كاد سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل يبرمون اتفاقا الخميس بالتنسيق بشأن هذا الملف مع حلفائهم في مجموعة السبع وخصوصا الأميركيين والبريطانيين وكذلك أستراليا.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن الآلية تنص على فرض سقف 60 دولارا للبرميل على سعر النفط الروسي المباع لدول أخرى إضافة إلى الحظر الأوروبي الذي يدخل حيز التنفيذ الاثنين.
وكانت بولندا الدولة الوحيدة التي لم تدل برأي حتى الجمعة بينما يتطلب اتفاق من هذا النوع إجماع الدول الأعضاء في الاتحاد.بداية الحرب في أوكرانيا بينما تبلغ ميزانيتها العسكرية السنوية نحو 60 مليار يورو (63.2 مليار دولار).
ويفترض أن يمنع نظام الاتحاد الأوروبي الشركات من تقديم خدمات تسمح بالنقل البحري، مثل الشحن والتأمين وغيرها للنفط الروسي بما يتجاوز الحد الأقصى البالغ 60 دولارًا، من أجل الحد من الإيرادات التي تجنيها موسكو من عمليات التسليم إلى الدول التي لا تفرض حظرًا مثل الصين أو الهند.
وسيعزز هذا الإجراء فاعلية الحظر الأوروبي الذي يأتي بعد أشهر من الحظر الذي قررته من قبل الولايات المتحدة وكندا.
وروسيا هي ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم.
وبدون تحديد هذا السقف سيكون من السهل جدًا وصولها إلى مشترين جدد بأسعار السوق.
وحاليا، تقدم دول مجموعة السبع خدمات التأمين لنحو 90 بالمئة من الشحنات العالمية والاتحاد الأوروبي هو لاعب رئيسي في الشحن البحري مما يؤمن قوة ردع ذات صدقية لكنه يؤدي أيضا إلى خطر خسارة أسواق لصالح منافسين جدد.ووجهت بولندا انتقادات حادة بشأن فاعلية تحديد السقف لأسعار النفط الروسي مطالبة بسعر أقل بكثير وذكرت مصادر أنها اقترحت 30 دولارا للبرميل.
ويبلغ سعر النفط الروسي حاليا حوالي 65 دولارًا للبرميل وهو بالكاد أعلى من السقف الأوروبي لذلك سيكون تاثير الإجراء الأوروبي محدودا على الأمد القصير.
وينبغي أن يأخذ الغربيون في الاعتبار مصالح شركات التأمين البريطانية القوية أو مالكي السفن اليونانيين.
وتنص الوثيقة التي اقترحتها المفوضية الأوروبية على إضافة هامش محدد بنسبة 5 بالمئة أقل من سعر السوق في حال انخفض سعر النفط الروسي إلى ما دون عتبة الستين دولارًا.وينبغي أن يبقى السعر على أي حال أعلى من تكاليف الإنتاج لتشجيع روسيا على مواصلة تسليم الشحنات وعدم وقف الإنتاج.
ويخشى بعض الخبراء من زعزعة استقرار سوق النفط العالمية ويتساءلون عن رد فعل دول منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك التي ستجتمع الاحد في فيينا.
وحذر الكرملين من أن روسيا لن تسلم نفطا إلى الدول التي تتبنى هذا السقف.
وقرر الاتحاد الأوروبي أساسا منع دوله الـ27 من شراء النفط الروسي عن طريق البحر اعتبارا من الخامس من ديسمبر.
وهذا الحظر على النفط عن طريق البحر سيؤدي إلى إلغاء ثلثي مشتريات أوروبا من النفط الروسي.
ويقول الأوروبيون إنه مع قرار ألمانيا وبولندا بمفردهما وقف الشحنات عبر الأنابيب بحلول نهاية العام ستتأثر الواردات الأوروبية من النفط الروسي بنسبة أكثر من 90 بالمئة.
ورأى فوك فين نغوين أن الأداة المقترحة تثير الكثير من التساؤلات.
وأضاف أن تحديد سقف لأسعار النفط لم نشهده من قبل. نحن في المجهول مشددا على أن رد فعل الدول المنتجة لمنظمة أوبك أو المشترين الكبار مثل الهند أو الصين سيكون أساسيا.وتابع أن تحديد سقف حتى بتعرفة عالية سيرسل إشارة سياسية قوية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنه بمجرد تفعيل هذه الآلية يمكن تشديدها.