جنون الشهرة
بقلم : محمد عتابي
أصبحت السوشيال ميديا جزء مهم في الحياة اليومية لجميع الأعمار، فقد سهلت وسائل الاتصال بشكل ملموس، لكن على الرغم من ذلك فإن لها آثارها السلبية على الفرد والمجتمع ؟ فما هي هذه الآثار وهل لها تأثيرات إيجابية ؟
عالم السوشيال ميديا ملىء بالكثير من العجائب، خاصة مع معرفة البعض أن هناك بعض المنصات تدر ربحاً مالياً نتيجة عدد المتابعين أو ما يطلقون عليه “الفلورز“، يعتمد عليهم بشكل كلي كلاً من البلوجرز وانفلونسر وصناع المحتوى، الذين في الغالب لا يقدمون محتوى فعلي مفيدا، ولكنهم ينشرون يومياتهم بطريقة تليفزيون الواقع،
الأمر الذي تطور في الأونة الأخيرة، وظهر بعض الأكونتات والصفحات الشخصية لـ “بيبي” مازال جنيناً في رحم أمه ولكن والديه أرادوا تأمين مستقبله بعدد لا بأس به من المتابعين حتى ينشأ وهو مؤمن لمستقبله وما سيفعله عندما يكبر
عدد متابعين قد يتعدى الآلاف لأكونت جنين لم ير الشمس ولم يطلق عليه اسم، البعض في حيرة عما سيقدمه هذا الطفل أو بمعنى أصح أبويه من خلال صفحته التي أنشآها للتو، والتي تحتوي فقط على بعض الصور لـ “السونار” ولقطات من حفل تحديد جنس المولود،
كل هذا لم يلفت الانتباه غير المتابعين الذين يزدادوا يوماً بعد يوم رغبة منهم في معرفة يوميات هذا الانفلونسر منذ مهده، ولا يعلمون أن الهدف قد يكون ربحي بنسبة كبيرة بدليل وضع لينكات الأب والأم لجذب عدد أكبر من المتابعين، ويقل أحتمالية أنه مجرد توثيقاً للحظاته السعيدة.
يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع ككل، لأنها يمكن أن تؤدي لمشكلات كثيرة، حيث أن مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي كالتالي:
سلبيات التواصل الاجتماعي تتضح في أنها تقلل من عملية الاتصال المباشر بين أفراد المجتمع، مما يمنع البعض من اكتساب مهارات التواصل المباشر.
عدم تواصل المشاعر بين الأفراد حيث يقتصر الاتصال على استخدام رموز وصور للتعبير مما يسبب تبلد المشاعر ويزيد من فرص التفكك داخل المجتمع.
انتشار الخمول والكسل بين أفراد المجتمع، حيث تم استبدال الزيارات العائلية والمقابلات والنزهات بالحديث عبر الشاشات دون حركة.
زيادة معدلات الإصابة بالسمنة نتيجة للجلوس لفترات طويلة والإصابة بالخمول والكسل.
التفكك الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة، حيث ينشغل كل فرد بهاتفه المحمول يتحدث مع الغرباء ويندمج في عالمه الافتراضي، مما يعزله عن أسرته وبالتالي يحدث ضعف في العلاقات داخل الأسرة.
انتشار الشائعات عبر هذه الوسائل، حيث أصبح جزء كبير من الأخبار المنشورة عبر هذه المنصات كاذبة وغير حقيقية.
تأثر الخصوصية، حيث تسبب التواصل عبر هذه المواقع سببًا في تدخل البعض في حياة الآخرين والبحث عن عيوبهم واقتحام حياتهم الخاصة.
انتشار ظاهرة التنمر على الآخرين، مما تسبب في إصابة الكثيرين بالمشكلات النفسية التي قد تصل للاكتئاب والانتحار؟
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد