بقلم /أيمن بحر أردوغان استجدى الناتو أكثر من مرة ولكن بلا جدوى ويبدو أن ترامب ترك أمر أردوغان لوقت ليس بالقليل لبوتين أما من لم يتردد في دعم أردوغان كانت دولة الإحتلال التى كلما رأت موقف أردوغان متأزم تتجه للعدوان على جنوب سوريا لتخفيف الضغط على المحتل التركي في شمال سوريا وعند لحظة يأس أردوغان أضطر الرئيس التركي لأبتزاز أوروبا بورقة اللاجئين كعادته (أخر ورقة يملكها وأكثر ما يقلق المستشارة الالمانية انجيلا ميركل)، ولكن بنفس الوقت هو مضطر أيضا للعودة لبيت الطاعة الروسي مجددا. المضحك في مسلسل سياسات رجب طيب أردوغان المتناقضة والتى أراها أكثر تشويقا من المسلسلات الدرامية التى تصدرها لنا إسطنبول، أن أردوغان وحزبه الذين كانوا يقولوا على حلف الناتو أمام جماهيرهم المغيبة بـ “الحلف الصليبي توسلوا له بكل طرق كي ينقذهم من بوتين وبشار الأسد.وأن من يقال عنه ثاني أقوى قوى عسكرية في حلف الناتو (الجيش التركي) ومن يحمي بوابة أوروبا الجنوبية، فجاءة أكتشفنا أنه لا يمتلك منظومات دفاعات جوية في جنوب شرق تركيا على الحدود مع سوريا ذو كفاءة وبقدر كافي في العدد.وأن الطائرات المسيرة التركية التى تباهي بها أردوغان وصدعنا صبيانه على القنوات الإخوانية التركية الناطقة بالعربية على أنها معجزة صناعية تطير في السماء تتساقط في شمال سوريا وطرابلس كالذباب. وأن الجيش الذي لقبه أردوغان بـ الجيش المحمدي عقيدته العسكرية هي جزء من أستراتيجية حلف الناتو الصليبي (كما يصرح قادة الجيش التركي وقيادات حزب العدالة والتنمية) وأن قراره السياسي ليس في إسطنبول ولكن في مقر خلافة الإسلاميين بالقرن العشرين الا وهي لندن.ووقت ما أعترضت سابقا المعارضة التركية على أسلوب أردوغان الرخيص في التعامل بورقة اللاجئين، وصرخ حينها الخليفة العثماني أردوغان الأول في وجههم قائلا هم المهاجرون ونحن الأنصار ثم بعد أن تلقى أردوغان الصفعات من روسيا وسوريا على التوالي ولم يجد رد، فلم يعد أمامه الا أبتزاز أوروبا بتلك الورقة، وحينها لم يعد في خطاب أردوغان السوريين مهاجرون بل عبئ على الدولة التركية (حساب خطابات أنقرة) ولم يعد الأتراك أنصار بل لصوص تستحل أعراض السوريين وأموالهم ومحلاتهم في شوارع تركيا مع العلم أن أردوغان يتحصل على مليارات الدولارات من أوروبا لايواء هولاء اللاجئين منذ بداية الحرب. خلاصة القول لم يعد مصير إدلب وحدها بيد بوتين بل ومصير أردوغان أيضا والأهم أن بوتين لن يضحي بالأسد مقابل قرد لا يجيد الا القفز على الحبال والأكثر أهمية هو التنسيق الأمني العالي بين ليبيا وسوريا والذي ترجم خلال لقاء اليوم بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع الوفد الليبي الذي ضم كل من وزير الخارجية عبدالهادي الحويج، ووزير الدفاع المكلف اللواء يونس فرحات، ورئيس جهاز المخابرات اللواء مصطفى المقرعن، ونائب رئيس مجلس الوزراء عبد الرحمن الأحيرش. .أخيراً وليس آخراً المشهد في الأعلى يتغير كما شاهدنا، وعلى أرض الميدان في تفاصيلة أيضا يتغير فصراعات المليشيات والمرتزقة في ليبيا هي إنعكاس واضح على مساعي فتحي باش أغا في أن يحل بديلا لحامد كرزاي ليبيا المدعو فايز السراج وأن يشكل باش أغا حكومته الوطنية أو بالأدق حكومته الوهمية.