بقلم المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادى
-منذ ان رفضت بعض القوى الفلسطينية وبعض الزعامات العربية قرار الامم المتحدة رقم (١٨١) القاضي بتقسيم الاراضي الفلسطينية الذي نص على ان تنشأ في فلسطين (دولة يهودية ) (ودولة عربية ) ونتيجة لعدم وجود من يمثل الشعب الفلسطيني في تلك الفترة ليتخذ القرار بما يحقق الحد الادني لحقوق الشعب الفلسطيني ضاع حق الشعب الفلسطيني واستغل اليهود غياب من يمثل الطرف العربي ومع تقادم الزمن على تلك الفرصة التاريخية قامت إسرائيل بترسيخ الدولة الصهيونية في حالة غياب تام من تمثيل الشعب العربي الفلسطيني وانقسم الفلسطينيون فيما بينهم وتشتت شملهم ونشأت قيادات متعددة كل يدعي انه يمثل الشعب الفلسطيني واستغلت الدولة الاسرائيلية فرصة عدم وجود جهة واحدة تمثل الشعب الفلسطيني وكانت محاولة جمهورية مصر العربية اثناء رئاسة جمال عبد الناصر للجمهورية العربية المتحدة ان استطاع إقناع الدول العربية في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في القاهرة سنة 1970 م بتوحيد الجبهات الفلسطينية تحت راية واحدة تمت تسميتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وظلت بعض الجبهات تتحرك باسم القضية الفلسطينية بمفردها لان منظمة فتح استأثرت بالقيادة وحدها وتسبب ذلك في صراعات بين المنظمات الفلسطينية ونشأت منظمات عدة لا يجمع بينها هدف مشتركة ولا يعنيها حقوق الشعب الفلسطيني للمحافظة على وطنه وحماية حقوقه السيادية فوق ارضه والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني ولم تضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل الاعتبارات واصبحت لبعض المنظمات انتماءات مستقلة مع دول عربية تسير في ركابها دون ادراك بأهمية وحدة القضية والتفاني في التلاحم من اجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني
وقد غلبت المصالح الشخصية والأنانيات على بعض القيادات مما افقدهم وحدة الصف لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ولم يستفيدوا مما مر عليهم من عبر ومحاولة تصفية القيادات وما وقع من اجتياح على لبنان لطرد قيادات المنظمة منها سنة 1982م وتم انتقال منظمة التحرير وقياداتها الى الجمهورية التونسية ونسوا ما قام به شارون القائد الإسرائيلي من مجازر وسفك للدماء ولم تستدعى تلك الجرائم الضمير الوطني الفلسطيني ليضع القادة المصلحة الوطنية فوق المصالح الشخصية والتنازع على السلطة والمكاسب القيادية (ورجعت حليمة الى عادتها القديمة ) الفلسطينية حتى وصل الأمر بين المنظمات الأكبر حماس وفتح معارك دامية في غزة سفكت فيها دماء الأبرياء قربانا للهيكل ليتحقق الهدف المقدس لليهود وأتاحت تلك الخلافات وانشغال القيادات الفلسطينية فيما بينهم لتقاسم التركات جعل إسرائيل كل يوم تبني مستوطنة جديدة للمطرودين من اوروبا وأصحاب الارض مشغولون بأنفسهم وبإلرغم من اتخاذ منظمة حماس قرارا منفردا في ٧ اكتوبر٢٠٢٣م، باغتت الهجوم على الدولة الاسرائيلية دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية لتكون الواجهة السياسية لتوظيف الحدث العسكري لصالح حق الشعب الفلسطيني واقامة دولته ؟ فتسببت حماس باتخاذها قرارا عسكريا منفردا فى قيام إسرائيل بقتل عشرات الالاف من الأبرياء أطفالا ونساء وعجائز واستباحت كل المحرمات وهدمت العمارات على رؤوس الآمنين ومات الآلاف تحت الأنقاض فهل كان ذلك قرار قيادة حماس يتناسب مع النتائج الكارثية التي باتت تهدد تصفية القضية الفلسطينية الى الأبد ويبرز سؤال يحتار فيه العقلاء كيف سيتجاوز الشعب الفلسطيني آثار الدمار وكيف يستطيع استعادة الخسائر وتعويضها وكيف وهل ستستفيد القيادات الفلسطينية من تلك المآسي المروعة ليرتفعوا فوق كل الخلافات والأنانيات والمطامع الشخصية التي يسعى كل منهم للسلطة والمصلحة الخاصة احتراما للدماء التي سالت بغزارة تروي أرض غزة دون هدف ودون تقييم للنتائج واحتساب الخسائر اللهم الا أن يتناقل الناس وأجهزة الاعلام اسم منظمة حماس تردده القنوات العالمية والعربية لإشباع الذات التي تضخمت ولم تعد ترى مصلحة الشعب الفلسطيني وقياداتها يعيشون مترفين مع أبنائهم في قطر آمنين على أرواحهم مستمتعين بحياتهم محافظين على ثرواتهم فلا يهمهم عشرات الآلاف من الأبرياء يقتلون ويسحقون تحت أنقاض العمارات ألم يحن الوقت أن تكفر القيادات الفلسطينية عن أخطائهم والعودة الى وحدة الصف والاعتصام بحبل الله في وحدة ندموا وتابوا عن مواقف أجرمت في حقوق الشعب الفلسطيني كيف يستطيعون تجاوز تلك الخلافات والعداوات ليتمكنوا من الاتفاق على المطالبة من مؤتمر القمة العربي بتطبيق المبادرة العربية ومطالبة مجلس الامن باحترام و تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني.
