بقلم المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادى
الصالحون هم الذين لبوا نداء الله في الذكر الحكيم في قوله سبحانه: (وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة: 285)
الذين اتبعوا آياته وطبقوا شرعة الله في المحرمات والنواهي وتعاملوا وفق المنهاج الإلهي الأخلاقي في التعامل بينهم وبين الناس ومن التزم بما جاء به القرآن الكريم، وأطاع الله فسوف يكون من الصالحين، بعد مجاهدة النفس والشهوات وقيادتها نحو الخيرات واتباع كتاب الله استجابة لأمره في قوله مخاطبًا كل الناس: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف :3).
ما هو العمل الصالح؟ لذلك فالعمل الصالح ليس الصلاة على النبي بعدد معين أو الصيام في غير رمضان وليس الاستغفار والدعاء إلى الله بل هو الإيمان بالقلب واليد والنوايا واللسان والتعامل مع بني الإنسان بتنفيذ ما حرمه الله وباتباع أخلاق المؤمنين التي جاءت في آيات القرآن الكريم.
ولذلك يدعو الله الناس دومًا للعمل الصالح كما قال سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ( فصلت : 33) وقال الله لرسوله: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (الكهف:110).
المنهج الرباني في الخطاب الإلهي
إذًا العمل الصالح هو كل ما ذكرت سابقًا مع الالتزام بالابتعاد عن النواهي والمحرمات في الشريعة الإلهية وتطبيق المنهج الرباني في السلوكيات الذي وردت آياته في الكتاب المبين:
كاتب المقال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي باحث ومفكر إماراتي، مهتم بالشأن العربي وما آل إليه حال الأمة العربية. له العديد من الكتب والأبحاث التي تناولت دعوته إلى إحياء الخطاب الإلهي والتمسك بأن يكون القرآن الكريم هو الدستور والمرجعية الوحيدة للمسلمين.