قادتني الظروف لزيارة أحد مستشفيات القوات المسلحة، في الأسبوع الماضي، وكان المسئول عن إجراء الاختبارات اللازمة، طبيب، برتبة ملازم أول، ودفعني تعامله الاحترافي، ودقته في كتابة التقرير، إلى سؤاله عن اسم كلية الطب التي تخرج منها، ففاجأني بأنه خريج الدفعة الأولى لكلية الطب العسكري. فشعرت بالفخر والسعادة، خاصة وأن إنشاء هذه الكلية كان أحد أحلام القوات المسلحة، التي تحقق، مؤخراً.
وعلى الفور، اتصلت باللواء طبيب خالد شكري، مدير الكلية، لأهنئه، ولأتعرف على ما وصلت إليه الكلية، فعلمت أن الكلية تخرج منها، حتى الآن، ثلاث دفعات، وصلوا لدرجة النواب، بينما أوشك خريجي الدفعة الأولى على إنهاء دراسة الماجستير. ولما سألت عن شروط الالتحاق بالكلية، علمت أنها تقبل طلاب الثانوية العامة، وما يعادلها، بمجموع 1% أقل من مجموع القبول بباقي كليات الطب في مصر، مقابل اجتياز المتقدمين لاختبارات طبية وبدنية ونفسية، كشرط للالتحاق بها.
بينما تتشابه مدة الدراسة مع باقي كليات الطب في مصر، بإجمالي سبع سنوات، شاملة الامتياز، علماً بأن الكلية تتخذ قراراها حالياً، بالمفاضلة بين أحد الجامعات الأوروبية، وأخرى أمريكية، لتكون درجة الماجستير صادرة عن أحدهما، بعد نجاح الكلية في اعتماد درجة البكالوريوس من أحد جامعات ولاية ميتشجان الأمريكية، التي تقوم بمراجعة المناهج وورش العمل، لتتطابق مع المناهج الأمريكية.
علماً بأن الدراسة تشمل مناهج متكاملة للغة الإنجليزية، يحصل الطالب بموجبها على شهادة “IELTS”، أو “International English Language Testing System”، وهي شهادة، للغة الإنجليزية، معتمدة من بريطانيا، بما يضمن إجادة الطبيب المتخرج للغة الإنجليزية، وبما يؤهله للاطلاع على أحدث الأبحاث العلمية في مجال تخصصه، ويمكنه من متابعة والمشاركة في مختلف المؤتمرات العلمية الطبية الدولية.
وأضاف اللواء طبيب خالد شكري بأن الكلية تحرص على اختيار أساتذتها ومحاضريها من أكفأ الأطباء في جمهورية مصر العربية، من كافة التخصصات، ومثلما يتم التدريب العملي للطلاب في أكثر المستشفيات المتخصصة تميزاً في مجالها، كتدريب أطباء الأطفال في مستشفى أبو الريش، فإن الكلية تتولى ابتعاث طلابها، نحو مرتين خلال مدرة دراستهم، للتدريب العملي بأحد الدول الأوروبية، بما يضمن تخرج أطبائها مسلحين بأعلى درجات العلم في مصر، وبما يضاهي خريجي الدول الأوروبية والأمريكية.
كانت تلك نبذة سريعة عن ذلك الصرح العلمي العظيم، في القوات المسلحة المصرية، الذي يعتبر انطلاقة جديدة للطب في جميع المستشفيات العسكرية المصرية، التي تقدم خدماتها الطبية ليس للعسكريين، فقط، بل لجموع الشعب المصري.