كتبت نجوى نصر الدين
إنها بحق اكبر جريمة اقتصادية فى التاريخ وجميعنا يتساءل
لماذا الدولار هو مقياس الاقتصاد العالمي ؟ إنها
اتفاقية برتون وودز 1944
تلك الاتفاقية التي جعلت الدولار هو المعيار النقدي الدولي لكل عملات العالم
حيث تعهدت أمريكا بموجب تلك الاتفاقية وأمام دول العالم بانها تمتلك غطاء من الذهب يوازي ما تطرحه من دولارات
وتنص الاتفاقية على أن من يسلم أمريكا 35 دولارًا تسلمه أمريكا أوقية من الذهب.
أي : إنك إذا ذهبت إلى البنك المركزي الأمريكي بإمكانك استبدال ٣٥(35) دولارًا بأونصة من الذهب، والولايات المتحدة الأمريكية تضمن لك ذلك
وحينها صار الدولار يُسمّى (عملة صعبة) واكتسب ثقة دولية، وذلك لاطمئنان الدول لوجود تغطيته له من الذهب
فقامت الدول بجمع أكبر قدر من الدولارات في خزائنها على أمل تحويل قيمتها إلى الذهب في أي وقت
واستمر الوضع على هذا الحال زمنًا
حتى خرج الرئيس نيكسون في السبعينات على العالم فجأة
في مشهد لا يتصوره أحد حتى في أفلام الخيال العلمي ليصدم كل سكان الكرة الأرضية جميعًا بأن الولايات المتحدة لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من ذهب
وليكتشف العالم أن الولايات المتحدة كانت تطبع الدولارات بعيدًا عن وجود غطاء من الذهب وانها اشترت ثروات الشعوب وامتلكت ثروات العالم بحفنة أوراق خضراء لاتساوي قيمتها الا ثمن تكلفة صناعة هذه الورقة ولا غطاء ذهبي لها.
كأننا فى الكاميرا الخفية 🤣😂 اي خازوق أكله العالم كله
أي أن الدولارات ببساطة عبارة عن أوراق تطبعها الماكينات الأمريكية ثم تحدد قيمة الورقة بالرقم الذي ستكتبه عليها فهي ١٠ أو ١٠٠ أو ٥٠٠ دولار
أعلن نيكسون حينها أن الدولار سيُعوَّمُ أي ينزل في السوق تحت المضاربة، وسعر صرفه سيحدده العرض والطلب
بدعوى أن الدولار قوي بسمعة أمريكا واقتصادها، وكأن هذه القوة الاقتصادية ليست قوة مستمدة من تلك الخدعة الكبرى التي استغفل بها العالم
فلم تتمكن أي دولة من الاعتراض أو إعلان رفض هذا النظام النقدي الجديد لأن هذا الاعتراض سيعني حينها أن كل ما في خزينة هذه الدول من مليارات الدولارات وفي بنوكها سيصبح ورقًا بلا قيمة
وهي نتيجة أكثر من كارثية مما أعلنه نيكسون على جميع دول العالم
سُميّت هذه الحادثة الكبيرة عالميًا صدمة نيكسون (Nixon shock) ويكفيك أن تكتب (Nixon shock) في محركات البحث لتكتشف انها حادثة كتب عنها آلاف الصفحات والتحليلات و الدراسات ولكنها مغيبة عن الشعوب
حينها ذهب الثعلب الأمريكي “هنري كيسنجر” إلى السعودية وطلب منهم أن من يريد أن يشتري النفط منكم يشتريه بالدولار وهذا ما فعلته السعودية
نيكسون قال حينها كلمته الشهيرة :
(يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها، ويجب ان يلعبوها كما صممناها نحن
ومعناها أن العالم ضائع وتائه ومذعن للخازووق الذي اطعمتهم إياه أمريكا
ولا زال هذا النظام قائمًا حتى اليوم.
أمريكا تطبع ما تشاء من الورق وتشتري به بضائع جميع الشعوب
لذلك قال بوتين : (أمريكا تسرق العالم)
ترى هل سيظل العالم فى الخازوق الأمريكى أم أن الدائرة ستدور ويتخلص العالم من الدولارات ليحل محلها الروبل واليورو واليوان
تحياتي
نجوى نصر الدين