اختتمت فعاليات المؤتمر الدولى للإنشاء الأخضر المستدام والنانوتكنولوجى “NTC 2022” فى دورته الثالثة عشرة، والذى استضافته “مدينة الغردقة” بمحافظة البحر الأحمر، وتنظمه “الجامعة المصرية الروسية” بالإشتراك مع “المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، وجامعة إيجفسك الفنية الحكومية “بجمهورية روسيا الاتحادية”” وتحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة.
إفتتح المؤتمر الدكتور خالد الذهبى رئيس مجلس ادارة المركز القومى لبحوث الاسكان والبناء، والدكتور شريف فخرى رئيس الجامعة المصرية الروسية، فاعليات المؤتمر الدولى الثالث عشر للإنشاء الأخضر المستدام والنانوتكنولوجى “NTC 2022” الذى تم عقده خلال شهر مارس الجارى 2022 بفندق شيراتون سوما باى، الغردقة وبتشريف فيكتور فوروبايف القنصل العام لجمهورية روسيا الإتحادية فى الغردقة، ومارات جاتن مدير المراكز الثقافية الروسية فى مصر والدكتور طه مطر عميد معهد التبين للدراسات المعدنية.
تبادل المشاركون الأفكار والرؤى والخبرات خلال الجلسات العلمية وحلقات النقاش واللقاءات الجانبية والمعرض المصاحب للمؤتمر وتمت مناقشة أهم الموضوعات وآخر التطورات فى مجال الإستدامة وتطبيقات النانو فى البناء والتشييد وحاضر فى المؤتمر (4) من المتحدثين الرئيسيين، إضافة إلى (70) محاضرة وملصقاً علمياً لمجموعة من الأكاديميين والباحثين المتميزين من مختلف دول العالم.
صرح الدكتور شريف فخرى محمد عبدالنبى، رئيس الجامعة المصرية الروسية، أن المؤتمر تناول على مدار يومين عدداً من الموضوعات الرئيسية والهامة، ومن أبرز تلك الموضوعات البحثية: “تحضير وتوصيف الجسيمات والمركبات النانومترية، حفظ الطاقة فى المبانى، الخرسانة عالية الأداء، الخرسانة الجيوبوليمرية، معالجة المياه بإستخدام تقنيات النانو، البناء الأخضر والمستدام، وإعادة تدوير المخلفات والنفايات الصلبة بهدف حماية البيئة”.. لافتاً إلى أن الغرض والقصد من اختيار تلك الموضوعات هو تسليط الضوء على إنجازات الباحثين المصريين والذين استطاعوا أن يقطعوا شوطاً فى هذا المجال لتصبح أبحاثهم فى مجال المنافسة الدولية مع إستمرار بحث القضايا العلمية الأساسية للحفاظ على الموارد البيئية.. مؤكداً على ضرورة الإستفادة من نتائج الأبحاث وتحويلها إلى منتجات خضراء وتكنولوجيا محلية تطبيقاً لنهج الإقتصاد المبنى على المعرفة.
فى سياق متصل، أضاف الدكتور خالد الذهبى، رئيس مجلس إدارة المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، أن المؤتمر أتاح للمشاركين تبادل الأفكار والرؤى والخبرات من خلال الجلسات العلمية واللقاءات الجانبية كما أن المعرض المصاحب للمؤتمر ساهم فى طرح ومناقشة أهم الموضوعات وآخر التطورات فى “مجال الإستدامة وتطبيقات النانو فى البناء والتشييد”.. موضحاً أن الهدف هو تحقيق حلم الإنسانية فى هذا الجيل بتوفير الراحة والمزايا الإقتصادية دون التضحية بحقوق الأجيال المقبلة فى إستخدام موارد الأرض من خلال “تكنولوجيا النانو”. من جانبه، عبر الدكتور جيرجورى ياكوفلوف الرئيس التنفيذى للمؤتمر من الجانب الروسى ورئيس وفد جامعة إيجيفسك الفنية الحكومية، عن سعادته بعقد المؤتمر ومشاركة الجانب الروسى من خلال تقنية الفيديو كونفرانس ومناقشة المؤتمر فى دورته الحالية لـ”الإنشاء الأخضر والمستدام وإعادة تدوير المخلفات والنفايات الصلبة بهدف الحماية البيئية”؛ لما لها من تأثير إيجابى على المجتمع فى التنمية المستدامة، وتقليل التكاليف والحفاظ على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به.
