العقاب المميت
بقلم : محمد عتابي
عرفنا أن ” العقاب من جنس العمل ”
هكذا يكون العقاب .
فجميع الأديان والدساتير والقوانين تقر بأن ” العقاب من جنس العمل”
ولكن للكيان الصهيوني رأي وفعل أخر ……
يعد *العقاب الجماعى* أحد أبشع ألوان العقاب التى عرفها التاريخ على مر العصور. ولم تخلُ حضارة من ممارسته حتى يومنا هذا. يرد بعض المؤرخين أسلوب *العقاب الجماعى* إلى العصر الإغريقى حيث كان مرتبطًا بالجريمة السياسية والخيانة..
انتقلت ظاهرة *العقاب الجماعى* من العصور القديمة إلى العصر الوسيط، ولم تختفِ فى عصرنا الحاضر رغم تقدم البشرية فى الأفكار والمعتقدات. فعلى الرغم من انتشار الأفكار السامية مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان… إلخ،
لاتزال فكرة *العقاب الجماعى* منهجًا تتبعه أكثر الدول تقدمًا وتمارسه بحجة أنه فى نظرها يحقق ضربًا من *العدالة*
على الرغم من كونه جريمة شنعاء تؤثمها القوانين الدولية والداخلية على السواء. *فالقانون الدولى يصف العقاب الجماعى بالفعل الهمجى ويصنفه بين جرائم الحرب.*
كما أن المبدأ الأساسى الذى تتأسس عليه فلسفة العقوبة هو مبدأ « *المسؤولية الشخصية* » لفاعل الجريمة، ويقضى بألا يعاقب شخص عن جريمة ارتكبها غيره حتى لو كان من أقرب أقربائه.
لكن الواقع الدولى يشهد بأن العقل الإنسانى لم يتمكن حتى الآن من القضاء التام على العقاب الجماعي الانتقامي
قامت إسرائيل، وهى الطرف الأول للأزمة ومصدرها، على هجرة يهود العالم إلى فلسطين، وهيمنت على حكوماتها النزعة الدينية الصهيونية، فانتهجت سياسة وحشية ضد الفلسطينيين
. *وهي ثمة حقيقة لا مراء فيها، وهى أن نظامها البرلمانى يكرس الحريات العامة والفردية، كما يزدهر فيها العلم والتكنولوجيا، وهى تتزود بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورًا.*
وعلى الجانب الآخر *يقاوم* *الفلسطينيون* بشجاعة منقطعة النظير المحتل الصهيونى، لكنهم فيما بينهم منقسمون ومختلفون بين تيارات دينية وغير دينية،
أما العالم العربى من حولهم فقد خاض حروبًا مريرة مع إسرائيل حتى تمكن الجيش المصرى من تحقيق *نصر أكتوبر 73* عليها واسترداد أراضيه.
ودول كثيرة فيه تعانى من اختلالات ومشاكل متراكمة كشفها الصراع مع إسرائيل مثل تخلف أنظمتها العلمية والتعليمية والمعرفية وسيطرة العقل النقلى على ذهنيتها وافتقاد شعوبها إلى الحرية والديمقراطية، وهيمنة الاستبداد على أنظمتها السياسية، ودخولها فى صراعات وحروب لا نهاية لها مع طوائف الإرهاب الدينى.
*فلا مناص فى هذه المواجهة المصيرية من الحرية والتسلح بالعقل والمعرفة.*
*الحريات لا تتجزأ
الحريات خط أحمر
#لا_للعقاب _الجماعي*