اهناسيا وزفتى وكرداسه يعرف الوطن على أنه الأرض التي يعيش فيها الإنسان الإنسان، ونشأ بها، وترعرع في أرجائها، وتزوج فيها، فهو يمثل الذكريات التي لا يُمكن نسيانها، حيث يحتضن الأحباب، والأصدقاء، والأهل، والآباء، والأجداد، ولذلك يقول الإمام الغزاليّ: (والبشر يألفون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفرا مستوحشا، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويَغضب له إذا انتقص).
وتظل إهناسيا وزفتى وكرداسه هم مزيج من الذكريات والحنين والانتماء فقد نشأت بإهناسيا وجاورت الجيران ولعبت ومرحت مع الأصدقاء وركبت سيارة أبي لأول مرة وصادقت وأحببت وكنت أستيقظ صباحاً على صوت أمي لاذهب للمدرسة لأجد أما أخرى هي مدرستي ومعلمتي الاستاذة شاديه وورثت عن أبي حبه للتاريخ والجغرافيا أما معشوقتي زفتى فهي مسقط رأس أمي الحبيبه كنت أحب السفر لها ولازلت لأذهب للحقول صباحاً مع أبناء خالي وفى المساء نجلس تحت قدم جدي لنسمع عنه وكان يعرف يوسف الجندي وصفية زغلول والدكتورة سميرة موسى وهم من أعلام مركز زفتى الحنين والشوق الذي يعتريني كلما أذهب إليها لايوصف ولا تزال زفتى هي معشوقتي أما ثالث المدن هي كرداسة التي جئتها عابر سبيل لا أعرف فيها أحدا كانوا يلقبوننا بالعمال الصعايده فكنت أعمل في مجال المقاولات أثناء الدراسة إلى أن صادقت أهلها الطيبين ودخلت بيوتهم وتعلمت العرف والتقاليد الاجتماعية منهم والان اصبحت من المدافعين بشدة عن كرداسة وقد عاهدت نفسي أن أرد لها الجميل وأظهر كل ما هو جميل بها وقد كان فقد قمت بتصوير حلقة في الشارع السياحي وعرف الناس من خلالي عباية كرداسة وأخيراً أصبحت ابنا لثلاث مدن من أجمل المدن إهناسيا وزفتى وكرداسه