لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
سبع سنوات قضيتها في الأقصر، محافظاً لها، تعرفت خلالهم على شكل ونمط الحياة في المجتمع الأقصري، والحقيقة أنني حزنت، في أول أيامي هناك، لتردي مستوى الحياة التي كان يعيشها أهلنا في صعيد مصر، بعد عقود طويلة من إهمال الدولة، خاصة في مجال البنية الأساسية والخدمات. فهناك قرى كثيرة كانت محرومة من المياه النقية والصرف الصحي والمدارس والمستشفيات، وحتى إن وجدت، فكانت حالتها غاية في السوء.
وكان هناك مناطق على سفوح الجبال، خارج منظومة الحياة المدنية، كان البسطاء يستغلون منطقة المحاجر فيها، بعد انتهاء العمال منها، للحصول على بقايا الطوب لبناء مساكن لهم، تكون أسقفها من سعف النخيل. ولم يكن غريباً أن تدخل أحد تلك البيوت البسيطة، وتفتح صنبور المياه، لتجد المياه بني اللون، لأنها تستخدم الطلبمات الحبشية، التي تخرج المياه من باطن الأرض، بعضها من مياه جوفية غير صحية، مخلوطة بمياه الصرف الزراعي والصحي. وشهدت، في بعض الأحيان، انهيار بعض هذه المنازل، لعدم وجود صرف صحي، واعتمادها على بيارات الصرف الصحي، التي بسببها تنهار هذه المنازل.
واليوم، عندما أطلق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرته العظيمة، “حياة كريمة”، كنت أنا شخصياً، من أسعد من تلقى هذا الخبر، لأنني تأكدت من أثر هذه المبادرة على حياة ملايين المصريين، الذين سيتم إعادة بناء منازلهم، بطريقة سليمة، وستتمتع بالخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة، التي ستدخلها، لتقل أمراض الفشل الكلوي، المنتشرة هناك، بسبب المياه الملوثة. كما ستدخلها الكهرباء، ليتمتع أهلها وأطفالها، بأبسط حقوقهم التي حرموا منها. وسيمتد رفع مستوى المعيشة إلى تطوير المدارس، داخل القرى، بعدما شهدت بنفسي، انقطاع الأطفال عن التعليم، نتيجة لعدم وجود مدارس، مجاورة، مما كان يضطر الأطفال معه للسير على الأقدام لمسافات تصل إلى خمسة كيلومترات للذهاب لأقرب مدرسة، وهو ما كان السبب في التسرب من التعليم.
إن مشروع حياة كريمة ليس، فقط، الأكبر من المشروعات التي أطلقها السيد الرئيس، ولكنه الأعظم، من وجهة نظري ونظر الكثيرين، لأنه اهتم بإعادة الحياة للمواطن المصري، الذي يعد الاستثمار فيها، أنفع أنواع الاستثمار، فبدون تنمية المواطن، ستتأخر تنمية الدولة، وهو ما التفت له السيد الرئيس، منذ أول أيام حكمه، وما قبلها، فقرر ألا يؤخره، يوماً آخر، إيماناً منه بحق المصريين في الحياة الكريمة … ولأنني ممن عاصروا تلك المشكلة، على الطبيعة، وحاولت حلها، بما تيسر لي من إمكانات، فأنا من أشد الفرحين، بها والمتابعين لآثارها في تقدم مصر لمستقبل أفضل بإذن الله.