كتبت نجوى نصر الدين كل عام وانتم بخير هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتى كانت من مكة إلى المدينة لم تكن لمجرد بناء دولة وإنما لبناء نموذج للمجتمعات الإنسانية والإسلامية قائمة على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ووثيقة المواطنة مع غير المسلمين الذين يحملون جنسية المدينة بالاضافة الى إقامة مجتمع زراعى وصناعي يحقق الاكتفاء الذاتي لقد كانت هجرته المباركة صلى الله عليه وسلم روحا جديدة عبر عنها أحد الصحابة الكرام انس بن مالك رضي الله عنه فى قولته المعروفة التى ذكر فيها أنه عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة بعد نجاح هجرته أضاء منها كل شيء ومن الملاحظ فى الهجرة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطط للهجرة فى كل جهاتها واتجاهاتها باذلا كل ما فى استطاعته من أسباب يسرها الله له وكان من بين تلك الأسباب أن النبى صلى الله عليه وسلم كتم أسرار الحدث الذى ينوى القيام به وهو الهجرة فكان استخفاء الرسول بهجرته أشق على نفوس الكافرين من هجرته فى العلن لتربصهم به وقام صلى الله عليه وسلم بالاختباء مع صاحبه الصديق أبو بكر فى الغار الذى استودعته العناية الإلهية مصير الرسالة الخاتمة ومستقبل الحضارة الإسلامية بأكملها وكان اختيار ذلك الغار جنوبا فى اتجاه اليمن لتضليل الكفار وقد مكث الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه ثلاث ليال حتى تخمد أنفاس المشركين فى البحث عنه وعن صاحبه ومع كل الأسباب التي لم يأل الرسول صلى الله عليه وسلم جهدا فى اتخاذها إلا أنه يجب العلم بأن الإنسان كثيرا مايرتب مقدمات النصر بقدر ما يسعى ثم يأتي عون الله أعلى يجعل النصر مضاعف الثمار كالسفينة التى يشق بها الربان الماهر عباب السماء فإذا التيار يساعدها والريح تهب إلى وجهتها فلاتمكث غير بعيد حتى تنتهى إلى غايتها فى أقصر من وقتها فما بالنا لو كان ذلك في رعاية الله تبارك وتعالى لننتهز العام الهجري الجديد لمحاسبة النفس قبل فوات الاوان فمن كانت أعماله خيرا حمد الله وعاهده على الإكثار من الخيرات وان كانت أعماله ليست على الخير فليسارع بالتوبة ويقاطع المعصية ويجدد النية لاستدراك ما كان من تقصير وانتهاز ما بقى من فرص النجاة مع ادراك قيمة الوقت والحياة كل عام وانتم جميعا بخير تحياتي نجوى نصر الدين