لواء دكتور/ سمير فرج متابعة عادل شلبى احتفلت القوات المسلحة المصرية، في الشهر الماضي، بحصول كلية الطب، الجديدة، التابعة لها، على شهادة المجلس الطبي العام بالمملكة المتحدة، والتي تعد إقراراً معتمداً بأن التعليم بتلك الكلية المصرية يتطابق مع معايير الجودة بكليات الطب داخل المملكة المتحدة. كان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر قراراً بإنشاء كلية طب تابعة للقوات المسلحة، على أن تؤسس وفق أعلى المقاييس العلمية الدولية، لتخريج جيل جديد من الأطباء، لتلبية احتياجات مستشفيات القوات المسلحة، ولتنضم بذلك تلك الكلية، إلى باقي كليات الطب، بكافة الجامعات المصرية، وتستقبل خريجي الثانوية العامة، بنفس الشروط المتبعة في مثيلاتها بمختلف الجامعات المصرية. تعتمد الكلية الجديدة على أحدث النظم التعليمية المتبعة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فتم إنشاء قاعات المحاضرات التي تسمح بالتدريس لمجموعات صغيرة من الطلاب، لضمان الكفاءة في الاستيعاب، وجُهزت المعامل بأحدث المعدات التي تسمح للطالب بالتدريب العملي المتميز، فضلاً عن تأسيس مشرحة منفردة في إمكاناتها، ومركزاً للمحاكاة التعليمية، طبقاً لأحدث الأساليب والمعايير الأوروبية، لتدريب الطلبة على العديد من المهارات، التي يصعب تطبيقها على مرضى فعليين. كما أنشأت الكلية صالات امتحانات مجهزة طبقاً للأكواد العالمية، مع الاستعانة ببرامج امتحانات متطورة، تعتمد على التطبيقات الإلكترونية المستخدمة في العديد من كليات الطب العالمية، مع وجود إدارة متخصصة لمتابعة ومراقبة وتقييم العملية التعليمية وأعضاء هيئات التدريس. وعلاوة على المنهج الطبي، أضافت الكلية برنامجاً للعلوم العسكرية، وتم التركيز على الإعداد البدني والنفسي للطلبة، طبقاً لأعلى المعايير الدولية، ووقعت بروتوكولات تعاون مع عدد من كبرى كليات الطب في الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الدول الأوروبية، للاستعانة بخبراتهم في تطوير البرامج التعليمية، مع الاتفاق على برامج تدريبية، بتلك الكليات الأجنبية، لطلبة الدراسات العليا، لتلقي جزء من تدريبهم في الخارج. وعلى صعيد متواز، تم وضع برنامج لتأهيل الكوادر العلمية، القائمة على التدريس بتلك الكلية، لرفع كفاءاتهم، لمواكبة تطور المناهج التعليمية، التي هم بصدد تدريسها. وعلى مدار العامين الماضيين، خضعت كلية طب القوات المسلحة، الحديثة نسبياً، والمؤسسة في عام 2013، لعملية تقييم كامل من المجلس الطبي العام بالمملكة المتحدة، تلك العملية التي تتم على مراحل عدة، وتشمل العملية التعليمية بأكملها، وذلك لضمان تطابقها مع أكواد التعليم، المتبعة في كليات الطب البريطانية. وبناءً على نتائج مراحل التقييم، أصدر المجلس الطبي العام في المملكة المتحدة قراره بحصول كلية الطب، التابعة للقوات المسلحة المصرية، على الاعتماد الدولي، بل وإدراج الكلية، في قائمة المجلس الطبي العام البريطاني، على موقعها الإلكتروني، كأول كلية، خارج المملكة المتحدة، تحصل على هذا الاعتراف، رفيع المستوى، من ذلك المجلس البريطاني، المنوط به، بحكم القانون البريطاني، والقائم على تنظيم وحوكمة عمل الأطباء في المملكة المتحدة، وبالتالي تنظيم عمل كليات الطب التابعة له والمعتمدة منه. وقد اشتملت الدراسة، التي أعدها وفد كبير من المجلس الطبي العام في بريطانيا، على مدار عامين، على وضع معايير التعليم والتدريب سواء للطلبة الدارسين، أو لأعضاء هيئة التدريس بالكلية، مع التأكيد على أن الكلية تقدم كل ما هو جديد في عالم الطب، والتعليم الطبي، من خلال المناهج العلمية المعتمدة من بريطانيا، علماً بأن جميع الأطباء من خريجي هذه الكلية المصرية، سيتم تسجيلهم في سجلات أطباء المملكة المتحدة. كما تم التأكيد على دور الكلية في تقديم خدماتها طبقاً لمعايير الجودة ولوائح التعليم الطبي المعمول بها في بريطاني، وكذلك إدخال اختيار التراخيص الطبية (MLA)، والتأكد من أن جميع مستشفيات تدريب الطلبة، التابعة للكلية، تعمل طبقاً للمعايير الدولية في المجالات الطبية، يضاف لكل ما سبق أنه قد تم ربط مكتبة تلك الكلية في مصر، مع جميع مكتبات كليات الطب في بريطانيا، للاستفادة بكل الدراسات والأبحاث العلمية التي تصدر في المملكة المتحدة. وأمام الأهمية العلمية والدولية لذلك الحدث، فقد تم تنظيم احتفال كبير للقوات المسلحة، بحضور السيد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار السيد رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، وقادة القوات المسلحة المصرية، وممثلين عن المجلس الطبي العام بالمملكة المتحدة، وهم الأستاذ الدكتور هيلين فيثروستون، المدير العام للخدمة الدولية بالمجلس، والأستاذ الدكتور روبين بينسو، مدير برنامج ضمان جودة التعليم الطبي بالمجلس، واللذان قدما، خلال ذلك الاحتفال، شهادة اعتماد من المجلس الطبي العام بالمملكة المتحدة لكلية الطب بالقوات المسلحة المصرية، والتي تقر بتطابق الكلية مع معايير الجودة لكليات الطب داخل بريطانيا، ليحق، بذلك، للأطباء المصريين، خريجي هذه الكلية في مصر، الانضمام للعمل بالمستشفيات البريطانية، في شتى التخصصات الطبية، فضلاً عن فرصهم للعمل بكافة المستشفيات المصرية. ومما لا شك أن الأطباء الجدد من خريجي هذه الكلية سيكونون إضافة هامة للقطاع الصحي بمصر بوجه عام، وللمستشفيات العسكرية بوجه خاص، والتي لا يقتصر تقديمها لخدمات الرعاية الصحية على أبناء القوات المسلحة فحسب، وإنما تمتد مظلتها لتشمل كافة المصريين، حتى أن السيد الرئيس السيسي قد وجه مؤخراً بتوسيع قاعدة تواجد المستشفيات العسكرية، في معظم محافظات مصر، حتى تلك الخالية من وجود قوات عسكرية متمركزة بها، وذلك لتيسير تقديم الخدمات الطبية لجميع المواطنين. وهكذا يستمر سعي القوات المسلحة المصرية، لخدمة أبناء ذلك الشعب العظيم، في كافة الاتجاهات، بخطوات علمية ومعايير عالمية.