قال وزير الأوقاف السوري عبد الستار السيد، إن المؤسسة الدينية تقف حائط صد ضد التطرف والفكر التكفيري الذي انتشر في مناطق كثيرة في سورية.
وأكد وزير الأوقاف السوري، خلال جلسة حوارية مع مجموعة من المحللين والأكاديميين بمقر دار البعث بدمشق، أن فصل الدين عن الدولة يؤدي حُكماً لفصل المجتمع عن الدولة وهذا لا يحصّن المجتمع ولا يخدم مصلحة لمجتمع.
واعتبر وزير الأوقاف السوري، أن “المؤسسة الدينية في سورية تساهم في حماية البلاد من فكر الإخوان المسلمين الذين يريدون ديناً بلا مؤسسة، حتى يكونوا هم المسيطرون على الفكر الديني في المجتمع، وبذلك ينقضّون على الدولة الوطنية العلمانية لإقامة حلمهم بإقامة دولة دينية إخوانية”.
وأشار إلى أن أحد مقتضيات فصل الدين عن الدولة هو إبعاد الدولة عن إدارة وتنظيم العمل الديني، وبالتالي تعم الفوضى في العمل الديني وهذا مايريده الإخوان والجماعات المتطرفة ليسيطروا على العمل الديني وبعد ذلك يسيطرون على المجتمع، وهذا مافعلوه تماما في تركيا فاستطاعوا من خلال ذلك ضرب العلمانية والسيطرة على الدولة.
وأكد أن حديث الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصف فيه المؤسسة الدينية بأنها رديفة للجيش العربي السوري، ينبع من حقيقة عمل هذه المؤسسة وخاصة لجهة تحصين البلاد ومنع الفتنة ومحاربتها للتطرف، وكما حارب الجيش العربي السوري الإرهاب وحمى الوطن، حاربت المؤسسة الدينية التطرف والفتنة وساهمت في تحصين الإسلام في سورية عن الفكر الظلامي.
وقال وزير الأوقاف، إن الجيش العربي السوري كان يحارب تنظيمات ترفع رايات وشعارات متطرفة وتكفيرية تُنسَب للإسلام وهو بريء منها، وكان من الضروري أن يكون هناك رديفاً عقائدياً للجيش هو المؤسسة الدينية، هذا الرديف ينقُض ويعرّي الفكر الديني المتطرف.
وأضاف أن المؤسسة الدينية كانت الحامل العقائدي الفكري للجيش في مواجهة هؤلاء المتطرفين ومنابعهم التكفيرية.
ونوه وزير الأوقاف السوري، للخطر الذي يهدد المجتمعات النابع من مفهوم ما سماها الرئيس الأسد بـ “الليبرالية الحديثة” التي تسوِّق للشذوذ والانحلال الأخلاقي والحرية المنفلتة عن الضوابط وانفصال الفرد عن أسرته ومجتمعه وبيئته، معتبرا أن الليبرالية الحديثة هي خطر على المجتمعات الإسلامية والمسيحية معا.
وحول ربط التربية الدينية بالأخلاق رأى وزير الأوقاف السوري، أنه عندما تحدث الرئيس الأسد، عن هذا الموضوع كان الهدف منه واضحاً وهو أن يكون المجتمع يحب بعضه بعضاً وأن تعود للأسرة عراقتها وتقاليدها المسيحية والإسلامية وركز على الأخلاق وطلب من علماء الإسلام أن يربطوا كل أمر بمقصده فتكون النتيجة هي الأخلاق وهذا هو جوهر الدين.