مع بدء عرض المسلسل المصرى الحشاشين فى رمضان الذى تدور أحداثه بين القرنين 11 و13 ميلادية عاد النقاش حول أيهما الأفضل استخدامه فى المسلسلات التاريخية اللغة العربية الفصحى أم العامية المصرية.
ويعرض نقاد فنيون ما وراء تفضيل فريق عمل المسلسل للعامية المصرية، وعلاقة ذلك بظروف العصر، وتأثير هذا الاختيار في تفاعل المشاهدين.
والحشاشون طائفة شيعية إسماعيلية نزارية أسسها حسن الصباح واشتهرت ما بين القرنين 11 و13 ميلادى الموافق لـ القرنين 5 و7 هجرى وبشكل خاص فى إيران والشام قامت على الاغتيالات والإرهاب وتُعد مصدر إلهام في أساليبها للحركات الإرهابية حتى الآن
تقوم الحركة على جذب أعضاء فيها بسلاح الدين وتؤسسهم على الإقبال على العمليات الانتحارية، واغتالت بالفعل عدد من الخلفاء والوزراء والشخصيات المعادية لها خلال صداماتها الطويلة مع العبيديين (الفاطميين) والعباسيين والسلاجقة والخوارزميين والأيوبيين والصليبيين وقضى عليها في فارس هولاكو قائد المغول وفى الشام الظاهر بيبرس قائد المماليك.
المسلسل من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى ومن المشاركين فى تمثيله كريم عبدالعزيز ونيقولا معوض وفتحي عبدالوهاب استغرق تصويره عامين وكان من المقرر عرضه في رمضان الماضى لكن تأجل لهذا العام بسبب تصوير مشاهد من المسلسل فى مالطا وكازاخستان.
تُرجع الناقدة الفنية ماجدة موريس استخدام اللهجة المصرية فى المسلسل إلى أن تاريخ الحشاشين معقد ومتعدد الزوايا والأماكن؛ وبالتالى على صناع الدراما الاختيار بين استخدام لهجة مفهومة للقطاع الأوسع من المتابعين، أو استخدام لهجات قديمة متنوعة حسب الموقع الجغرافى ووقع اختيارهم على العامية المصرية لأن استخدام لهجات مختلفة كان أكثر صعوبة وهناك كلمات قد تكون غير متداولة حاليا”.
وتصف استخدام اللهجة المصرية التى هى الأكثر انتشارا بأنه كان حلا دراميا؛ واستخدام اللغة العربية الفصحى ربما يجد فيه المتابعون صعوبة فى فهم الحوار.بالنسبة للكاتب والناقد الفنى بهاء حجازى فإن اللهجة العامية المصرية أسهل على المتلقي المصري والعربي، وأنه في الأونة الأخيرة بات مشاهدون يجدون صعوبة فى تلقي العربية الفصحى.
كما يلفت حجازى إلى أن اللغة الفصحى المستخدمة في الدراما التاريخية بعيدة كل البعد عن اللغة العربية التاريخية فهناك مصطلحات كثيرة اندثرت لقلة استخدامها ومجاميع اللغة العربية تضيف سنويا كلمات للغة العربية مشددا على أن المهم فى اللغة الدرامية ألا تكون اللغة مبتذلة وتؤدى الغرض منها وهو إيصال رسالة العمل.حول قدرة الجيل الحالى من الفنانين على تأدية أدوار بالعربية الفصحى كما كانت تفعل الأجيال السابقة، يقول حجازى: للأسف لا حتى معاهد الدراما تهمل هذا الجانب حاليا، بجانب أن الكثير من الممثلين قادمون من دراسة بعيدة كل البعد عن اللغة العربية ناهيك عن مشاهير السوشيال ميديا ممن لا يجيدون التحدث بالعربية ولا كتابتها.
وعن الأجيال الماضية تقول ماجدة موريس إنه منذ تأسيس التلفزيون المصري اهتم بتقديم الأعمال التاريخية منها مسلسلات محمد رسول الله وسلسلة أعمال عن الخلفاء الراشدين وغير ذلك وكان يقوم بها ممثلون قادمون من المسرح ولديهم القدرة على التأدية بالعربية الفصحى لكن أغلب الممثلين الحاليين لم يقدموا أعمالا مسرحية ومنهم من درس فى ورش التمثيل وليس لديهم القدرة على التأدية بالعربية الفصحى كما أن إنتاج المسلسلات التاريخية بات قليلا جدا