فمن ياترى سيتولى تمثيل الشعب الفلسطيني في المفاوضات الدولية لتنفيذ متطلبات مشروع حل الدولتين حيث أنه حتى هذه اللحظة لا توجد جهة واحدة تمثل الشعب الفلسطيني لاعداد الآليات وتوزيع المسؤليات للحكومة التى ستتولى قيادته وتقوم بالتفاوض عنه لديها الصلاحيات الكاملة في اتخاذ القرارات التي تحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني خلال المفاوضات لتنفيذ قرارات الدولتين وتحديد الحدود الجغرافية للدولة الفلسطينية التي اتفق عليها المجتمع الدولي والعالم العربي واذا لم يتم تشكيل حكومة مؤقتة تمثل الشعب الفلسطيني في فترة انتقالية تنتهي مهمتها بالوصول الى اتفاق نهائي تحت رعاية دولية وضمان مجلس الأمن بقيام الدولة الفلسطينية فسوف يعطي لإسرائيل مبررات منطقية لانهاء القضية الفلسطينية نتيجة لعدم وجود من يمثل الشعب الفلسطيني وتنكرر مرة أخرى مأساة عدم الموافقة على قرار التقسيم نوفمبر سنة (٤٨) وتنتهي قضية الحقوق الفلسطينية الى الأبد والسبب عدم توافق القيادات بسبب ارتباطاتها الخارجية وولائتها للغير وستكون السبب في ضياع حقوق الشعب الفلسطيني.
وقبل ان يتحقق الامل في مشروع قيام الدولتين أخشى ضياع الفرصة على الشعب الفلسطيني كما ضاعت فرصة التقسيم التي كان من الممكن ان تنشأ دولة فلسطين قوية متكاملة المؤسسات وعضوا فاعلا في الجامعة العربية والامم المتحدة وتحذيري إذا لم يتم عقد اجتماع فوري في مصر بين السلطة الفلسطينية وكافة المنظمات الفلسطينية ويتعاهدون على توحيد الصفوف وتحديد الوزارت وتوزيع المسؤليات ليتم تشكيل حكومة مؤقتة دون إقصاء اي طرف من المنظمات لكي تتولى في المرحلة الانتقالية تهيئة الظروف والدخول في مفاوضات بدعم القيادات العربية مع مجلس الامن والدول العربية وأمريكا وإسرائيل لوضع ترتيبات قيام الدولة الفلسطينية على اساس الدولتين ووضع قواعد لتحقيق السلام بين إسرائيل والـدولة الفلسطينية واذا لم يتحقق ذلك فلينسى الفلسطينيون قضيتهم وليبحثوا عن أماكن أخرى تأويهم او ليرضوا حكم إسرائيل عليهم اذلاء لسلطتهم لامستقبل لهم ولا هوية فقد تسببوا في ضياع وطنهم وانهاء قضيتهم
بأيديهم وحينها سيتردد صوت في الفضاء يقول لهم: لاتلوموا الأقدار ولوموا أنفسكم فقد أغرتكم مصالحكم الشخصية وضيعتكم أنانية السلطة وكل منكم كان يسعى للسلطة جعلتم من الشعب الفلسطيني وأطفاله الذين يذبحون ونسائه الذين يستباحون وعجائزهم الذين يقتلون قرابين في سبيل طموحاتكم وأنانياتكم ومصالحكم الضيقة فذوقوا اليوم ماكنتم تعملون.