كتب – حسن عبد الغني
من اكبر الخدع الاقتصادية التي روجوها لتبرير الخصخصة أن الشركة التي تخسر تباع، لعدم جدواها الاقتصادية!
هذه الرؤية هي التي دمرت الاقتصاد المصري وهي رؤية خاصة بالمرابين والرأسمالييين ولا يمكن تطبيقها على الدول والمجتمعات.
الربح ليس هدفا وحيدا وإنما واحد من مجموعة أهداف، وقد يكون أقلها أهمية؛ ففي الدول والمجتمعات الحرة
فإن إقامة مصنع او شركة في منطقة ما لبناء مجتمع قابل للحياة هدف رئيسي حتى لو كان لا يحقق ربحا بالمعني الدفتري
لأن الفوائد أكبر بكثير من أن تحصى.
وقد يكون بناء مشروعات صناعية ونفطية وزراعية لتحقيق قدر من الاعتماد
على الذات والتخلص من الاحتكارات الخارجية، وقد يكون الدخول في نوع من التصنيع الالكتروني لمواكبة التقدم المعرفي
لا يحقق ارباحا ولكنه يضع البلد في طريق التقدم.
وقد يكون تأسيس شركة أو تعاونية لزراعة المحاصيل وتحقيق الاستقلال
وامتلاك الارادة أكثر ربحية على المدى الطويل وينقذ البلد من قبضة الهيمنة.
وقد يكون الإنفاق على
مشروعات غير ربحية لزرع البشر وتشجيعهم على العيش في منطقة مواجهة مع العدو له أهمية استراتيجية كبرى
لا تقاس بالمصروفات والإيرادات.
فليقل لنا مخربو الاقتصاد عملاء المؤسسات الدولية ما هي الفوائد
التي ستعود علينا من بيع الأصول والشركات وتسريح العمال والموظفين وتخريب البيوت في دولة يزيد سكانها عن 100 مليون نسمة؟
التفكير الصحيح أن نبني المزيد من المصانع والشركات لتوفير المزيد من الوظائف ونتوسع في الزراعة لتوفير الغذاء ورغيف الخبز.
التفكير الصحيح أن تقود الدولة الاقتصاد وليس بيع كل شيء للاحتلال الجديد الذي يأتي متخفيا بشعارات الاستثمار الكاذبة.