كتب محمود فهمى عبد الحميد
فى خطوة غير متوقعة قامت
قناة الغد بالاستغناء عن مراسلها في واشنطن الإعلامى المصرى خالد خيرى ..جاء ذلك بعد صراع مرير بسبب تجاهل ورفض تقارير اقترحها وتكشف دعم قطر وتركيا للارهاب
وكشفت مصادر صحفية أن قناة الغد الإماراتية ومقرها الرئيسي في القاهرة أبلغت مراسلها في واشنطن الاعلامي خالد خيري بالاستغناء عنه بعد ما يقرب من خمس سنوات أمضاها في القناة قام خلالها بانتاج العديد من التقارير الصحفية بالاضافة إلى لقاءات مع كبار المسؤولين في عدد من الدول العربية وفي الإدارة الأميركية.
عاملون داخل الغد قالوا إن استغناء القناة عن مراسلها في واشنطن جاء بعدما أرسل رسالة الكترونية للإدارة وللعاملين في القناة معربا فيها عن استيائه من قيام مدير الأخبار في القناة باستخدام قناة الجزيرة كنموذج للعمل الإخباري المثالي وطالب المراسل في الرسالة ذاتها من الإدارة التحقيق في هذا الأمر لكنها رفضت وضغطت على المراسل أكثر وأكثر بشكل يثير علامات الاستفهام فأرسلت له مقاطع من قنوات تي أر تي التركية الناطقة باللغة العربية وقناة الميادين الموالية لإيران وقناة العربي الجديد القطرية نكاية فيه كنماذج مهنية يحتذى بها مما زاد من غضب المراسل الذي اعتبر أنه لا يجب اتخاذ مثل هذه القنوات القطرية التركية كمرجعية للعمل في قناة إماراتية تبث من أرض مصر فكان جزاؤه الفصل من الخدمة!!
وأضاف هؤلاء العاملون أن الأزمة لم تقتصر عند هذا الحد بل نشبت معارك أخرى بين المراسل من جهة وبين إدارة القناة من جهة أخرى خلال العامين الماضيين بسبب رفض هذه الإدارة بث تقارير كثيرة اقترحها المراسل من واشنطن تدين إرهاب جماعة الإخوان وتبرز الدور القطري والتركي في دعم التطرف وتمويل الجماعات الإرهابية واستمالة أميركا لصالحها في الأزمة الخليجية ، وأكدت مصادر داخل القناة أن المراسل “الإعلامى خالد خيرى ” الذي يحتفظ لنفسه بهذه المقترحات التي أرسلها أملا في بثها يوما ما اعتبر أن بعض العاملين في القناة ممن سبق لهم العمل في قناة الجزيرة هم من وراء عدم إذاعة هذه التقارير ورفضها وتجاهلها لاسترضاء الجانب القطري خاصة وأنها تقارير تصب جميعها في مصلحة الأمن القومي العربي وتتماشى مع أهداف القناة الممولة من دولة الإمارات العربية المتحدة وان عدم الموافقة عليها من وجهة نظر المراسل تثير الريبة والشك وتضع علامات استفهام حول ما إذا كان العاملون السابقون في قناة الجزيرة العاملون الان في مراكز مرموقة في قناة الغد استهدفوا مراسل القناة في واشنطن لمنعه من انتاج تقارير من هذا النوع كما هي وجهة نظره أم أن الأمر هو اختلاف في الرؤى وتقديرات تحريرية كما هي رواية إدارة قناة الغد؟
كما أشارت مصادر داخل الغد إلى أن الاعلامي خالد خيري اعترض بشدة على دعوة واستضافة القناة لعدد من الشخصيات الموالية للاخوان وقطر وتركيا مثل إلهان عمر عضو مجلس النواب الاميركي والدكتورة سحر خميس استاذ الاعلام في جامعة ميرلاند ومنذر سليمان من قناة الميادين الموالية لايران وغيرهم وكانت النتيجة هي توبيخ المراسل لاعتراضه على ظهور هؤلاء بدلا من توجيه الشكر له
قريبون من إدارة قناة الغد يقولون إن استهداف المراسل في واشنطن كان ممنهجا عبر تعطيل عمله واجراء تعديلات متكررة على تقاريره لدفعه إلى الاستقالة لكنه ظل يعمل مؤمنا بقضية وطنه وقد كلفه ذلك وظيفته وتم فصله بعد قرابة ثلاثين عاما قضاها في خدمة بلده متنقلا بين مصر والولايات المتحدة كما يضيفون بأنه المراسل الوحيد الذي كان يقترح تقارير تفضح ما تقوم به الحكومة القطرية لتشوية صورة الدول الخليجية ومصر داخل الولايات المتحدة فضلا عن كشفه لزيارة أحد المنتمين للاخوان ويعمل حاليا في قناة الجزيرة في الدوحة لمكتب قناة الغد في واشنطن واستغرب المراسل من عدم اتخاذ اجراءات رادعة من قبل إدارة القناة حيال موقف غريب ومتناقض كهذا .
البعض يقول إن عدم الموافقة على بث تلك التقارير امر مثير للريبة والشكوك، وتضع علامات استفهام حول ما إذا كان العاملون السابقون في قناة الجزيرة قد نجحوا الى هذا الحد في اختراق قناة الغد لدرجة تحريف سياستها التحريرية لصالح التماهي مع الأجندات القطرية/التركية الاعلامية السياسية، ومن ثم اقتضى ذلك استهداف كل من تسول له نفسه ان يمس كلا من تركيا او قطر بسوء، سواء من العاملين بالقناة وهو ما دفع ثمنه مراسل القناة في واشنطن الذي فصلته القناة بدون منحه حقوقه المالية كما حدث مع من سبقوه من الاعلاميين الذين استغنت عنهم القناة في الاشهر الماضية.