي تقدمها المدرسة والاهتمام بالأنشطة المرافقة والمصاحبة للمنهاج الدراسي وتشجيع الطلبة المشاركة الفاعلة فيها . – إيجاد المناخ التعليمي المناسب في غرفة الصف ، لأن معظم العوامل النفسية التي تدفع الطالب إلى التغيب ناتجة عن كون البيئة والمناخ التعليمي غير مناسب ومنفر للطالب وغير مشجع الأمر الذي يدفعه إلى الهروب والتغيب عن المدرسة . – وضع برنامج يهدف إلى تحسين المستوى الصحي في المدرسة والبيئة المجاورة. – الاستفادة من برنامج الإرشاد النفسي الذي يوجد في بعض المدارس والاستعانة بالمختص خصوصاً في حالة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للمساعدة في حل المشكلة. – الوقوف على أسباب المشكلة بالاجتماع بالطالب والتعرف على نوع مشكلته الاجتماعية أو الاقتصادية أو النفسية ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة لحلها. -متابعة مدير المدرسة غياب الطلبة وفي جميع الحالات عليه طلب بيان خطي من ولي الأمر عن سبب الغياب ، وهذا لا يلغي دور المعلم في المتابعة. وللحديث بقية…