كتبت نجوى نصر الدين
هوفمان
..هزّ انتقاله إلى الإسلام أوروبا كما
هزّها كتاباه : (الإسلام هو البديل) و (الإسلام في الألفية الثالثة.. ديانة في صعود) وكان دبلوماسياً وسفيراً لألمانيا في المغرب والجزائر وأخيرا كان رئيس قسم المعلوماتية في حلف الناتو.
وهوألماني الجنسيه حصل على شهادة الدكتوراة في القانون من جامعة هارفرد، شغل منصب سفير ألمانيا في المملكه المغربية
وهو في مقتبل عمره، تعرض هوفمان لحادث مرور مروّع، فقال له الجرّاح بعد أن أنهى إسعافه:
“إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد، وأتوقع أن الله يدّخر لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جداً”.
وصدّق القدر حدس هذا الطبيب، إذ اعتنق د . هوفمان الإسلام بعد دراسة عميقة له، وبعد معاشرته لأخلاق المسلمين الطيبة في المغرب..
وعندما أشهر إسلامه،
حاربته الصحافة الألمانية محاربة ضارية، حتى أمه لما أرسل إليها رسالة أشاحت عنها وقالت:
“ليبق عند العرب!.
وقال له أحد أصدقائه
صاحـبي أراك غريبـــاً بيــن هــذا الأنام دون خليلِ
قلت كلا، بــل الأنـامُ غريبٌ أنا في عالمي وهذي سـبيلي
ولكن هوفمان لم يكترث بكل هذا، يقول:
“عندما تعرضت لحملة طعن وتجريح شرسة في وسائل الإعلام بسبب إسلامي،
لم يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم اكتراثي بهذه الحملة، وكان يمكن لهم العثور على التفسير في هذه الآية:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
وبعد إسلامه ابتدأ د.هوفمان مسيرة التأليف.
ومن مؤلفاته كتاب:
يوميات مسلم ألماني
. الإسلام عام ألفين.
الطريق إلى مكة.
الإسلام كبديل.
والكتاب الأخير أحدث ضجة كبيرة في ألمانيا.
يتحدث د.هوفمان عن التوازن الكامل والدقيق بين المادة والروح في الإسلام فيقول:
“ما الآخرة إلا جزاء العمل في الدنيا، ومن هنا جاء الاهتمام بالدنيا، فالقرآن يلهم المسلم الدعاء للدنيا، وليس الآخرة فقط، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً}،
وحتى آداب الطعام والزيارة تجد لها نصيباً في الشرع الإسلامي”.
ويعلل ظاهرة سرعة انتشار الإسلام في العالم، رغم ضعف الجهود المبذولة في الدعوة إليه بقوله:
“إن الانتشار العفوي للإسلام هو سمة من سماته على مر التاريخ، وذلك لأنه دين الفطرة المنزّل على قلب المصطفى”.
“الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة، وله تميزه في جعل العلم فريضة، والعلم عبادة.. وإن صمود الإسلام ورفضه الانسحاب من مسرح الأحداث، عُدَّ في جانب كثير من الغربيين خروجاً عن سياق الزمن والتاريخ، بل عدّوه إهانة بالغة للغرب!! “.
ويتعجب هوفمان من إنسانية الغربيين المنافقة فيكتب:
“في عيد الأضحى ينظر العالم الغربي إلى تضحية المسلمين بحيوان على أنه عمل وحشي، وذلك على الرغم من أن الغربي ما يزال حتى الآن يسمي صلاته قرباناً! وما يزال يتأمل في يوم الجمعة الحزينة لأن الرب (ضَحَّى) بابنه من أجلنا!!”.
يفخرون بالتضحيه بالرب ويعيّرونا بالتضحيه بحيوان.
موعد الإسلام الانتصار:
“لا تستبعد أن يعاود الشرق قيادة العالم حضارياً، فما زالت مقولة: “يأتي النور من الشرق” صالحة..
إن الله سيعيننا إذا غيرنا ما بأنفسنا، ليس بإصلاح الإسلام، ولكن بإصلاح موقفنا وأفعالنا تجاه الإسلام..
والدكتور هوفمان يقدم نصيحة للمسلمين، ليعاودوا الإمساك بمِقوَد الحضارة بثقة واعتزاز بهذا الدين، يقول:
“إذا ما أراد المسلمون حواراً حقيقياً مع الغرب، عليهم أن يثبتوا وجودهم وتأثيرهم، وأن يُحيوا فريضة الاجتهاد، وأن يكفوا عن الأسلوب الاعتذاري والتبريري عند مخاطبة الغرب.
فالإسلام هو الحل الوحيد للخروج من الهاوية التي تردّى الغرب فيها، وهو الخيار الوحيد للمجتمعات الغربية في القرن الحادي والعشرين”.
“الإسلام هو الحياة البديلة بمشروع أبدي لا يبلى ولا تنقضي صلاحيته، وإذا رآه البعض قديماً فهو أيضاً حديث ومستقبليّ لا يحدّه زمان ولا مكان، فالإسلام ليس موجة فكرية ولا موضة، ويمكنه الانتظار”
أعاد الله المجد والعزة للأمة الإسلامية والعربية
تحياتي
نجوى نصر الدين