رئيس جامعة الازهر: الكاتبة الأديبة استخرجت من الصورة كتابا.. وتلك مقدرة نفسية وبيانية تستحق الذكر والشكر
يقول البعض: عجيب أمر هذه السيدة! قبطية تعشق الأزهر وتنسج الكلمات في مدح إمامه الأكبر الدكتور احمد الطيب!! ولكني أقول: وما العجب؟! ألم تقرءوا كيف رحّب أقباط مصر بالفتح الاسلامي؟! ألم تسمعوا قصة المسلم الذي عرّض نفسه للتهلكة لينقذ أقباط كنيسة امبابة؟ ألم تسمعوا عشرات بل مئات الحكايات عن صداقة محمد ومينا وأخوة مريم وفاطمة.. ألم تنزلوا مرة إلى حي شبرا او الظاهر؟.. ليس الامر بغريب.. فهذا هو النسيج المصري الحقيقي البعيد عن الغلو والتطرف والذي ينضوي فيه الجميع تحت مظلة (لكم دينكم ولي دين) ويعي قوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم).. وهكذا نسجت مريم توفيق علاقتها بالأزهر الشريف والإمام الأكبر فكتبت ٢١ كتابا يدور اغلبها في فلك المحبة والاخاء والتسامح حتى وصلت محطتها الى كتابها الجديد “محبة وسلام”، الذي يضاف إلى رصيدها في حب مصر وأهلها، ويعلي قيمة الأخوة والمواطنة وحب مصر، بعيدا عن التعصب والطائفية البغيضة، كيف لا وهي صاحبة كتب “إمام المصريين” و”مع القلب الطيب”، و”على درب المحبة بين الأزهر والفاتيكان” و”رياض الطيبين” وغيرها.. تستهل مريم توفيق كتاب “محبة وسلام”، بإهداء للإمام الطيب تقول فيه: “هذي الديار بالحب تموج، عطف وود وباقات وورد لمحروم الوصال، هنا الأزهر الشريف، العلم والنهج الرشيد والعلماء، يا مقصدي حين أصل الأرحام يا دار الوفاء، هنا الربيع طول العام… الطيب الإمام خير رجاء، درة ووسام، بابا السلام، من الله السلام على الفضلاء الأجلاء، وليبارك الرب الأحبار الكرام”. ويحتوي الكتاب على 20 بابا، جاءت في 154 صفحة بعد الغلاف الذي صدرته بصورة تجمع الإمام الأكبر بالبابا فرنسيس بابا الفاتيكان في مؤتمر قادة الأديان الذي عقد مؤخرا بدولة كازاخستان وهي صورة معبرة عن معاني المودة والاحترام المتبادل بين الحَبرين الكبيرين.. وتقوم فكرة الكتاب على أن القامات الدينية هي المصدر الحقيقي لكثير من الصفات الإنسانية في أجمل معانيها، والأخوة الإنسانية في أبهى صورها، كما تشير الكاتبة إلى أن الإمام الطيب يعد أحد سدنة التنوير في العصر الحديث، ومصدر إلهام لكثير من محبي السلام والإخاء الإنساني.. كما أن البابا فرانسيس، يعد رمزا لكل ما هو فاضل واصيل، يجاهد لتطبيق تعاليم الكتاب المقدس بدعوة العالم إلى الجنوح للسلام، ولا شيء غيره، مستشهدة ببعض كلماته التي تقول: “لا قيمة للتدين الظاهري ما لم يكن قائما على حب الاخر، وإن الايمان الحقيقي هو الذي يدفع القلوب إلى الرحمة بين الناس دون تميز”. يُذكر ان مقدمة الكتاب كتبها الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، علق فيها على صورة الغلاف قائلا: “لقد صوّر غلاف هذا الكتاب لقطة واحدة، حين قام الإمام الطيب بتواضعه الجم وأخلاقه النبيلة مبادرا بالسلام على بابا الفاتيكان، في لقطة تحمل المحبة والسلام، وتجسد الغاية من هذا الملتقى تجسيدا حيا يراه الجميع في أول لحظة قبل بداية الملتقى (مؤتمر كازاخستان)، فكانت هذه اللقطة هي شهادة نجاح الملتقى قبل أن يبدأ، فنعم ما صنع الإمام، ونعم ما صنع البابا، مشيراً إلى أن هذه اللقطة انفعل بها قلب حساس، وذوق مرهف، وعقل متوقد، وفكر متجدد، وقلمٌ أديبٌ سَيَّال، فعكف أسبوعا كأنه جلسة واحدة، يقيد أوابد الفكر، ويصيد شوارد الخاطر، فكان هذا الكتاب.. واستخرجت الكاتبة الأديبة مريم توفيق من الصورة كتابا، فبسطت ما فيها من دلالات وإشارات وجوانب إنسانية عالية ومودة كبيرة، وتلك مقدرة نفسية وبيانية تستحق الذكر والشكر، وتبقى صورة الغلاف تلخيصا للكتاب، وتلخيصا للمؤتمر، وتلخيصا للأخوة الإنسانية في أسمى معانيها”.. شكرا للكاتبة والشاعرة مريم توفيق التي تمتعنا بين الحين والاخر بعمل ادبي يؤكد ان التعصب لا يحمل للإنسانية سوى الشرور والآثام وأن المحبة الانسانية تسمو بالنفس والروح فوق سحابات وغيوم البغضاء والكراهية..