في العاشر من كانون الأوّل/ ديسمبر يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان. السؤال المطروح: على أية حقوق يتكلمون و ما هي الخانة التي يصنف فيها الإنسان المحتفى به ؟ فما دمنا نخلق بالفطرة “إنسانا” سواء ذكرا أو أنثى، كجسد مادي وروح غيبية يستحال تحديد مكانها أو معرفة شكلها الا من خالقها الذي أخبرنا بأسرارها الخارقة، باعتبارها مصدرا رئيسا في تقلبات الصراعات النفسية التي يتأثر بها الانسان في تصرفاته مدى الحياة بين ثلاثة محطات: – النفس المطمئنة – النفس اللوامة – النفس الأمارة بالسوء من هذا المنطلق يتأكد لنا جليا نوعية الانسان حسب طبيعة النفس التي تحدد طبعه و تصرفاته داخل المجتمع. فالكثير من يعتبر أن الإنسانية تعبر عن المواقف والقيم النبيلة كالتسامح والسلام والمحبة. لكن حقيقة الأمر، الانسانية لا تنفي اتهامات ولا تعطي براءة ولا نزاهة ولا تمنح وساما لأحد. الإنسان هو من يقتل و يدمر و يبيد و ينهب الثروات ويسرق ويكذب و ينافق ويشتم و يؤذي و يعذب الآخرين. بصريح العبارة الإنسانية أصبحت قبلة على جبين ميت في مجتمعنا هذا. الانسان كائن روحي يختزن مجالا واسعا للطاقة المتدفقة حيث يوجد الانتباه بالايجاب أو السلب لأن خطورة التباين بين الاحداث تولد نواة للتوتر في مجموعة من المجالات التفاعلية كالشعور بالخشية والتشبت بالوهم في إطار مشروع إيديولوجي مأساوي يخدم أجندات الاجرام الدولي. فأين هي مظلومية الانسان و حقوقه من اجل الاحتفال به وهو في أبهى حلة نفسية؟!…. يظل هاجس الاحتقار والازدراء يمثل لبنة أساس لرؤية سلبية قائمة على الصراع الجدلي والعدوان الوجودي الكينوني والحضاري والعقائدي بين الانسان، تعيشها المجتمعات الضعيفة بين فك أنياب العبث واليأس في جحيم لا يطاق، حيث تنعدم المشروعية بين الايقاعات المتموجة من التوتر والدرامة إذ تغيب آليات الالتزامات الإجتماعية، وعلى رأسها الأخلاق و القيم. فعلى سبيل المثال لا الحصر: الانحلال الاخلاقي وضياع الأنساب من أسباب تدمير الغرب. احصائيات أبناء الزنا: فرنسا 60%. – بلغاريا 59%. – السويد 55%. – الدنمارك 54% – البرتغال 53%. – هولندا 50%. فإلى متى ستبقى الشعوب العربية ملتزمة الصمت أمام هذا الزحف الخطير بإسم حقوق الانسان والحريات والافتراءات المجانية؟!…. د.محمد جستي