النقد التاريخي والإبيستيمولوجي الذي بوسعه أن يكشف الغطاء عن تاريخه ونسبية مفاهيم الهوية والإنتماء. أكد لنا الحقيقة الجوهرية لتجاوز الإستقطاب النهضوي العقيم إزاء الماضي والحاضر الذي دفع بالمرجعية التراثية والحداثية إلى إفشال عصر النهضة العربية الأولى أو ما يسمى بعصر التدوين الثاني. حقيقة الأمر،إننا بحاجة إلى منظومة علمية عملية تقتضي بإنشاء عقل مكون وإعادة بناءه وتحرير العقل من سلطة الأصل واللفظ والقياس والمرجعيات المتضاربة وليدة الشخصنة والعصبية القبلية. إذ من البديهي أن تتعدد المقاصد لكن التدوين الجديد للهوية والانتماء لا يتحقق إلا بإنتاج مادة معرفية ثابتة لا تتوارى على أحد . لأن أنواع الهوية جد متعددة، منها: – الهوية الشخصية التي تؤكد الأصل الثابت للفرد استنادا إلى المكان الجغرافي والزمن التاريخي بكل تفاصيلهما. – الهوية الثقافية التي تشمل المرجعية الدينية والفكرية والإيديولوجية والإجتماعية. – الهوية الوطنية التي تمثل الصلة الحقيقية والرابط القومي بين الأفراد والوطن. – الهوية الذاتية تؤكد استقلالية الفرد في حريته الشخصية وتصرفاته دون المساس بحرية الآخرين. الهوية الفلسفية التي تشتمل على الصفات الجوهرية ( التميز -المطابقة- السمات التي تميز الحضارة أو المجتمع)
أما الإنتماء فيجمع بين: – الإنتماء الوطني كتوثيق شامل ورسمي للأفراد لإثبات وطنيتهم وهويتهم داخل وخارج البلد. – الإنتماء الديني هو الموروث الذي يؤكد إسلامية أو نصرانية أو يهودية الأفراد بغض النظر عن تحديد مكان الإقامة. – الإنتماء الفكري يختلف من فرد لآخر حسب القناعات الثقافية والتوجهات والإيديولوجيات والوسط الإجتماعي.
إذ تكمن خصائص الإنتماء في: – الشعور الثابت والمستقر والميول المنضبط، هذا ما تفتقده الأغلبية الساحقة. – بناء المجتمع على أسس متينة وقواعد بمعايير أخلاقية وعلمية دقيقة، هذا ما يتجاهله ويتمرد عليه الجميع . – دحض الظواهر السلبية التي تعيق المسار الصحيح للإنتماء باختلاف أنواعه. – تعزيز الروابط الإجتماعية والأسرية كأساس للتواصل الإيجابي ومبدئ لحصانة القيم الإنسانية الصادقة.