حالة التناحر والتنابز والتنمر التى تسود المجتمع ترجع أسبابها في أول الأمر إلي غيبة الوعي وانفلات الأخلاق وهو ما أدي إلي فساد الذوق العام وتسميم الأجواء بالحقد والكراهية
والرغبة في التدمير وقد تجلي هذا في كم المستنقعات التي طفت روائحها الكريهة من خلال أمور عدة أسرد بعضا منها في الآتي ….
** انهارت اللغة المتداولة بين الناس في تعاملاتهم اليومية وحلت مكانها لغة قبيحة ومتدنية ومن أسف ان الإعلام وقد طاله الفساد والانحدار قد ساهم بشكل كبير في انتشار هذه اللغة
وذيوعها في اعلاناته وبرامجه ومسلسلاته علي السنة الممثلين الذين لهم أثر كبير علي الناشئة والمراهقين الذين توافقوا مع كل ماهو غث وممجوج وفاسد. .
وبالإضافة إلي التدني اللفظي هناك التدني السلوكي من خلال القصص التي تطرحها المسلسلات للبلطجية وتجار المخدرات والعاهرات وكأنه ليس في البلد سوي هذه النماذج القبيحة
*** استمرارا لمسلسل الانحطاط فقد تجلي واضحا من خلال كرة القدم وحالة الاحتقان والغضب بين المتنافسين في كل عناصر اللعبة من جماهير ولاعبين وإداريين وأجهزة فنية وأصبح التحفيل علي المنافس والتقليل من شأنه والسخرية منه وتحقيره أمرا واجبا
من الطرف الآخر وباعثا علي سعادته .وكل عناصر اللعبة لا يوجد فيهم رجل رشيد يطفئ نيران الغضب المتاججة. حتي الإعلام بدلا من المساهمة في التوعية وإنهاء الاحتقان فإنه يسكب الزيت علي النار .فهل تدخل المسؤولون ..ماتدخلوا إلا بقرارات تزيد الطين بلة..
والعقلاء أين هم …لا احد يستمع لهم فهم محجوبون بفعل الفوضي والرغبة في الهاء الشعب بقضايا تافهة وخاسرة. . *** وصل الأمر مداه وتبلور السحق والسفالة والانحطاط في مباراة الاهلي والزمالك في السوبر المصري علي أرض الإمارات وأي خجل يعترينا والعالم يشاهد هذا التدني السلوكي من أجل منافسة عبيطة وخائبة يخسر فيها الأخ أخاه والصديق صديقه وتصبح معرة بين الأمم .
لم تكتف بما حدث في المباراة فذهبنا إلي مواقع التواصل لننشر فيها غسيلنا القذر ونعرض فيها بتاعتنا العفنة أي قبح وأي دمامة واي انحلال وفوضى ولا احد يحاسب ولا احد ينبه من خطورة القادم علي الأجيال القادمة وعلي المجتمع بأسره
*** كل هذا يحدث وسيظل يحدث في غيبة الوعي وانزواء الأخلاق وبعد أن فقد الأب والأم دورهما في التربية وفقدت المدرسة دورها في التقويم السلوكي واكتفت بحشو مناهجها في أدمغة طلاب غير مكترثين بشيئ .وفقد المدرس قيمته وهيبته بعد ان ذهب إلي بيت تلاميذه وأكل الكيك وشرب النسكافيه والعصير وتحصل علي أجره من جيوبهم
وفقدت مراكز الشباب دورها الحيوي المهم بعد ان أصبحت مجرد ملاعب تؤجر بالساعة او غرز مخفية لتناول المخدرات .. ولن ينصلح هذا الأمر إلا بما صلح به أوله ..فكلنا يعرف موطن الداء وكلنا يعرف العلاج الناجع الأكيد ولكننا مازلنا أسري اوهامنا. ...
هي خطوة صعبة وعثيرة ولكن لابد ان نجتازها بمحض إرادتنا لنعبر بالوطن والمواطن إلي بر النجاة .فهل من مجيب . **** دمتم في أمان الله