متابعه / محمدمختار
«المصائب لا تأتي فرادى».. مقولة تنطبق على «المأساة الإنسانية» التي لاحقت أسرة دمياطية، وتجسدت فصولها في الحجر الصحي بمستشفى العجمي النموذجي في الإسكندرية، مستشفى العزل لمصابي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
صاحب المأساة هو المواطن شادي أبويوسف، الذي يصارع الفيروس حاليا وحيدًا، بعد أن أفقده «العدو الفيروسي» أمس زوجته «فاطمة»، بعد ساعات من لفظ رضيعتها «فاطمة» أنفاسها.
منذ ثلاثة أسابيع استقبل مستشفي العزل بالإسكندرية فاطمة الحطاب، والتي تبلغ من عمرها 39 عامًا، والمقيمة بمحافظة دمياط، جراء إصابتها بفيروس كورونا، والتي كانت على وشك وضع جنينها، وما هي إلا أيام ولحق بها زوجها الدكتور شادي أبويوسف، والذي أصيب هو الآخر بالفيروس، وحُجز بالمستشفى نفسه.
بعد أيام أخرى وضعت الأم فاطمة طفلتها بمستشفى العجمي للحجر الصحي، ليسميها والدها على اسم والدتها «فاطمة»، لكن لم يمهلها القدر طويلًا لتتوفى بعد ساعات، من ولادتها.
لم تمض ساعات الحزن طويلًا على الأم «المكلومة» حيث لحقت برضيعتها، متأثرة بفيروس كورونا، تاركة زوجها أمام عدوهما المشترك، بالإضافة إلى 3 أطفال، سيواصلون مشوار الحياة بدونها.
الحطاب كانت تشغل منصب المدير التنفيذي لمركز تدريب Britishey لتعليم اللغة الإنجليزية، الذي دشنته مع زوجها شادي أبويوسف.
وقبل وفاتها بـ22 يومًا، دونت وصيتها، عبر حسابها الرسمي على «فيس بوك»، قائلة: «الوصية الأولى والأخيرة حين أتوفى، سامحوني واستروا عيوبي، وادعوا لي بالرحمة، وتذكروا الصحبة ولو إني أخطأت، انسو أخطائي، واذكروا أجمل صفاتي، لا أعلم بأي ساعة كتب لي انقباض روحي».
وهي الوصية التي حولت اسم فاطمة الحطاب، منذ أمس الخميس، ليكون الأسم الأكثر تداولاً عبر موقع التدوين تويتر بعد وفاتها، وجعلت أهالي منطقة عزبة اللحم التابعة لمركز دمياط تعيش حالة من الحداد لرحيل فاطمة لطيبتها واحترامها لغيرها.
معبرًا عن أحزانه كتب الأب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» الكثير من كلمات الرثاء لزوجته وابنته.. من بينها: «مأساة سبحان الله… ينزل قرار النهاردة بنقلي من الحجر في مستشفى العجمى للحجر في مستشفى أبوقير… وبمجرد دخول عربات الإسعاف ساحة مستشفى العجمى للإستعداد لنقلى بعيدا عن فاطمة… يأتيني خبر وفاتها في نفس اللحظة… وكأنها ظلت إلى جوارى ورحلت عندما أذن الله لي بالرحيل عنها».
وأضاف: «لطالما طلبت من الله أن يجعلني أعيش حياة طويلة وصالحة ولكن لم يخطر ببالي أبدا أنني سأعيش اليوم الذي أدفن فيه زوجتي الحبيبة وابنتي بيدي.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق (الفاطمتين) لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا».
كما كتب شادي: «اللهم إنى حرمت السير في جنازتها وحرمت زيارتها في مرضها وحرمت صلاة الجنازة عليها اللهم سخر لها عبادا من لدنك يصلون عليها صلاة الغائب حتى تضج السموات بدعائهم».