متابعة عادل شلبى يوافق، اليوم، السبت 18 يونيو، الاحتفال بمرور 65 عاماً، على أجمل ذكرى في تاريخ مصر المعاصر، وهو تاريخ جلاء أخر جندي بريطاني عن أرض مصر، في مثل ذلك اليوم من عام 1956، بعد استعمار بريطاني، لأرض مصر، دام 73 عاماً، وتسعة أشهر، وسبعة أيام، بعد أن نجحت ثورة 23 يوليو 1952، في توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا في 19 أكتوبر 1954. يرجع تاريخ احتلال بريطانيا لمصر منذ صيف 1882، بعد انعقاد مؤتمر بإسطنبول، قررت فيه بريطانيا ضرورة السيطرة على مصر، والتحكم في قناة السويس، وعندما قاطع المؤتمر، السلطان العثماني عبد المجيد، لرفض ذلك التوجه، قررت بريطانيا احتلال مصر منفردة، وبدأ الأسطول البريطاني بقصف الإسكندرية في 11 يوليو 1882، وتم اقتحامها والتقدم للقاهرة. وحينها، أعلن الزعيم أحمد عرابي التعبئة، واشتبك الجيش المصري في عدة معارك، آخرها التل الكبير، التي هُزم فيها عرابي، واحتلت بريطانيا مدن القناة؛ بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وظل الاحتلال البريطاني لمصر حتى عام 1934.
ورغم إعلان بريطانيا استقلال مصر، إلا أنها ظلت، فعلياً، تحت الاحتلال، بوجود قوات من الجيش البريطاني، في عدة مناطق، مع استمرار سيطرتها على منطقة قناة السويس. شهدت فترة الاحتلال الإنجليزي العديد من الثورات، كان أهمها ثورة 1919، بقيادة الزعيم الراحل سعد زغلول، وصولاً إلى ثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، ولقد كان ذلك الاحتلال سبباً لوضع مصر تحت أعين القوى العظمى، في جميع الأوقات، نظراً لموقعها الجيوستراتيجي، وصارت، منذ ذلك الحين، مطمعاً للجميع، وظهر ذلك من حرص هتلر، إبان الحرب العالمية الثانية، على احتلال مصر، لحرمان إنجلترا من طريق المواصلات إلى الهند، وسيطرتها على قناة السويس، وتشير بعض المراجع البريطانية لأن أسباب حرب السويس، عام 1956، تعود لشعور بريطانيا بالخطأ في عقد اتفاقية الجلاء عن مصر.
لذلك جاء القرار سريعاً، إذ استغلت بريطانيا رغبة كل من فرنسا في الانتقام من مصر، بسبب مساعدتها لثورة الجزائر، ورغبة إسرائيل في الرد على هجمات الفدائيين، وجمعت تلك العناصر للعدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر من نفس العام، 1956. لذلك ستظل مصر، دائماً، تفخر بأنها أخرجت القوات الإنجليزية من أرضها، وستظل صورة الرئيس الراحل عبد الناصر، وهو يرفع العلم المصري على مبنى قناة السويس، يوم 18 يونيو 1956، بعد رحيل آخر جندي بريطاني، رمزاً من رموز الكرامة والفخر لمصرنا الحبيبة.