منطق النظرية السلوكية لدى الإنسان

منطق النظرية السلوكية لدى الإنسان

لو تعمقنا أكثر في السلوكيات النفسية البشرية سنصل إلى نتيجة مؤكدة، بأن القيم و الأخلاق غالباً ما تكون معتمدة على المظاهر و الإفتراء والنفاق الاجتماعي، بعيدا عن القناعات الداخلية الحقيقية، إلى درجة الدوغمائية التي تمثل حالة الجمود الفكري الذي يتعصب فيها الشخص لأفكارهِ و رفضهِ الاطلاع على الأفكار المخالفة، وإن ظهرت لهُ الإثباتات التي تؤكد أفكارهِ الخاطئة، إذ سيقوم بمحاربتها بكل ما يملك من آليات .. و هذا يعتبر حالة شاذة من التعصب للقناعات والأفكار والمبادئ لدرجة قطع الصلة مع كل من يختلف معه.
من هذا المنطلق، تظل النظرية السلوكية أهم الفروع الأساس في مجال علم النفس، لتركيزها على دراسة السلوك وكيفية تأثره بالبيئة.
المبادئ الرئيسة:
– التصرفات الخاضعة للملاحظة: تعتمد النظرية في الجوهر على السلوكيات التي يمكن قياسها وملاحظتها، مع تجاهل العمليات العقلية الداخلية وتقييمها.
– المحيط: يمثل المحيط البيئي عاملًا رئيسا في تشكيل السلوك نتيجة للتفاعل بين الفرد وبيئته.
– التعزيز والعقاب: تلعب أنظمة التعزيز (الإيجابي والسلبي) والعقاب دورًا مهما وإيجابيا في تعديل السلوك. التعزيز يعزز تكرار السلوك، بينما العقاب يقلل منه.
– الإنسجام المألوف: قدم “إيفان بافلوف” نموذجًا عن كيفية استجابة الكائنات الحية لمثيرات معينة، من خلال تجاربه مع الكلاب.
– التكييف الإجرائي: طور “سكينر” مفهوم التكييف الإجرائي، حيث يُتعلم السلوك من خلال النتائج المترتبة عليه.
التطبيقات:
تستخدم النظرية السلوكية في مجالات متعددة منها:
-المنظومة التعليمية: التي تعتمد على تطوير استراتيجيات تعليمية تهتم بمنطق التعزيز.
– العلاج النفسي: الذي يستعمل آليات و تقنيات تعديل السلوك لمعالجة مشكلات مثل القلق والإدمان.
– السلوك التنظيمي الإداري: الذي يساهم في الرفع من أداء الموظفين من خلال نظام المكافآت.
فعلى الرغم من النجاح الباهر الذي حققته النظرية السلوكية، واجهت مجموعة من الانتقادات بسبب:
-تجاوزها للعمليات العقلية التي تؤثر على السلوك.
-عدم مراعاتها العوامل الاجتماعية والثقافية.
-إغفالها للعوامل الداخلية مثل المشاعر والدوافع.
لكن في النهاية، تظل النظرية السلوكية محورية في علم النفس، بحيث تعمل على فهم سلوكيات الأفراد وتعديلها بطرق وتطبيقات علمية فعالة.
لكن هل سبق وتساءلنا كيف تتكون المخاوف لدى الإنسان؟
وما هي النتائج التي غيّرت مفهومنا عن السلوك البشري والمخاوف المكتسبة التي تطرح أسئلة أخلاقية حول التجارب العلمية؟!!……

د.محمد جستي