كتب / خالد ربيعي
متابعة / ممدوح السنبسى
أخي الحبيب… قبل حلول الذكرى الأولى لتغيير “عنوانك”، تحققت أغلى أمنية لك، وكأنني كنت أرى طيف روحك يحلق مبتهجاً سعيداً، بعد أن تم قبل أيام افتتاح “دار م. محمود ربيعي لتحفيظ القرآن بالقلمينا”، جعلها الله في موازين حسناتك وحسنات كلّ من شارك أو ساهم أو دعم أو عملَ بها.
***
في عام 2017 كان الحلم/ الأمنية، هو إنشاء مكان لائق لتحفيظ القرآن بقريتنا، وطلبتَ منّي – خلال إحدى الإجازات – السّعي لإنشائه فوق مضيفة العائلة، لكن لم يحالفنا التوفيق، واستشرنا مديرية الأوقاف بقنا لاستغلال سطح مسجد عباد الرحمن لهذا الشأن، لكنّ الأمور لم تمشِ كما تمنينا.
وذات يوم، اقترحتُ عليك – تغمّدك الله بواسع رحمته – بيتنا القديم، فقلت لي: “والله يا ريت، بس عاوزلك مَوّال عشان تخلّصه من الورثة”!
***
يقع بيتنا القديم في موقع متميز بالقرية، ومساحته قيراط واحد (175 متراً)، ويتشارك فيه 22 وريثاً من أحفاد جدّي ربيعي، يرحمه الله.
بدأت المفاوضات، وخلال نحو سنة، تم بفضل الله سداد مستحقات كل الورثة، ودفعتَ أنت من جيبك الجزء الأكبر من ثمن الأرض (حوالي 140 ألف جنيه وقتها)، وأكملتُ أنا وأخي عبدالصمد الباقي.
*
اتفقنا؛ أنت وأخونا عبدالصمد، وأنا، على أن نتبرّع بالدور الأول لدار القرآن الكريم، والثاني لعمل مركز طبي، لعلاج غير القادرين بالقرية… وعلى هذا الأساس بدأنا.
في هذه الأثناء كنّا قد أنشأنا “رابطة أبناء القلمينا بالكويت”، على غرار مثيلتها بالسعودية، وأخبرنا الأعضاء بهذا الأمر، وبدأنا بجمع اشتراكات رمزية، في كل من الكويت السعودية.
وبعد انتهاء إجراءات الترخيص، حاولنا إيجاد متبرّع كويتي أو سعودي لإنشاء المشروع، لكنّ الظروف لم تكن موائِمة، فقرّرنا التوكل على الله بالمبلغ البسيط الذي تكوَّن معنا، وبدأنا الهدم، ومن ثمّ عمل سور مؤقّت للمكان، وفي الإجازة التالية، بدأ المقاول العمل، وتم صبّ القواعد والأعمدة، وبناء المحيط الخارجي، وذلك قبل بدء شهر رمضان عام 2020… ثم توقّفنا نحو عامين!
*
كان التوقّف اضطرارياً، فقد نفدَت الفلوس، وكان المبلغ المنصرف على ما تم إنشاؤه حتى ذلك الحين هو 295 ألف جنيه بالتمام والكمال (منها حوالي 80 ألفاً من رابطة القلمينا بالكويت، ونحو 50 ألفاً من مثيلتها بالسعودية)، وشاركتُك – تقبّل الله منك ومنّي وجعله في موازين حسناتنا – في بقية المبلغ، (وكانت مشاركتي بسيطة جداً مقارنةً بما تحمّلتَهُ أنت).
***
حاولنا مرّة أخرى البحث عن متبرّع من الخليج أو من جهات خيرية بمصر، لاستكمال المشروع، لكن بلا جدوى، إلى أن قيّضَ الله – جلّت قُدرَتُه – واحداً من أقربائي ليكتب – قبل أشهر قليلة – على صفحته بالفيسبوك نداءً لأهل الخير، لاستكمال المبنى، وخلال أيام قليلة تفاعل الخيّرون في قريتنا وما حولها، وتم صبّ السقف في نوفمبر 2022، ومن ثم البناء الداخلي، وبدأ التشطيب، والفضل كلّه لله سبحانه وتعالى، ثم لأهل الخير من قريتنا الطيبة ومن القرى المجاورة ومدينة الوقف، بارك الله في الجميع وجعله في موازين حسناتهم.
خلال أشهر قليلة، يا الله…. !!! ها هو الحلم/ الأمنية يوشكُ أن يتحقّق، وفُرشَت الحجرات بكراسي جميلة، وأصبح المكان جاهزاً، وفي 20 مايو الماضي، تم التدشين على بركة الله.
ولعلمك با أخي الحبيب، كان العمدة محمود صلاح، بارك الله له وحفظه، معنا على الخطّ منذ البداية، داعماً ومتابعاً ومسانداً بكل ما استطاع من جهد، وما زال يتابع ويدعم المحفّظين، وفور انتهاء الإجراءات الإدارية، سيتم تركيب اليافطة التي ستضيء باسمك بإذن الله.
***
أخي الحبيب، مع افتتاح المشروع، بفضل الله وعونه، أتقدّم – نيابةً عنك – بالشكر الجزيل والعرفان لكلّ من ساهم – ولو بأقلّ القليل – في أن يرى هذا المشروع النور، سواءٌ من قريتنا أو من خارجها، ومن أحبّتنا في الكويت أو السعودية، أو من أي جهة دعمت وساندت، فلهُم جميعاً وافر الشكر والتقدير والعرفان، جعل الله ذلك في موازين حسناتِ الجميع.
وشكرٌ خاص لكل واحد من “الصنايعية” تبرّع بأجره أو بجزء منه للمشروع، أسأل الله أن يباركَ فيهم ويتقبّل منهم.
بقيَ – أخيراً – أن أشكر للأحباب الكرام جهودهم التي لا تُقدّر في الإشراف والمتابعة وتذليل العقبات، وأخُصّ منهم أخانا الأكبر الشيخ عبدالمعين بدوي، وابن عمتنا الشيخ سعد زغلول، وابن الخال، الكيميائي محمود طاهر، والشاب المحترم طه علي عيطا، وابن العم الطيّب الشيخ حسين إبراهيم البطلان.
والحمد لله دوماً في البدء وفي الختام…