“المحلة الكبرى مدينة مهمشة” بقلم: عارف نبيه

المحلة الكبرى مدينة مهمشة

ثلاث كلمات نسجت هاشتاج (المحلة لازم تنضف ). عبارة أطلقها كل مواطني مدينة المحلة الكبرى منذ عامين و مازال صداها يتردد حتي تتحقق ، بعد أن طفح بهم الكيل لتدني مستوي كافة الخدمات المقدمة من قبل الجهات الحكومية للمواطن، عبارة أحدثت دويا هائلاً علي صفحات التواصل الاجتماعي، ونالت تعاطف وتأييد من الجميع بلا إستثناء.
فمدينة المحلة الكبرى تعد الأقدم تاريخياً من قاهرة المعز إذ أن جذورها التاريخية تضرب في أعماق الحقبة الفرعونية وهي ايضا أكبر مدن محافظة الغربية إذ تبلغ مساحتها ٤٤٤كم مربع، ويقارب سكانها المليون و ربع المليون نسمة
و لأنها أهم المدن الصناعية فيجب أن تعود الي مكانتها الأولي وان تعود لدائرة اهتمام الجهاز الإداري للدولة بها.

و الهاشتاج جملة قصيرة لا تتعدي ثلاث كلمات لخصت بدورها كل مطالب أهالي المدينة فليس المطلوب نظافة المدينة فقط من القمامة بل تطهير الجهاز الإداري التنفيذي من كافة أشكال الفساد الإداري و الأخلاقي الذي خيم علي أجواء المدينة حتي أصبح هو خيالها المرافق لها و ظلها الظليل. فشوارع المدينة بلا استثناء تعج بكافة أشكال الفوضي المرورية و العشوائية التي باتت أهم سمات المدينة فالشوارع مهملة بلا تسفيل حقيقي، وبلا أرصفة موحدة، و بلا نظافة.. و شوارع أخري ضاقت من إحتلال الباعة الجائلين واشغالات الطرق و إنتشار الكافيهات بصورة مزعجة، و ميادين ضجت بعشوائية في الأسواق و مواقف السرفيس وإنفلات أمني لأن البلطجي لم يخرج بعد من المعادلة الأمنية.. كل هذا علي مرأي و مسمع من الجهات الأمنية و التنفيذية و التي تغض الطرف عن تلك التجاوزات والتي أصبحت فيما بعد حق مكتسب لكل ما هو خارج عن القانون هذا من جهة.

ومن جهة أخري ينتهج رجال المرور بالمدينة نهجاً مخالفا لكل قواعد المرور و القانون بدليل الإنفلات المروري و عدم تحديد مسارات لعبور المشاه و العشوائية التي يتسم بها السرفيس و التوكتوك وعدم تواجد رجال المرور في الميادين …
أهالي المحلة يطالبون ليس بتغيير المسئولين فقط ولكن تغيير السياسات وأساليب التعامل مع المواطن كما أنهم يطالبون بالإبقاء علي إيرادات المدينة لأهلها. وعدم توجيه الفائض في تلك الإيرادات الي المحافظة.

والتحدي الذي يواجه أهالي المدينة هل ينجحوا في إعادتها الي سابق عهدها قلعة للصناعة والتجارة و رمزا للجمال مثلما كانت تشبه مدينتي البندقية الإيطالية في جمالها ويوركشير الإنجليزية في صناعة الغزل و النسيج أم أن هذا عهد مضي ولن يعود؟!!