بقلم د/ناجح إبراهيم • كان “عمران” جد المسيح يعيش مع زوجته “حنة” في الناصرة بفلسطين,وكان يشعر بالفخر لأنه من نسل سيدنا داود عليه السلام وكذلك زوجته وكانا من أهل الدين والصلاح,وكان جل حديثهما يدور حول الدين والأنبياء وسيرهم وقصص التوراة. • وكانت بعض أسر الناصرة تنحدر من أصلاب الأنبياء,وكان عامة أهل الناصرة فقراء,وكان عمران جد المسيح نجاراً كآل داود جميعاً,كان سيدنا زكريا وزوجته “اليصابات” من خدمة المعبد في أورشليم القدس . • وكانت حنة هي شقيقة اليصابات,وكان عمران يزور المعبد في بعض الأحيان وكلما زاره وجلس مع سيدنا زكريا راودته فكرة خدمة المعبد مثله والتفرغ لذلك,حتى عزم علي ذلك وفعله فتفرغ مع زوجته حنة للعبادة,فاجتمع الصديقان “زكريا وعمران” واجتمعت الشقيقتان “حنة واليصابات”. • وحملت حنة ففرحوا جميعاً ولكن عمران مرض مرضاً شديداً توفي علي إثره فعادت حنة إلي الناصرة وحزنت لفراق المعبد والتبتل وأيام الصفاء الجميلة فنذرت ما في بطنها للعبادة وخدمة المعبد ليكون مثل أبيه عمران وقالت مناجية ربها ” رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “ولكنها فوجئت بأن المولودة أنثي “فلما وضعتها قالت وكأنها تعتذر عن ذلك:” رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ “. • وقد اختارت لها هذا الاسم تيمناً بمريم شقيقة النبيين الكريمين موسى وهارون عليهم السلام,فجاء الرد السماوي بالقبول الحسن وأنبتها نباتاً حسناً,وعاشت في الناصرة حتى كبرت وحان وقت الوفاء بالنذر فانطلقت بها الأم إلي المعبد لتسلمها للعباد وعلي رأسهم سيدنا زكريا. • فرح الجميع بها لأنهم يعرفون أباها,واختلف العباد فيمن يكلفها فقال زكريا: أنا أحق بذلك فوالدها صديق عمري وزوجتي خالتها فاختلفوا فاقترعوا مرتين إحداهما عن طريق أقلام مكتوب علي كل منها اسم الكفيل ويأتي طفل صغير ليختار إحداها فخرج قلم زكريا,فرفض القوم ذلك,فاقترعوا بطريقة أخرى فألقوا أقلامهم في البحر,والذي يسير قلمه عكس التيار يكفلها,فكانت لزكريا أيضاً. • وكانت أمها تزورها في المعبد كل حين,وكانت التوراة تبشر بالمسيح وأنه سيأتي من نسل داوود وستضعه عذراء,فكانت كل فتاة تحلم بولادة النبي المنتظر,وكانت مريم تحلم بذلك وتواصل الليل بالنهار عبادة وتبتلاً وخشوعاً وذكراً لله سبحانه وقراءة في سير الأنبياء والمرسلين. • وفي ليلة من ليالي العبادة سمعت صوتاً غريباً ففزعت فإذا بجبريل يبشرها “إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ , يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ” وساد المحراب صمت مخيف وظلت مريم ذاهلة لا تصدق ما حدث حتى تمالكت نفسها وغمرتها السعادة,وخرت ساجدة شكراً لله سبحانه. • كانت بركات السماء تتنزل علي مريم في صور كثيرة,كانت فاكهة الصيف تأتيها في الشتاء والعكس إذا رغبت في شيء منها. • كانت تقرأ عن الملائكة التي تنزلت علي موسى وهارون وداوود والآن هي تتحدث إليهم ويتحدثون إليها,ولما رأى زكريا تلك الكرامات تنهال علي مريم تجدد لديه الأمل القديم في ولد صالح يرث النبوة والرسالة,فالذي رزق مريم الفاكهة في غير أوانها قادر علي أن يهبه الولد رغم فوات أوانه,فدخل محرابه وظل يناجي ربه ويدعوه ويتبتل إليه حتى شعر وكأنه هائم في نور ربه وشعر بالقرب منه وعبر القرآن عن ذلك بقوله “وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ “. • وعند ذلك دعا زكريا ربه قال: ” قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا , وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا , يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ” فجاءت الإجابة من السماء ” يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا “,فقال: ” اجْعَل لِّي آيَةً ” قال : “آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا”,وتحقق وعد الله لزكريا فأنجب يحيي الذي يطلق عليه في الإنجيل “يوحنا المعمدان”. • كان يحيي والمسيح عليهما السلام أولاد خالة ومن أقرب الرسل بعضهما لبعض,وهما أشبه بهارون مع موسى. • واستمرت مريم في عبادتها وأيامها السعيدة تتوالى,وفي ليلة من ليالي العبادة والتبتل الرائعة إذا بالملائكة أمامها تناديها ” إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ” لقد لخص لها الملائكة كل صفات المسيح تقريباً,ولكن البشرى أذهلتها عن معلوماتها السابقة فسألت:” رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ “. • خضعت لأمر الله وسعدت به واستمرت في عبادتها وشعرت أن الكون كله يصلى ويتعبد ويذكر معها,وفي يوم من الأيام رأت في المعبد شاباً وسيماً أمامها ففزعت قائلة “إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ” فطمأنها بقوله : ” إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا” فسألت مثلما سأل زكريا متعجبة”أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا”قال:”كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا”. • ونفخ الله فيها من روحه,وحملت المسيح وبدأ القلق يساورها ويشتد يوماً بعد يوم,فلما كبر بطنها عزم رهبان المعبد علي محاكمتها ورجمها في الغد رغم دفاع زكريا عنها وأنها قد تحمل المسيح المنتظر. • أمر الله يوسف النجار خطيبها السابق أن يذهب بها بعيداً وكان قد رأى في منامه رؤيا براءتها من الفاحشة,وأنه سيكفل نبي الله الوليد,فذهب بها إلي بيت لحم حيث فاجأها المخاض عند جذع نخلة وقد قص القرآن قصة ولادتها بأروع بيان. • ثم عادت بعد ذلك إلي الناصرة بلدتها وتركت معبد أورشليم “فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ” قالوا:”يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا” وكأنهم يذكرونها بطيب معدنها ويعجبون لغفلتها,فلم تجد لكلامهم جواباً فإذا بالوليد يخطب أول خطبة مدافعاً عن أمه فهي أحق الناس برحمته ودفاعه فأِشارت إليه قالوا :” كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ” قال : ” قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ,وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا, وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا “,وبعد هذه الخطبة رفعت مريم رأٍسها في الناصرة وصار المولود بركة للجميع. • سمع الملك هيرودوس بذلك فخاف علي ملكه وسلطانه فأرسل حراسه للقبض عليهم,فأوحى الله إليهم بالهجرة ,فذهبوا إلي مصر,مكررين سنة الأنبياء الذين هاجروا لمصر مثل ابراهيم ويوسف ويعقوب وأسرته أجمعين,وموسى الذي هاجر منها ثم إليها. • انطلق الركب المبارك من الناصرة إلي مصر فدخلوها عن طريق العريش ثم الشرقية ثم عين شمس والمطرية ثم المعادي ثم بني سويف والمنيا ثم ديروط الشريف ثم القوصية حتى موقع الدير المحرق الآن,وكانوا يمكثون في كل بلد فترة ثم يرحلون. • وقد جاء المسيح إلي مصر وعمره عامان وعاد إلي الناصرة وعمره 12عاماً,أي أنه مكث فيها عشر سنوات تقريباً,ولم يعد إلي وطنه حتى علم بموت هيرودوس. • عاد عيسي إلي الناصرة وعمل بالنجارة مع يوسف,أحب العبادة