من المستحيل البحث عن معايير تضمن تحكم الأقلية المهيمنة لخلق مجتمع تواصلي، فالآليات الأساس التي يمكن توظيفها في التفاهم والاندماج الحقيقي تتمثل في تحيين وتنشيط المعايير المتفق عليها من الأطراف المكونة للمجتمع. فالتماسك الخطابي بحاجة إلى عقلنة الاجماع باعتباره نتاج مواقف وممارسات متفاوض عليها تفاديا للتأمل المنعزل الذي لا يمثل المصداقية المطلقة في جودة التدبير. فالمسعى الرئيس هو خلق مؤسسات ديمقراطية تعتني بإسماع واحترام وجهات النظر المتبناة من طرف المواطنين المؤهلين بذكائهم وأخلاقياتهم الذين يحملون رسالة تعبر بشكل واضح على ما يجري في الأوساط المجتمعية لأنهم يمثلون الرأي العام. لأن الشجرة لا تأكل من ثمارها والبحر لا يقتات من سمكه، بل يطعمان الانسان والحيوان من عطاء الله من أجل الحمد والشكر باستخدام العقل كفرملة تعقل بها السلبيات وتكبحها لفتح المجال للقلب كأداة للحكمة والتدبير الابداعي المتنوع. لأن تهميش الأدمغة في مختلف المجالات الفكرية العلمية الابداعية بطريقة كيدية و فتح الباب أمام فاقدي الأهلية في تدبير شؤون الأمة بعشوائية، هو في حد ذاته منفذا لتوتر الصراعات المجتمعية إذ سيساهم في توسيع رقعة الفساد داخل المؤسسات. فبناء المجتمع تحت رعاية الاملاءات الخارجية من غرض تكوين أجيال فاشلة علميا وثقافيا بذريعة حقوق الانسان واحترام الحريات بناء على خلق التفرقة بين الشعوب العربية في إطار الصراعات الاقليمية والعقائدية الغاية منها بيع الأسلحة ونشر الأوبئة والفساد وتطبيق القرارات الجائرة التي تخدم اقتصاد الغرب بمباركة الفئة المستهدفة من العملاء من غرض سلب جميع حقوق المواطن البسيط. إنها مؤشرات تدني الاقتصاد و تفاقم الأزمات نتيجة نهب وسلب الثروات وعدم المحاسبة والافلات من العقاب.