الجهاد المقدس
بقلم : محمد عتابي
من منا لا يتذكر عبارة فيلم ” و إسلاماه ” بصوت العملاق حسين رياض ؟؟
عندما كان يبحث عن الفنانة القديرة لبني عبدالعزيز. بطلة الفيلم قائلا ” إنتي فين يا جهاد ؟ ”
ومن هنا قررت انا تكون تلك المقولة هي ملخص هذا المقال والذي يتناول موضوع ” الجهاد المقدسي “
“الجهاد المقدس”.. هكذا تأسس أول جيش لمواجهة احتلال وتقسيم فلسطين
“الجهاد المقدس” أول جيش تأسس لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة عبد القادر الحسيني (الصحافة العربية)
جيش “الجهاد المقدس” الفلسطيني، جرى تشكيله على مرحلتين عامي 1939 و1947، بهدف مواجهة المخططات اليهودية المدعومة من بريطانيا، ولمقاومة نوايا تقسيم فلسطين بين العرب واليهود.
النشأة والتأسيس
يُؤرخ لتأسيس جيش “الجهاد المقدس” بيوم 25 ديسمبر 1947، لكن بوادر تأسيسه لمقاومة نوايا بريطانيا وحمايتها للعصابات اليهودية بدأت عام 1936.
ففي 5 مايو 1936 أذاعت “منظمة الجيش الإسلامي المقدس” أول بيان أعلنت فيه “الثورة على الأعداء” وبالفعل أطلق قائدها عبد القادر الحسيني يوم 7 مايوالإشارة الأولى إيذانا ببدء الثورة،
وهاجم مقاتلوه ثكنة للجيش البريطاني في القدس. وفي غضون أشهر قليلة سيطر الجيش على الريف الفلسطيني وعدد من المدن ومنها القدس القديمة.
ونفذ الجيش الإسلامي عشرات العمليات ضد أهداف بريطانية ويهودية، بما في ذلك سكك الحديد وخطوط الهاتف والجسور، وخاض معارك بينها معركة الخضر غربي بيت لحم في أكتوبر 1936، بمشاركة عشرات الثوار، تمكن أغلبهم من الانسحاب، ضد مئات الجنود البريطانيين.
وقاد الجيش في هذه المرحلة ابن القدس (الحسيني) لكنه أصيب في معركة الخضر وغادر البلاد للعلاج في الخارج، واستمر في المنفى نحو 10 سنوات، قبل أن يعود في ديسمبر 1947 ويقود الجهاد المقدس مجددا.
وانتهت المرحلة الأولى من عمل هذا الجيش مع نهاية الثورة الفلسطينية عام 1939، بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبعض التدخلات العربية.
وعندما أصدرت لجنة تحقيق أممية (تشكلت في 15 مايو 1947) قرار تقسيم فلسطين، أصدرت الهيئة الإسلامية العليا بيانا رفضت فيه التوصية، كما رفضت قرار التقسيم الصادر في 29 نوفمبر 1947.
وسارعت إلى الانعقاد برئاسة المفتي أمين الحسيني، وقررت مواجهة الخطط الاستعمارية بالقوة المسلحة وإنشاء “جيش فلسطين” لممارسة الجهاد الفعلي، واختير المفتي قائدا أعلى لهذا الجيش، وأعاد تموين منظمة “الجهاد المقدس“.
لم تدم قيادة المفتي للجيش طويلا، إذ تحول إلى جيش “الجهاد المقدس” الفلسطيني وأحيلت قيادته إلى الحسيني، وتحدد هدفه بـ “تحرير فلسطين والمحافظة على وحدة أراضيها، والإبقاء على عروبتها“.
وعقد قائد الجيش الجديد أول اجتماع له مع أركان قيادته في قرية صوريف غربي مدينة الخليل جنوبي الضفة، يوم 25 ديسمبر 1947.
وشكلت الدول العربية “الهيئة العربية العليا لفلسطين” عام 1945، لتضع حدا للانقسامات بين الأحزاب الفلسطينية آنذاك.
وضم هذا الجيش مقاتلين من مختلف المشارب والخلفيات الأيديولوجية والسياسية، ومن فلسطين وخارجها.
عمليات جيش “الجهاد المقدس” وتشكيلاته
بدأ الجيش عملياته ومعاركه من القدس بمهاجمة ثكنات الجيش والشرطة والمستعمرات البريطانية، ثم اتسعت دائرة العمليات، وزاد الملتحقون به من الدول العربية المجاورة.
وتوزع إلى قطاعات، وأوكلت له مهمة مهاجمة أهداف يهودية وبريطانية من جهة، والدفاع عن المدن والقرى الفلسطينية من جهة أخرى، وخاض معارك عدة انتهت بانتصاره في معظمها.
وصلت عمليات “الجيش المقدس” إلى حد تحرير مدن من اليهود وسلطة الانتداب، واغتيال مسؤولين كبار وعملاء،
مسنودة ببعد وحراك شعبي على الأرض شاركت فيه مختلف فئات الشعب الفلسطيني، فما كان من بريطانيا إلا أن ردت بإعلان حالة الطوارئ منتهجة أسلوب المجازر والتدمير.
الأعلام والرموز
لا يمكن الفصل بين جيش “الجهاد المقدس” وأحد أبرز أعلام فلسطين في حينه الحسيني الذي كان قائد لواء القدس حتى استشهاده في 8 أبريل 1948، كما يعد الحسيني أبرز رموز الجيش باعتباره مؤسسه وقائده في المرحلتين.
ومن رموز هذا الجيش أيضا نائبه من القدس كامل عريقات الذي أصبح فيما بعد رئيسا لمجلس النواب الأردني، وكذلك أمين سر قيادة الجيش قاسم الريماوي الذي تولى لاحقا عدة مناصب سياسية بالأردن.
ومنهم أيضا مفتش الشؤون الإدارية داود الحسيني الذي تولى عدة مناصب سياسية في الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية.
يحيا الجهاد المقدس