وجالس الفقراء يستمع إلي شكواهم,يرحم الضعفاء واليتامى,يذكر الخطاءين بالتوبة والإنابة في تواضع فقد كان صاحب قلب كبير يسع الناس جميعاً. • استمع إلي الكتبة والفريسيين ولكنه لم يتأثر بمواعظهم لأنها كانت ميتة بلا روح لأنها لا تخرج من قلوبهم ولا تصدقها أعمالهم,كانوا يهتمون بطهارة الظاهر دون أن يكلفوا أنفسهم بتطهير قلوبهم ولو لمرة واحدة في اليوم كله. • أصغي إلي كبار الحاخامات فوجدهم يعقدون شريعة موسى السهلة,فهذا يحل ما يحرم ذاك,ويهتمون بالجدل والسفسطة وأكل أموال الناس بالباطل. • مات يوسف النجار كفيل المسيح وقال قبل أن يموت:”إلهي أعيد إليك وديعتك فقد انتهى عملي”,وبعد سنوات تنزل الوحي علي عيسى بن مريم ليأمره بالرسالة ” وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ” فجمعهم في أحد الأسواق وأخبرهم بالرسالة فسألوه الدليل والمعجزة فقال لهم ” أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ “وهو الذي ولد أعمي” وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ” ولكنهم أعرضوا عنه وكذبوه وقالوا:ساحر. • ذهب إلي أمه ليخبرها بأن مرحلة الرسالة والتعب والمسؤولية الجسيمة قد بدأت وأنه مضطر لمفارقتها,فدعت له رب إبراهيم واسحق ويعقوب أن يباركه,تقابل مع ابن الخالة السيد الحصور والنبي الكريم يحيي “يوحنا المعمدان” الذي تنبأ قبله,ومرت الأيام وذبح يحيي بيد الحاكم من أجل عيون غانية راقصة. • ظل عيسي يذكر بني إسرائيل بعبادة ربهم ” يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ”. • تجمع الأنصار والحواريون حول عيسي ينصرونه ويؤازرونه,ظل يعالج المرضى ويبرأ الأعمى والأبرص ويرعى الفقراء والمساكين دون أن يطلب منهم جزاءً ولا شكوراً فقد فعله ابتغاء وجه الله,فزاد أتباع عيسى كثيراً في كل البلاد . • قال له بعض الحواريين: أطعم الله آباءنا المن والسلوى مع موسى ثم أردفوا “هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ” منظراً إليهم بغياب قائلاً “اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” قَالُوا:” نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ”فأطرق برأسه خجلاً من ربه ثم دعاه متضرعاً ” اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”,”فأجابه الله علي الفور إكراماً له ” إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ” • قلق الحاكم هيرودوس الحفيد من أن كل البلاد قد دانت للمسيح وقد ذبح يحيي من قبل علي ما هو أهون من ذلك,وأعانه الفريسيون والكتبة وجمعهم البغضاء للمسيح فأخذوا يطاردونه في كل مكان. • أحس عيسى بذلك فأراد أن يودع أحبته وأتباعه والحواريين فوعظهم أعظم موعظة وهي “موعظة الجبل” التي لخص فيها مكنون رسالته وهي أشبه بخطبة حجة الوداع التي ودع بها رسول الله(ص) صحابته والدنيا كلها,وقد تحدثت عن الخطبتين في مقال سابق. • وهكذا أراد الحاكم هيرودوس الحفيد قتله وجمع أتباعه علي ذلك لتصدق مقولة كل عصر ” أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ” ثم كانت النهاية حيث أنجاه الله ورفعه إليه وهي التي اختلف في مكنونها المسلمون مع المسيحيين فكلاهما كان له رأي في نهاية المسيح وكل متمسك برأيه ويرى أنه الصواب,لكنهم لم يختلفوا أبداً في رسالة المسيح وأنه عبد الله ورسوله وأحد أولى العزم من الرسل,وواحد من أعظم الرسل وصاحب أعظم الرسالات. • سلام علي المسيح في الدنيا والآخرة وفي كل حين , أسأل الله أن يحشرنا معه في الجنان ومع سائر الأنبياء .