اكدت رئيس مبادرة مصر والسودان ايد واحدة الاعلامية شادية الحصرى رغم مايمر به العالم من جائعه كورونا يحتفل السودانيون منذ القدم بآخر خميس في شهر رمضان، حيث يجعلونه موسماً للصدقات على أرواح الموتى من الأقارب. ويعرف هذا الحدث بـ”الرحمتات” وتعقبه آخر جمعة من الشهر الفضيل التي تعرف بـ”الجمعة اليتيمة”. و رغم تغير تفاصيل الحياة في المدن، إلا أن بعض الأرياف والناس في الحضر، لا يزالون يحتفظون بتلك العادات التي يكون فيها الأطفال هم المحور الأساسي. تضيف الحصرى الرحمتات هى مشتقة من «الرحمة آتية»، لكن لها معاني أخرى، ومن بين ما تعنيه من إتاحة «الطعام الكثير والمتاح»، وعادة ما تذبح الأسر الثّرية ذبيحة لتعد منها «الفتة» لإفطار «الرحمتات» الذي يتكوّن من اللحم والأرز والخبز وشراب التمر، والسلطات، أمّا الأسر الفقيرة فتشتري ما تيسّر لها من لحم لتطبخه وتوزعه على الناس، والأطفال خصوصاً. تشير الحصرى ان الرحمتات هى شكل من أشكال احتفاء السودانيين برمضان، بل وبقرب إكمال صومهم للشهر. وتقوم فكرتها على التصدق بالطعام على الفقراء والأطفال على وجه الخصوص، بنية ذهاب ثوابه للراحلين من أفراد الأسرة المحددة جميعاً أو أحدهم، ويقدم فيها طعام خاص يتكوّن من اللحم والخبز والأرز وشراب منقوع التمر، ترى الحصرى ثمة من هم من جيل اليوم الذين لم يسمعوا بهذه العادة ولا يعرفون عنها شيئاً، وذلك نسبة لتغير التقاليد واندثار بعض العادات بفعل الحياة الحديثة والهجرة باتجاه الحداثة والعولمة. وفي بعض المناطق يكون طقس تقديم الطعام بعد صلاة العشاء، حيث يتجول الأطفال في الحلة من بيت إلى آخر وهم يطرقون الأبواب لتقدم لهم الأطعمة والتمر. كما يطلقون على فتة الطعام التي تقدم لهم “الحارة”، ويسمع نداء الصغار وهم يغنون: الحاره ما مرقت ست الدوكه ما وقعت قشاية قشاية ست الدوكة نساية كبريتة كبريتة ست الدوكة عفريتة ليمونة ليمونة ست الدوكة مجنونة” ويقصد بست الدوكة المرأة التي تقوم بتحضير الطعام. وعادة يقصد الأطفال المنازل التي سينعمون فيها بالطعام الوفير. وهذه العادة هي نفسها عادة القرقيعان أو القرنقشوه في بلدان الخليج العربي ولكن بلمسة سودانية.