كتبت /انتصار شاهين
ناقشت كلية الآداب بجامعة عين شمس رسالة دكتوراه بعنوان ” التوظيف الفني للعناصر التاريخية في الرواية المعاصرة ”
مقدمة من الباحث أحمد عزيز محمود أبو زريعة والتي حصل من خلالها الباحث على درجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى
بإجماع أعضاء اللجنة جميعًا؛ وذلك بقاعة المؤتمرات بالكلية.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من الدكتور عبد الناصر حسن أستاذ النقد والأدب العربي ووكيل الكلية لشؤون
الدراسات العليا والبحوث مناقشا ورئيسًا، والدكتور طارق شلبي أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بالكلية مشرفًا ومناقشًا، والدكتور سعيد الوكيل
أستاذ النقد والأدب العربي الحديث بالكلية مشرفًا ومناقشًا، والدكتور عبد الناصر هلال أستاذ النقد الأدبي الحديث ورئيس
قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان مناقشًا.
وقد جاءت فصول الدراسة في تمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة تشمل تلخيصًا لفكرة البحث ومحتويات فصوله، وأهم
ما توصل إليه من نتائج، يليها ثبت المصادر والمراجع.
وقدمت الرسالة مجموعة من النتائج منها أن سعد مكاوي في ــــ السائرون نيامًا ــــ استطاع تقديم شخصيات تاريخية ومواقف
حبلى بالمعاناة والصراع، شحنت النص بجماليات فنية وأكسبته مذاقًا سرديًّا وتأويليًّا مميزًا، فهي ـــ أي الرواية ـــ اتخذت من التاريخ خطوطًا
عريضة، ومعالم تضيء بها مساحات اجتماعية كانت موجودة منذ وقت مضى، والحقيقة أنها تلفتنا إلى وقائع وأشخاص وحيوات،
مقدمة تأويلات ودلالات، وراسمة صورًا مشابهة لأخرى تحيا في وقعنا المعاصر، بالاختباء وراء قناع التاريخ، بطريقة تساير العصر،
استثمارًا لما حفل به العصر المملوكي من تناقضات هائلة، خصوصًا الغنى الفاحش، والفقر المدقع وغلبة القمع والقهر؛
والصدام الحتمي بين الحاكم الجائر والمحكوم المغلوب على أمره.
وكما أكد الباحث في الخاتمة أن رواية ثلاثية غرناطة جاءت تحمل في طياتها جميع مقومات الرواية التاريخية، فهي
تفوح بعبق التاريخ الوثائقي، استندت رضوى عاشور إلى المصادر التاريخية وما دونته كتب التاريخ بكل دقة، فما إن يبدأ القارئ
في قراءة سطورها الأولى حتى يجد نفسه بدأ يتحرك في غرناطة ويتجول في طرقاتها من خلال الوصف الدقيق البارع الذي قدمته الكاتبة،
فهذه الرواية تسجل التاريخ أو تستلهم التاريخ وترصد أحداثه؛ لكي تسجل وتحذر من واقع أليم ومؤلم يتكرر، ونداء لأمة صامتة مستغرقة
في سباتها، لا تعي تاريخها، ولا تأخذ منه العظة والعبرة، نجد أن رضوى عاشور استحضرت أحزانًا قديمة، وأثارت أوجاعًا
حاضرة في الواقع، فأرادت الكتابة عن الماضي والحاضر، أو الكتابة عن الحاضر والواقع من خلال نبش أحداث الماضي واسترجاع
أحداث التاريخ؛ لكي تثبت استمرارية الحدث، وتقدم لنا الوسيلة لمحاولة فهم واقعنا الذي نعيشه.
كما أكدت الدراسة في توصياتها أن براعة محمد جبريل ومهارته تظهر في توظيف التاريخ الأسطوري الوثائقي المتناص مع الفكر الصوفي
في شخصيات معروفة ومشهورة في تاريخ التصوف في روايته أهل البحر؛ حيث أدمج أحداثها بين تداعيات أسطورية
واسترجاعات تاريخية تروي إبداعات الكاتب في استخدام المفردات الصوفية التي تنطوي على دلالات أسطورية غلف بها فصول
روايته التي تطرقت إلى تاريخ الفكر الصوفي في الإسكندرية؛ لتعمق من هذه الدلالات الأسطورية وتاريخ الصوفية الوثائقي
بما حمله من مظاهر فنية تتصف بالغرابة، وتشتمل على نواحٍ معرفية صوفية متعددة ومتنوعة؛ لإشاعة جو من الأسطورة التي وثقت
صلتها بالتاريخ والنظرة الصوفية التي أسهمت في تشكيل رؤية الكاتب.