فى حديث مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول حكومة جنوب أفريقيا أن شقيقين من عائلة غوبتا الثرية إعتقلا فى الإمارات العربية المتحدة.
ويواجه أتول وراجيش غوبتا إتهامات فى جنوب أفريقيا بالتربح من صلاتهما الوثيقة بالرئيس السابق جاكوب زوما وممارسة نفوذ غير عادل، وهما متهمان بدفع رشاوى مالية من أجل الفوز بعقود حكومية مربحة والتأثير على تعيينات حكومية ذات نفوذ.
وتركز عدة من أخطر مزاعم الفساد الموجهة ضد الأخوين، المولودين فى الهند على علاقتهما مع جاكوب زوما الذى كان رئيساً لجنوب أفريقيا منذ عام 2009 وحتى أُجبر على التنحى وسط عاصفة من مزاعم الفساد بعد تسع سنوات، وتتهم عائلة غوبتا بإستخدام صلاتها الوثيقة بزوما لممارسة سلطة سياسية هائلة عبر جميع مستويات حكومة جنوب أفريقيا، بالفوز بعقود عمل، والتأثير على تعيينات حكومية رفيعة المستوى، وإختلاس أموال من الدولة، وينفى زوما والأخوان غوبتا إرتكاب أى مخالفة. وبعدما فر الإخوان من البلاد، تفاوضت جنوب أفريقيا على إتفاقية لترحيل المطلوبين مع الإمارات فى عام 2021.
وقالت حكومة الرئيس سيريل رامافوزا إنها تأمل أن يؤدى الإتفاق الى عودة الأخوين غوبتا لمواجهة التهم، لكن لم يتضح عقب الإعتقال ما إذا كان الأخوان سيعودان الى جنوب أفريقيا. وكانت عائلة غوبتا قد أصبحت مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بزوما حتى أنه صيغ مصطلح مشترك لهم، هو عائلة زوبتا.
وكانت إحدى زوجات زوما وكذلك إبنه وإبنته يشغلون مناصب عليا فى الشركات التى يسيطر عليها أفراد من عائلة غوبتا.
وإستفادت العديد من الشركات فى ملف غوبتا من عقود مربحة مع إدارات حكومية وشركات مملوكة للدولة – إذ يقول مسئولون إنهم تلقوا تعليمات مباشرة من العائلة بإتخاذ قرارات من شأنها تعزيز المصالح التجارية للأخوين، ويُزعم أن الإمتثال كان يكافأ بالمال والترقية بينما يعاقب العصيان بالفصل. وتعد قائمة الهيئات العامة التى تشير الإتهامات الى أنها تعرضت لـ”الإستيلاء واسعة النطاق، إذ تشمل وزارتى المالية والموارد الطبيعية ومؤسسات عامة فضلاً عن وكالات مسئولة عن تحصيل الضرائب والإتصالات، والإذاعة الحكومية إس إيه بى سى وشركة الطيران الوطنية والخطوط الجوية لجنوب أفريقيا، ومشغل الشحن بالسكك الحديدية المملوكة للدولة، وشركة الطاقة العملاقة إيسكوم التى تعد ضمن أكبر شركات المرافق فى العالم.
وخلص تحقيق إستمر أربع سنوات ونشره لاحقاً القاضى الأعلى فى البلاد، الى أن الأخوين قد أصبحا منغمسين بعمق فى أعلى مستويات الحكومة وحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى الحاكم بزعامة زوما.
وتتهم التقارير التى نشرها المحققون هذا العام الأخوين بالإرتباط بأنشطة إبتزاز من خلال شراء السكك الحديدية والموانئ والبنية التحتية لخطوط الأنابيب، وخلص معدو التقارير أيضاً الى أن زوما سيفعل أى شئ يريد آل غوبتا أن يفعله لهم.
وفى العام الماضى، صدر حكم بسجن زوما لمدة 15 شهراً لرفضه الإدلاء بشهادته أمام نفس المحققين. وأطلق سراحه بعدما أمضى شهرين من عقوبته في السجن.
انتقل أجاي وأتول وراجيش غوبتا الى جنوب أفريقيا من ولاية أوتار براديش الهندية فى عام 1993، بعد سقوط نظام الفصل العنصرى مباشرة، ويقال إنه عندما وصل أتول لتأسيس شركة عائلية هى صحارى كمبيوترز، كان مندهشاً من عدم وجود إجراءات روتينية وقاموا بتنمية الشركة حتى وظفت أكثر من عشرة آلاف شخص فى جنوب أفريقيا، كما قاموا بتطوير مصالح مالية فى قطاعات التعدين والسفر الجوى والطاقة والتكنولوجيا والإعلام، وقال أتول غوبتا إنه التقى زوما قبل أن يصبح رئيساً عندما كان ضيفاً فى إحدى الحفلات السنوية لشركة صحارى.