أيها السادة لا تظنوا أن سوريا مجرد دولة عربية آسيوية فحسب بل إن الحقيقة أن سوريا بمثابة حلقة الوصل المهمة والرابطة القوية داخل الكتلة العربية الأكبر حجما وعددا و التي ربما لا يحسن تقديرها البعض ودمشق لمن لا يعرف هي احدي اهم حواضر العرب كانت سابقا تحكم وتسيطر وهنا يقول التاريخ كلمته إن الدولة الأموية كانت أكبر دولة وثاني خلافة في التاريخ الاسلامي وكانت عاصمتها دمشق وبلغت ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً..
اذن نحن يا سادة أمام قطر عربي ضارب بجذوره في التاريخ وله مكانته كذلك الحال مع الجغرافيا ولا تنسي ابدا الهلال الخصيب الذي يريد البعض إسقاطه من حساباته أما حقداً أو كرها ومع هذا كله لا تزال بعض دوائر عالمنا العربي تتعمد تركه وحيدا في الميدان يواجه المرتزقة منفردا… تارة من المحتل التركي لشماله السوري وتارة أخرى لإيران التي يتباهي بعض قادتها الدينية والرئاسية أنه بمقدورهم التحكم في عواصم عربية جهلا منه بذلك وربما لم يلتفت البعض الي هؤلاء الذين يرفضون ويعاندون …. فها هم أهل القامشلي والحسكة ودير الزور يكبدون المحتل التركي خسائر فادحة في العتاد والاعداد وها هي دمشق تقف للغارات الإسرائيلية قدر المستطاع مدافعة عن كرامتها وعزتها بشموخ وعظمة الشرفاء الذين يموتون شهداء لكن وهم واقفون علي قدميهم …
وهنا يأتي السؤال ألم يأن للعرب ان يفيقوا ويعلموا أن سوريا هي الامتداد الطبيعي للوطن العربي وان مد يد المساعدة لدمشق العروبة هو فرض عين بالمفهوم الوطني العروبي وان يد المساعدة واجبة وأنه يتوجب ان تتحمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات تكلفة الاعمار وعودة المهجرين الي أرضهم لاسيما ونحن أمام مقاتل سوري شريف وشرس ليس في الداخل فقط إنما في الخارج أيضا وهذا الأخير تحديداً لو منح الفرصة لكان في ظل سقف زمني يقدر بعدد سنوات اليد الواحدة لأعاد لسوريا وجهها العربي المشرق لتغرد مرة أخري في سماء الوطن العربي الذي ظل يحلم به حتي مماته ابو خالد ناصر رحمه الله ولهم من النماذج في الدولة العربية والأوروبية ما تتعجب له النفوس وفي مصر وألمانيا عشرات القصص من النجاح الأسطوري بمعني الكلمة وظلوا حاملين شعار بلدانهم السورية كالشهباء في حلب ضاربين نماذج غاية في الروعة والجمال تصنيعيا وتجاريا واستثماريا
ألم يأن للجامعة العربية أن تعيد سوريا الي مقعدها الشاغر لماذا هذا الصمت ولماذا هذا الكسل السياسي والدبلوماسي ولا سيما اننا جميعاً يعرف الحقيقة أن سوريا تحارب الإرهاب في جبهات متعددة الإرهاب الذي يأتيها من كل صوب وحدب وهنا نتوقف مع بشار الأسد الرئيس العربي الذي اختلف معه وعليه زعماء كثر عرب وغير عرب ولم يفكر أحد في البديل فهل كان البديل هو رحيل بشار الأسد أم أن المشكلة تكمن في وحدة سوريا وان كانت عصية علي الانقسام وهنا أقول الاسماء كلها راحلة أما الأرض فستظل باقية ما بقيت السماوات والأرض.. فلربما لو رأينا الأمور بعين الحقيقة لوجدنا أن تركيا تريد الشمال السوري كله بل وسرقت بتروله بما قدره المتخصصون بمليار دولار وبيع بالطن خلافا لوحدة بيعه المعروف بالبرميل وكان المشتري سوق اوروبا الشرقية بثمن بخس لانه مسروق وكان الناقل الرسمي تركيا وليس هذا فحسب بل كان يرتب ويعد سلفا ان يكون هذا الشمال السوري المحتل مفرخة للإرهاب والارهابيين ويصدر لمن عليه الدور بطائرات مدنية تطير من مطارات مدنية لا غبار عليها ولا تستطيع أن تتعرض لها في الجو حتي تهبط بسلام في مطارات مدنية أخري في مناطق أخري ومنها الدولة الليبية التي وقع جزء منها تحت امرة الدولة التركية التي توجه لاحقا أياديها الي الجارة المصرية وربما التونسية ولا استبعد العمق الافريقي أو الشمال العربي لان المصالح المشتركة لهذه التيارات الإرهابية واحدة فاخوان تونس يتمنون ومن علي شاكلتهم ينتظرون وهنا تدخل المنطقة في دوامة الإرهاب المنظم والمرتب سلفا كالمعادلات الكيميائية المعروف نتائجها…ووقتها لن ينفع الندم أو حتي الخلاف الشخصي مع رئيس عربي له قيمة أو جدوي هنا تأتي أهمية التحرك العربي الفعال وبقيادة مصر التي بها جيشان الثاني في الاسماعيلية والثالث في السويس وربما غاب عن بعضنا أن نسأل اين الجيش الاول ما دام في مصر جيشان ….اقول لك أيها العربي أن الجيش الاول هو في سوريا خط الدفاع العربي الاول …ولطالما تعنينا سوريا وأهلها التي اكل منها وشرب كل بلاد العرب بلا استثناء فحانت لحظة النصرة ولملمة الجراح وعودة الأهل من الشتات فهي نعمة كبري غيبتها عقول وقلوب خربة
ولنتذكر جميعا نحن العرب أننا كنا يوما نقول إن لنا جيوشا يقظة تنتظر لحظات البدء اين هي الان …. فالواقع المرير يقول صراحة كان للعراق جيش يشار إليه بالبنان اين هو الآن ….!!!!!! كنا نري العروض الجوية للمقاتلات السورية اين هي الان كلها أمور تدعو الي الحسرة والندامة لكن الفرصة لا تزال قائمة لأن نصرة سوريا وعودتها للأمة العربية هي فريضة سياسية عربية ملحة لا ينكرها الا جاحد ولا يدركها إلا عاقل متزن رشيد ولنا في الربيع او قل ذلك الخريف العربي الخرب عظة وعبرة إنها دعوة من القلب أن تتحرك مصر فورا دون انتظار بقيادة ابنها البار عبد الفتاح السيسي الذي أيقن مبكرا أن المخطط خطير وان الميزانيات المخصصة مفتوحة ودون سقف لتخريب كل ما هو قائم وللاسف الشديد بأيدي كثير من بيننا ولعل 6/30 في الدولة المصرية سيظل تاريخا فارقا ومعلما واضحا أن بلادنا العربية رغم ما فيها من عوار إلا أن من بينها من يحميها بالروح والدم وقتما تريد ذلك فلنرفع الشعار أنه علينا نصرة سوريا ودعمها وعودتها للمحيط العربي فما يجمعنا بها اكبر بكثير مما يبعدنا أو يفرقنا ولنا فيها محبة وأخوة وأصدقاء أكثر مما لإيران ومن ورائها وبأكبر مما يتخيل البعض… حمي الله الوطن السوري وبارك شعبه الأبي وجعله مرابطا علي أرضه وعرضه متمسكا به الي يوم الدين وأعان مصر وجيشها أن يكون دوما حامي الحمي ولو كره الكارهون …