أصبحت الشعوب العربية ضحية الخطاب الإعلامي المدعم المهيمن المهلوس تحت تخذير المرجعيات المتناقضة في احتضان روث التفاهات من مهرجانات المجون، غنائية شذوذية تنشر الفساد في انسجام تام مع تفشي سموم الانحلال الأخلاقي بشتى أنواعها بين الشباب العربي تحت راية الحريات وحقوق الإنسان. إذ من المستحيل أن يخدم الريع الثقافي الملطخ بعار النفاق المستشري بشرايين المجتمعات الخطة الإصلاحية والنهضة الفكرية العربية. انطلاقا من هاته المعطيات سنباشر التدقيق في هذه الأمور المتعلقة بالإستهتار المتعمد من الجهات المسؤولة و التهور في جدية اتخاذ القرارات الناجعة التي تلوح بها وزارات الثقافة العربية ومستشاريها بسفارات الدول الأجنبية والمكتبات الوطنية التابعة لها ومعارض الكتاب السنوية التي تشرف عليها، والمسؤولين الفاشلين الذين يسمح بتعيينهم في مناصب المسؤولية على القطاع الثقافي، إذ نستشف المسكوت عنه والمتحجب، من إحلال الإقصاء محل الإعتراف بالمفاتيح المؤهلة إلى ولوج المنظومة الثقافية نحو منطق مقبول دائم الحضور مبني على آليات التحفيز كأولويات من باب التنسيق المنهجي والتقييم المرجعي بتوثيق مركز القرار من أجل احتضان المعرفة الاستثنائية ، كإعادة ترتيب الأوراق من غرض عدم استئصال المعرفة، والإنفتاح حول طاولة الحوار و تكسير أفكار الأصنام الموروثة التي ساهمت في تفتيت الواقع إلى أجزاء متفرقة، واختفاء الحقيقة والإشتراك في البحث عنها كذريعة واهية. إذ ينبغي التنبيه في هذا الصدد إلى تسلط الضغوط الإجتماعية والسياسية على المحتوى الفكري تحت تأثير أدب التوجيهات والإنغماس في وحل الصراعات الإيديولوجية التي أصبحت اوهام المركزية العرقية والفكرية، كمنهجية تاريخية فقدت الإنسجام وأسلوب الإحترام. كما ساهمت الإملاءات الخارجية والداخلية والمخططات الممنهجة في دحض تطورات الفكر العربي المتجدد المنبثق عن أرقى الأقلام في مختلف الأجناس الأدبية والتخصصات العلمية، بمباركة من كبار مسؤولي القطاع العرب ومستشاريهم الثقافيين بالقنصليات الاجنبية من منعدمي الحنكة والتأهيل في مجال التدبير و عدم التفاعل الإيجابي مع العروض الثقافية الهادفة والإهتمام بالفكر، لأن باتت غايتهم طمس الهوية العربية. فمن باب التنويه، لا يخفى على الفئة المثقفة أن 98٪ من بحوث العلماء الحاصلين على جائزة نوبل للسلام هي من فكر وجهد الطلبة العرب المغلوب على أمرهم ممن يتابعون الدراسة والبحث العلمي بالدول الغربية. إنها نتيجة احتضان الأميين والفاسدين من ذوي الجاه والنفوذ بين دواليب المؤسسات التشريعية ومراكز القرار مقابل تصدير العقول والأدمغة قصرا نحو الدول المتقدمة لإتمام اللعبة بنجاح، إنها خطة ممنهجة من أجل تعطيل عجلة التنمية بالدول العربية مقابل اتفاقيات تضمن المصالح الشخصية المادية والمعنوية لما يطلق عليهم بإسم القادة…….