“غزة بعد الاحتلال
بقلم : محمد عتابي
الجميع يتسألون ” كيف ستكون غزة بعد الاحتلال ؟؟
ما هو مستقبل الحكم بعد الاحتلال ؟؟
ما هي السيناريوهات المحتملة ؟؟؟
هل للدول العربية دور ؟؟
هل امريكا ستلعب دورا ؟؟
كلها وغيرها من التساؤلات المطروحة التي تبحث عن إجابات ؟؟
، إذا ما طبقناها على حرب غزة، فمعناها “من سيسيطر على غزة بعد انتهاء الحرب؟”، وقد برزت تلك المصطلحات منذ بدء الحرب في غزة، نتيجة للخبرات المكتسبة، من قرارات الولايات المتحدة الأمريكية، ودول حلف الناتو، منذ 12 عام،
حين تم التخلص من الرئيس الليبي، معمر القذافي. اتُخذ القرار حينها، ونجحت الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، ليس فقط في إزاحته عن الحكم، بل في القضاء عليه، دون التفكير في مستقبل ليبيا، ومآلها، بعد ذلك.
ولأن مصير ليبيا، واستقراراها، لم يكن، أبداً، الهدف، فقد ظلت ليبيا، منذئذ، وطيلة 12 عام، تتخبط؛ فانقسمت بين دولة في غرب ليبيا عاصمتها طرابلس، ورئيس وزرائها عبد الحميد الدبيبة
، وأخرى في الشرق، في بني غازي، رئيس وزرائها الفريق خليفة حفتر، ولا يستطيع أحد الجزم بمصير ليبيا، ولا بخارطة الطريق للم الشمل، من خلال إجراء انتخابات رئاسية، وبرلمانية، وتعيين رئيساً للوزراء، لتعود الحياة إلى طبيعتها.
والدليل على أن مستقبل ليبيا لم يكن موضع اعتبار، فبعد أعوام من التخلص من الرئيس القذافي، استجوب البرلمان البريطاني حكومته، متهماً إياها بالإخفاق يوم وافقت على قرار التخلص من القذافي، دون التفكير في ترتيب أوضاع ليبيا، ، بعد تنفيذ القرار.
ونتاجاً لتلك الخبرة، خرجت الولايات المتحدة، بعد شهر من بدء حرب غزة، بسؤال عمن سيحكمها بعد انتهاء الحرب وخروج إسرائيل، وطُرحت خمسة سيناريوهات للإجابة على السؤال؛
تبلور أولها في زيارة وليام بيرنز، مدير الاستخبارات الأمريكية، للقاهرة، ولقاؤه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث طرح بيرنز، الذي يترأس أحد أهم أذرع إدارة السياسة الخارجية الأمريكية،
السيناريو الأول “”، والذي ترى فيه أمريكا تولي مصر إدارة قطاع غزة، لفترة انتقالية، مدتها ستة شهور، يتم خلالها إجراء انتخابات، وتعيين حكومة تكنوقراط من أهالي غزة، على أن تتحمل أمريكا كافة التكاليف المرتبطة بتلك المهمة، مالياً وعسكرياً، ودعم مصر باحتياجاتها من الأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة لإدارة قطاع غزة.
ورغم سخاء العرض المالي، والعسكري، إلا أن بيرنز فوجئ بالرفض، القطعي، من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لذلك السيناريو، عارضاً سيناريو بديل،
أو السيناريو الثاني، بأن تتولى السلطة الفلسطينية، في رام الله، إدار القطاع، باعتباره الحل البديهي، والطبيعي، لتعزيز السيادة الفلسطينية على أراضيها، ومنع التدخلات الأجنبية،
حتى وإن كانت من مصر. وقد أيدت مجموعة الدول العربية ذلك الطرح، وبالطبع، رفضته إسرائيل. وعرضت إسرائيل، من جانبها،
السيناريو الثالث، بتولي مجموعة من “العشائر العربية”، في قطاع غزة، الموالية، بالطبع لإسرائيل، السيطرة على قطاع غزة، خلال الفترة الانتقالية المتفق عليها، لحين إجراء الانتخابات، وهو ما لاقى إجماع في الرفض من مصر، والدول العربية، والإدارة الفلسطينية، في رام الله، بل حتى أن الولايات المتحدة لم ترحب به، باعتباره حل غير منطقي.
ودعونا ننتظر الاجابات
وما هو السيناريو الأمثل لحل تلك الأزمة ؟؟