إستطاع الرئييس عبد الفتاح السيسى استطاع أن يبهر العالم أجمع بتلك الزيارة التاريخية بفرنسا التى جاءت فى توقيت صعب ووسط ظروف استثنائة أصعب تتسم بحالة من الغضب العارم تجاه فرنسا عقب أزمة الرسوم المسيئة للرسول .
فبحكمته وحنكته السياسية نجح السيد الرئيس فى اقتناص “اعتذار” رسمى من الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون خلال المؤتمر الصحفى المشترك بقصر الاليزيه مما كان له عظيم الأثر فى نصرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ورد الإعتبار للدين الإسلامى بما اثلج صدور ملايين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها الذين كان يملأهم الغضب والغيرة على نبى الرحمة.
مما يدعونى الى القول بأن السيد الرئيس بهدوئه المعهود قد نجح فيما فشلت فيه الدعوات والهتافات ذات الصوت العالى هنا وهناك ، فالرئيس منحه الله عز وجل قدرة فائقة على انجاز ما يريد وبالشكل الذى يريده لذا فقد استحق أن يحظى بتلك الحفاوة البالغة فى استقباله بباريس الذى على هذا النحو من الروعة والابهار من خلال الموكب الرسمى ومظاهر الأناقة فشاهدنا وشاهد العالم أجمع عبر شاشات التليفزيون تلك الحالة المبهجة التى بكل تأكيد عكست بوضوح مدى تميز وتفرد العلاقات الثنائية بين البلدين.
فقد كانت فرنسا وماتزال بالنسبة لنا بلد عظيم وشعب صديق يحظى بمكانة خاصة لدى الشعب المصري بأسره، .. وهو ما وصفه الرئيس بأننا نتشارك سوياً إرثاً ثقافياً وحضارياً يمتد عبر العصور. خاصة أن الولع الكبير للشعب الفرنسي بالحضارة المصرية القديمة قد اسهم في مزيد من تعميق علاقة الود والصداقة والتعاون وتلاقي الأهداف والرؤى والمصالح المشتركة بين البلدين.
بعد ان شاهدنا تلك الحفاوة فى استقبال الرئيس فى فرنسا علينا أن نفخر جميعاً بتلك الزيارة التاريخية التى عكست وبشكل لافت للنظر أنتا دولة ذات حضارة تعى جيداً أنتا علينا أعباءً كبيرة للتعاون مع مختلف دول العالم لمواجهة الظواهر السلبية التى صنعها الارهاب والعنف والتطرف مع السعى الدءوب من أجل العمل المشترك لتعزيز قيم التسامح والاعتدال والوسطية وقبول الآخر، وهي جميعها قيم انسانية أصبح العالم كله في أمس الحاجة لنشرها وتعميقها الآن أكثر من أي وقت مضي.