كتبت نجوى نصر الدين
أحيانا يضع الله في طريقك أشخاصًا تُبتلى بهم؛
فهل تعلم أن سبب وجودهم في حياتك هو لصالحك و كي تصلح ما بداخلك !
قد تتعامل أحيانا مع شخص عصبي فتتعلم الصبر،
أو شخص آخر أناني؛ فتتعلم الحكمة
وقس على ذلك باقي الصفات المزعجة.
ولكن كن على يقين بأن الله – سبحانه
يعالجك أنت من خلال هؤلاء الأشخاص والمواقف المزعجة التي تصدر منهم.
عليك أن تكون متفهما؛ وانظر لكل شخص يدخل في حياتك؛ كأنه الخضر بالنسبة لموسى – عليهم السلام -.
وقل في نفسك :
(ماذا سأتعلم من وجود هذا الشخص في حياتي ؟ )
(ما هي الرسالة التي ستصلني من مرور هذا الإنسان في حياتي؟).
وأحيانا يحصل العكس …
فتلتقي بأشخاص يكونون في غاية الروعة، والطيبة، والعطاء؛ فتعزهم، ويعزونك، وبعد ارتياحك لهم تنقلب الصفحة، وتظهر أمور مزعجة، وتتبدل الأحوال!
ما هو السبب وراء ذلك ؟!
وما هي الحكمة يا ترى من ذلك ؟!
فقط عليك أن تتذكر أن هؤلاء أيضًا هم ( علاج لك )
إذا كان الناس كلهم رائعين؛ فكيف ستتعلم الصبر، والحكمة، والرحمة، والتسامح، والحكمة في التعامل ؟!
لو رأيت ما يزعجك من تصرفاتهم من البداية كنت ابتعدت عنهم؛ ورفضت صحبتهم؛ وبالعامية (كنت طفشت منهم).
وكمثال لو صاحبت شخصًا سريع الانفعال؛ فإنه سيجعلك تنتبه لكلامك .. وتختار ألفاظك قبل التلفظ بها، وهذا أمر حسن (وعي) وبذلك تكون قد اتصفت بفضيلة لم تكن عندك.
نحن غالبنا قلوبنا ضيقة ؛ فلا نُدخل في قلوبنا إلا أشخاصًا بصفات محددة مسبقًا!
والله تعالى بواسع علمه ؛ يريد أن يوسع قلوبنا للناس ( لبعضنا البعض ) ؛ فتكون مصدر حب لكل الناس وتقبل لهم.
تأكد أن كل شخص مختلف عنك؛ هو بالنسبة لك ( دواء تحتاجه في رحلة علاجك لصفاتك وتحسين طبائعك ).
الله تعالى قادر على أن يحيطك بأناس يشبهونك تمامًا؛ ولكن هذا الأمر ليس فيه لك أدنى مصلحة ؟!
جاهد نفسك ضد الإدانة؛
جاهد نفسك ضد إصدار الأحكام على الناس؛
جاهد نفسك ضد سوء الظن،
جاهد نفسك ضد الغيرة؛
ومع كل شخص مختلف عنك عليك أن تفهم غضبك.
كن صادقا مع نفسك؛ واسألها ما هو السبب الحقيقي لغضبك ( من هذا الموقف ، من هذا الشخص ) ؟
لا تفتح سيناريوهات مع الشيطان،
لا تكسر المحبة،
لا تتسبب بأدنى ألم للآخرين؛ سواء بالتجريح بالكلام؛ أو الإساءة، والقسوة بالتصرفات والأحكام.
دوما ( حكِّم عقلك ) وضع نفسك في مواقع الآخرين؛ كم موقف حصل لك، وأول من وقف بجانبك أشخاص لم تتوقعهم ؟! وكم موقف حصل لك؛ وكان أول من خذلك فيه أقربهم الى قلبك ؟!
كثيرون لم يرزقوا نعمة وجود من يتقبلهم بكل ما فيهم؛ ربما ترى صفة من الصفات في شخص ما؛ أنها عيب فيه الآن؛
ومع مرور الأيام تكتشف أنها من أكبر الميزات بهذا الشخص ! فربما معلوماتك السابقة صورت لك أنه عيب؛ وفي الواقع هو من أحسن الصفات.
كلنا لنا عيوب،
وبالحب، والعطاء وحده يجعلنا نتقبل عيوب الآخرين، وكل شخص منا يكمل الآخر.
اُشكر الله على كل شخص دخل في حياتك؛ وامتنّ لوجوده في حياتك ولو لفترة قليلة.
وان كانت التجربة معه متعبة
تحياتي
نجوى نصر الدين