قصر العيني
بقلم : محمد عتابي
لعشر سنوات منذ افتتاح قصر العيني كانت مدرسة الطب خرجت لمصر 800 طبيب مؤهل فى مختلف الأقسام والعلوم، وزار أثناءها الخبير الشهير مستر لاليماند المدرسة بناء على طلب من إبراهيم باشا لدراسة أحوال المدرسة،
وكتابة تقرير وافٍ عن الطلبة بعد امتحانهم، فكتب فى 2 ديسمبر 1848 “لقد امتننت جدًا من امتحان طلبة الطب فى الأيام الثمانية، وفى ظنى أنه لو تقدم طلبة من الفرنسيين فى مثل هذه الظروف،
وبعد هذه المدة لما كانوا أسبق من المصريين فى مثل هذا الامتحان، وبين هؤلاء الطلبة من أعدهم فخرًا لأى جامعة أوروبية، وكثيرون يستحقون البعث لأوروبا كى يعودوا أساتذة أكفاء وأطباء ماهرين”.
والأن …. المستشفيات الكبرى فى إنجلترا تتنافس على شباب الأطباء المصريين خريجى طب قصر العينى، وكان أول المصريين السير مجدى يعقوب، الذى غادر مصر فى عام 1964
وبدأ حياته المهنية فى أحدث المستشفيات البريطانية، حيث ترأس برنامج زراعة القلب فى مستشفى «هارفيلد» فى لندن عام 1980
بعد أن أجرى آلاف العمليات الجراحية هو وفريقه، وفى عام 1974 أصبح أول جراح متخصص فى جراحة القلب المفتوح، وقد حمل لقب «ملك القلوب» بعد أن منحته ملكة إنجلترا لقب «سير».
– الشىء الذى يسعد المصريين الألقاب التى منحتها إنجلترا لعلمائنا الشبان، وأذكر العالِم الشاب الدكتور «شريف حقى»، بعد تخرجه فى مستشفى قصر العينى سافر إلى إنجلترا،
حيث أخذ مكانه بين عمالقة جراحة المناظير، وبالذات فى جراحة السمنة المفرطة، التى يعانى منها عدد كبير من المصريين وتركز عليها مبادرة السيد الرئيس بفحص طلاب المدارس الثانوية للقضاء على ظاهرة السمنة المفرطة
التى تفشت بين طلاب المدارس، ولذلك تحرص الكليات العسكرية على التدقيق فى اختيار المتقدمين لها من حاملى الثانوية العامة من خلال عدة تدريبات قاسية جدا فى اللياقة البدنية.
– الطبيب المصرى يتفوق على الطبيب الأوروبى فى جميع المراحل العلمية التى تجريها الأوساط الطبية فى أوروبا، لذلك نلاحظ أن الأوائل من المصريين فى كليات الطب الأوروبية..
وهذه مفخرة للطب المصرى. لاشك أن كليات الطب عندنا برامجها العلمية «عشرة على عشرة»، ولذلك يفضل عدد كبير من أبناء الدول العربية الالتحاق بكليات الطب المصرية حتى يضمنوا مستوى عاليًا فى التعليم.
– وأذكر الاهتمام الأمريكى بخريجى كلية طب جامعة «نيو جيزة»، فقد تم التعاقد مع الأوائل على استكمال تعليمهم العالى على نفقة الجانب الأمريكى.. وبالفعل، سافر الأوائل إلى أمريكا، مع أنه يجب الاحتفاظ بالأوائل للتدريس بعد تخرجهم.
– فعلًا، إنجلترا تحتضن العلماء صغار السن، ومن خلال الفحص والتدقيق عن علمائنا المصريين،
وقع تحت يدى قصة الشاب الدكتور «وليد النحال» ابن العالم الدكتور «أشرف النحال» الأب الأستاذ فى جراحة العظام فى طب القاهرة، والابن أيضا أستاذ فى نفس الكلية قبل إقامته فى إنجلترا.
– العالم الدكتور «وليد النحال» يجرى عمليات جراحة العظام فى إنجلترا، وقد فتح جسرا ما بين إنجلترا ومصر وأصبح متخصصا فى إجراء العمليات المستعصية،
ولذلك يحرص على تواجده فى مصر؛ لأن عمليات الحوض من العمليات الدقيقة جدًا، وهذا الشاب هو الوحيد ما بين إنجلترا ومصر المتخصص فى عمليات الحوض وعمليات تغيير مفصل الركبة..
هذه العملية منتشرة بين المصريين بسبب الوزن الزائد والسمنة المفرطة،
حتى وصل الأمر إلى أن يستخدموا عصا، إحدى قواعدها يطلق عليها «الخماسى» ليضمن من يستخدمها التوازن وعدم الإخلال بالحركة على الأرض.
وسيظل قصر العيني منارة علمية وطبية علي مر العصور لما تحويه من عقول ومهارات طبية تخدم العالم كله وهذا يفسر اهتمام جميع دول العالم بخريجيه الافذاذ.