البعض يجهل مصطلح الإعلام الموازى ومدى خطورته على المجتمعات فى ظل الظروف العصيبة التى يشهدها العالم وبالأخص مع تفشى فيروس كورونا وغيره من الأحداث التى تشهدها الساحة الدولية .
الإعلام الموازى أو كما يسميه البعض الإعلام الجديد ،ظهر وترعرع فى ظل التقدم التكنولوجى الذي تشهده البشرية وكانت له الكثير من الآثار السلبية التى تهدد استقرار النظم السياسية وتعكر صفو الحكومات فى بلدان عدة.
الإعلام الموازى الذى ينطلق بسرعة الصاروخ فهو اخطر على الدول من الأسلحة النووية الفتاكة. مَنْ الذى لا يمتلك هاتفاً ذكياً وحساباً على مواقع التواصل الإجتماعي المتعددة فى ظل الطفرة التكنولوجية التى نحياها فى عصرنا هذا ؟؟!! بالطبع جميعنا نمتلك هذه الوسيلة ونتخدها منصة إعلامية لنشر الكثير من الأخبار دون وجود رقابة كافية من جانب السلطة.
هذه المواقع والوسائل أضحت خطراً يهدد الجميع، تسطيع الدول إستخدامها من خلال عملائها فى إضعاف أعدائها من الدول الأخرى . من خلال الإعلام الموازى تسطيع أن تشن حرب دعائية ونفسية قادرة على إسقاط أعظم الدول وتحطيم إقتصادها فى زمن قياسى والأمثلة على ذلك كثيرة.
للأسف فى الوقت الراهن ،هناك الكثير من الصحف والقنوات الفضائية التى تعتمد على مواقع التواصل وتجعلها مصدراً رئيسياً فى الحصول على الخبر دون التحقق من مصداقيته ، وحدث هذا منذ أيامٍ قلائل ،حيث نشرت بعض الصحف نبأ وفاة لواء أركان حرب محمود شاهين متأثراً بإصابته بفيروس كورونا ، وانتشر الخبر كالنار فى الهشيم ، وثبت بعد ذلك أن هذا الخبر غير صحيح ، وأن اللواء أدام الله عليه الصحة والعافية مازال على قيد الحياة.
هناك الكثير والكثير من الشائعات التى ينشرها الإعلام الموازى وتحدث قلق وتوتر بين العوام من الناس وللأسف يصدقونها وينخرطون ورائها دون التحقق من مصداقيتها ، وهذا ما تفعله الجماعات الإرهابية ويستغله عناصرها لنشر أفكارهم الخبيثة الهدّامة بين الناس.
بالأمس انتشر خبر إلغاء الترم الثانى لطلاب الجامعات وأحدث توتر وقلق كبير وانتشر هذا الخبر كالنار فى الهشيم ، وخرج بعد ذلك مصدر مسؤول ونفى الخبر تماماً. هذا ما يُحدِثه الإعلام الموازى ، الذي أفقد الإعلام التقليدى ثقله ومكانته مع مرور الوقت، نظراً لأن هذا المجال أصبح مهنة مَنْ لا مهنة له دون وجود ضوابط تحكمه.
يجدُر بالحكومات والأنظمة السياسية فى العالم أجمع أن تضع ضوابط للإعلام الموازى ورقابة عالية الدقة حتى تحافظ على إستقرارها وأمنها نظراً لمدى خطورته وسيطرته على عقول الكثير ، وعلى الجميع أن يعى ما ينشره وما يقوله ويتأكد جيدا من مدى مصداقيته .