متابعة / محمد مختار 26ديسمبر 2020 منذ 7 سنوات، اتخذت «مى» قرارًا لا رجعة فيه، بالهرب من جفاء والدتها، ومعاملة زوج أمها، إذ كان الرجل الخمسينى يتحرش بها، في حين كانت الأم تلاحقها بوابل من الإهانات واللوم، وتتهمها بأنها تحاول إغوائه. لملمت «مى أ.» أغراضها في حقيبة صغيرة، وفى ليلة شتوية من أيام شهر يناير عام 2014، شقت السكون والظلام، راحلة بلا رجعة إلى القاهرة، وظلت تائهة في شوارعها، إذ كادت أن تموت جوعا وبردا، لولا أن توقفت أمامها سيارة، أتاح لها صاحبها فرصة للدفء والطعام، مقابل أن تقضى معه الليلة، لم تفكر الفتاة كثيرا، بسرعة ركبت السيارة، وأغلقت الباب. كانت مى، آنذاك، في عمر الثامنة عشر من عمرها، حسب ما ورد على لسانها في التحقيقات، صبية قروية لا تخلو إشاراتها وكلماتها من دلال أنثوى صارخ، تتخلله كلمات ريفية، خلال وجودها مع الرجل الذى نقلها بسيارته، إذ سمعته يتحدث في الهاتف يقول: «أنا وقعت في واحدة بالسلوفانة بتاعتها». وعرض الرجل، على مي، قضاء عدة ليال معه، وحرر عقد زواج عرفى، وقضت معه ما يقرب من الشهر، إذ كان يخرج ويعود في نهاية اليوم، ليجدها قامت بتنظيف الشقة وجهزت الطعام، ثم يقضيان الليلة سويا. وذات يوم، عاد الرجل ليخبرها أنه سيسافر، ثم مزق ورقة الزواج العرفى، ورحل في اليوم التالى، ليتركها مرة أخرى للشارع، وهنا جربت العمل في عدة مهن وفشلت، إذ حاولت احتراف الرقص، لكن وزنها لما يكن ملائما، وعملت في تقديم المشروبات بالملاهى الليلة عدة سنوات، حتى تم طردها لأنها «بتشتغل برانى»، وهو ما فسرته خلال التحقيقات، بقولها: «باخد الزباين من ورا المحل». عادت مي، للشارع مجددا، لكنها قررت أن تعمل لحسابها: «مش عاوزة حد ياكل عرقى»، أطلقت صفحة على «فيسبوك» تحوى العديد من صور الفتيات، وبعض العبارات تبدى من خلالها استعدادها لممارسة الأعمال المنافية للآداب، نظير مبالغ مالية. كانت الفتاة، التي اشتهرت باسم «مي الشقرا» ترسل صورا فاضحة لها على الحسابات الخاصة بزوار الصفحة، وتطلب من راغبي المتعة الحرام 400 جنيه في الساعة، مع شرط توقيع عقد زواج عرفى: «كنت بمشى شايلة في شنطتى عقود زواج عرفى مختومة وعلى بياض، لأني كنت أوقات بتجوز مرتين في اليوم»، مشيرة إلى أنها كانت تملأ كل البيانات وتترك خانة اسم الزوج فارغة، ثم تكتب فيها اسم الشخص الذى ستقضى معه الليلة. «كنا بنحدد في العقد، المدة، وشوية شروط عشان متعبش»، توضح المتهمة، تفاصيل العقد العرفى، الذى كان يمتد من نصف ساعة أو ساعة حتى 3 ساعات، لافتة إلى أنها كانت في بعض الأحيان تحرر عقدين زواج. بمرور الوقت أصبحت المتهمة تركز نشاطها في الأحياء الراقية، وتحديدا حى العجوزة، إذ كان زبائنها من كبار السن: «كانوا بيحبوا حتى الورقة العرفى عشان الحرمانية»، لكن أحد الزبائن نصب لها فخًا، وبدلا من تحرير عقد الزواج العرفى حرر لها محضر آداب، إذ اكتشفت بعد ذلك أنه ضابط بالإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب، وبمواجهتها أقرت بمزاولتها نشاطها الآثم عبر شبكة الإنترنت نظير مبالغ مالية