كتب /أيمن بحر
قام العدو في الساعة التاسعة من صباح الخميس بهجوم جوي عنيف على جزيرة شدوان التي يبلغ طولها 16 كيلو متراً ويتراوح
عرضها بين الثلاثة وخمسة كيلو مترات. ويوجد بها فنار مدني لإرشاد السفن ليلاً منعاً من اصطدامها بالشعب المرجانية0.
وقد قامت قواتنا بوضع عدد محدود من أفراد قواتنا البحرية والبرية لحراسة الفنار وقد اشتركت أعداد كبيرة من طائرات العدو
في مهاجمة موقع الفنار الذي يقع في جنوب الجزيرة وكذلك مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة الفنار.
واستمر العدو في القذف الجوي لمدة أربع ساعات متتالية مستخدماً طائرات فانتوم وسكاي هوك الأمريكية الصنع، وتمكن
تحت هذا الغطاء الجوي من إنزال كتيبة مظلات منقولة بالهليكوبتر في الطرف الشمالي من الجزيرة حيث لا توجد أي قوات وقد تقدم
العدو تحت ستار من القذف الجوي العنيف لاقتحام مواقع قوة الحراسة في جنوب الجزيرة وطلب من القوة أن تستسلم.
ورغم عنف القصف الجوي وما ترتب عليه من خسائر في قواتنا فقد رفض الرجال الاستسلام وقاتلوا العدو في بسالة وشجاعة نادرة
من خندق إلى آخر وفي كل مكان حاول العدو أن يتقدم إلية.
وفي حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر الخميس أوقف العدو هجومه لعظم
خسائره التي لم يكن يتوقعها رغم تفوقه الجوي
والبري وبدأت قواته الجوية بقصف قواتنا مرة ثانية.
ثم استأنف هجومه البري في حوالي الساعة الثانية من بعد الظهر حيث تمكن من
الوصول إلى منطقة جنوب الجزيرة حيث يوجد الفنار
وجهاز رادار بحري صغير إنجليزي الصنع لإرشاد القوارب والسفن.
وقد أصيب هذا الجهاز نتيجة للقصف الجوي، واستمر رجالنا الأبطال في مقاومة العدو وفي قتاله في كل مكان من الجزيرة بالرغم
من خسائرهم.
وقد قام جنودنا من القوات البحرية ببطولات وتضحيات نادرة لتدعيم قوة الجزيرة رغم القصف المعادي.
واستمر القتال طوال نهار الخميس بشدة بين رجالنا والعدو حيث قدرت خسائر العدو بأكثر من 50 قتيلاً وجريحاً حتى مساء الخميس.
وعند هبوط الظلام استخدم العدو المشاعل الملقاة من الطائرات ليتمكن من التغلب
على مقاومة جنودنا بالجزيرة ومنع إمدادهم عن طريق البحر.
واستمرت قواتنا في التلاحم مع العدو، وقامت قواتنا الجوية بقصف جوي في المنطقة الجنوبية من الجزيرة التي تجمع بها العدو وبها
مركز قيادة قواته وقد تكبد العدو خسائر في المعدات والأرواح نتيجة لإغارة طائرتنا عليه.
وفي صباح أمس استمر العدو في محاولاته في السيطرة على الجزيرة ولكنه فشل رغم تفوقه العددي ورغم الإمدادات التي
وصلت ليلاً وذلك نتيجة للشجاعة التي أبداها رجالنا وتمسكهم بالأرض.
وبعد ظهر أمس بدأ العدو في الانسحاب من الجزيروقد كان للبطولة التي أبداها جنودنا في القتال المتلاحم بالة سلاح الأبيض الأثر
الأكبر فيما تكبده العدو من خسائر فادحة اضطرت للتخلي عن فكرة البقاء في الجزيرة التي راودته وأعلنها عند بدء هجومه.
وكانت خسائرنا طوال القتال يوم الخميس وخلال الليل وطيلة أمس حوالي 80 فرداً
بين شهيد وجريح ومفقود بما فيهم المدنيون الذين
كانوا يديرون الفنار وإن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية لتعتبر معركة جزيرة شدوان
والتي دامت 36 ساعة متصلة في قتال
متلاحم رمزاً للصلابة والجرأة والفداء الذي وصل في هذه الجزيرة إلى أقصى حد.
وكانت الخسائر عالية بين الجانبين نظرا للقتال العنيف الذى شهدته الجزيرة فقد بلغت خسائر العدو 50 فرد بين قتيل وجريح، بينما
أستشهد وأصيب نحو 80 من رجالنا البواسل إضافة الى بعض المدنيين الذين كانوا يديرون الفنار لإرشاد السفن.
وقال بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية “ان القوات المسلحة المصرية لتعتبر معركة جزيرة شدوان والتى
دامت 36 ساعة متصلة في قتال متلاحم رمزا للصلابة والجرأة والفداء الذى وصل في هذه الجزيرة إلى أقصى ح
معركة شدوان من بطولات قوات الصـاعقة والدفاع الجوي
أهم العمليات التى قام بها العدو في شهر يناير 1970، وشدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة لا تزيد مساحتها على 70 كيلو متر
وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وعليها فنا لإرشاد السفن وهي تبعد عن الغردقة 35 كيلو متر
وعن السويس 325 كيلو متر، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية، ورادار بحري.
قامت قوات العدو بهجوم ضخم على الجزيرة ليلة الخميس 21/22 يناير شملت الإبرار الجوي والبحري والقصف الجوي الذى أستمر
لعدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التى يحتمل أن تقدم المعونة لقواتنا وقد أستمر القتال لمدة 6 ساعات
كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية.
وقد تمكن العدو بواسطة قواته الجوية من إصابة أحد القوارب المصرية في الجزيرة