فى ذات السياق، وجه الدكتور مجدى عبدالحميد هلال، الرئيس التنفيذى للمؤتمر، الشكر للجهات الراعية للمؤتمر وهى: “معهد التدريب والدراسات الحضرية، السويس للصلب، أليكس جروب، كيماويات البناء الحديث، جوتن للدهانات، السويس للأسمنت، ويل بوند، شركة فينوس، نقابة المهندسين المصرية، ومعهد الدراسات التعدينية وشركة التعمير للتوريق”.
فى نفس الموضوع، أوضح الدكتور سيد شبل، الرئيس التنفيذى للمؤتمر، أن “تكنولوجيا النانو” تستخدم جميع أنواع المعرفة البشرية، ويعول كثيراً على هذه التقنية فى إستخدامات “الإسكان والبناء”؛ لتوفير أكبر قدر من الطاقة للحفاظ على موارد الأرض للأجيال المقبلة فى المستقبل، ولتوفير الأعباء المالية على مستخدمى تلك التقنيات لـ”تكنولوجيا النانو فى الإنشاء الأخضر والمستدام”. مضيفاً أنه يجب نشر الوعى بأهمية هذا المجال.
من جانبه، أفاد الدكتور حمادة شكرى، منسق المؤتمر، خلال الجلسة الختامية للمؤتمر أن جلسات المؤتمر إنتهت إلى التوصيات التالية: 1- الإستفادة من نتائج الأبحاث التى تم نشرها فى ابتكار مواد بناء جديدة عالية الأداء تساهم في تحقيق الاستدامة فى قطاع التشييد. 2- ضرورة إنشاء مركز لإنتاج المواد النانومترية بطرق اقتصادية لتلبية احتياجات السوق المحلى بما يساهم فى الاستفادة من تطبيقات النانوتكنولجى فى استحداث مواد ومنتجات ذات خصائص مميزة. 3- حث مختلف المؤسسات الأكاديمية والبحثية فى مصر على تبنى برامج ومقررات أكاديمية وعلمية فى الإنشاء الأخضر المستدام . 4- تعميم كتيب أبحاث المؤتمر على الجامعات المصرية لكى تكون مادة علمية ومرجعية يعتمد عليها الطلاب وكذلك أعضاء هيئة التدريس المهتمين بأبحاث النانوتكنولوجى.
لفت الدكتور حمادة شكرى، أن الأبحاث المنشورة بالمؤتمر خلصت إلى العديد من الإستنتاجات العلمية ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن: 1- دراسة المواد على المقياس النانوى لها يعزز من تطوير مركبات ومنتجات جديدة تستخدم فى تحسين خصائص مواد البناء مثل “تحسين الاداء الميكانيكآ، مقاومة الحريق ودرجات الحرارة المرتفعة، مقاومة الأملاح والكبريتات ومن ثم تعزيز ديمومة المنشآت”. 2- معالجة المخلفات الصناعية وإعادة استخدامها فى التطبيقات الانشائية يؤدى إلى تقليل الإعتماد على الأسمنت العادى وإستنزاف “المواد الخام، والموارد الطبيعية” وبالتالى تقليل إنبعاثات الغازات الضارة وغازات الإحتباس الحرارى؛ مما يساهم فى تحقيق الحماية البيئية. 3- ضرورة التوسع فى دراسات إنتاج الخرسانة الجيوبوليمرية والتى تعتبر البديل الأخضر للخرسانة الأسمنية. 4- أكسيد الجرافين النانوى يتميز بخصائص فريدة تساهم بشكل كبير فى إنتاج الخرسانة ذاتية الإستشعار “Self-Sensing Concrete” التى لها القدرة على الإحساس بالإجهاد الميكانيكى الناتج عن الهزات الأرضية وكذلك درجة “الحرارة ، والرطوبة”. 5- تكسية الغلاف الخارجى، واجهات المبانى بالمونة الأسمنتية العازلة للحرارة يساهم فى رفع كفاءة إستخدام الطاقة بها، ويعتبر أحد الحلول الفعالة فى تأهيل المبانى القائمة، وتحسين جودة البيئة الداخلية لها.