لعل ما دعاني لكتابة هذا المقال هو الحركات البهلوانية التي يقوم بها بعض النواب حالياً لخداع البسطاء وكأنهم أستيقظوا لمصالحهم فجأة!!! علاوة علي ما سمعته من بعض الأفاقين والمنافقين وأصحاب السبوبة والسماسرة من ميسوري الحال وذيول كل
كلاب الضلال والذين يدافعون عن النواب أو علي غيرهم ولا يجدون فيهم ما يزكوهم به أو يشكرونهم عليه سوي الإدعاء بأنهم يقومون بأعمال خيرية حيث يعلنون أنهم يدفعون معاشات شهرية لبعض الأسر المحتاجة والمشاركة في تجهيز بعض العرائس وبعض شنط رمضان ولحوم الأضاحي !!!
ولا شك أنها جميعاً أعمال طيبة وجميلة طالما تتم إبتغاء وجه الله تعالى وليست من باب الرياء والسمعة وندعو الله أن تكون في ميزان حسناتهم جميعاً إن كانت خالصة لوجهه الكريم دون الحصول على صور بطاقات المستفيدين لاستخدامها وقت اللزوم !!!
ولكن يا سيدي الفاضل هل تعلم أن ما يقدمونه لك ليس مِنة أو تفضل منهم ولكنه الحق المعلوم للسائل والمحروم في أموال كل من أفاء الله عليه من نِعمه ومن رٓزقه المولي من فضله الواسع ولا يمكن لأحد أن يدعي أن ماله قد أوتيه علي علم عنده وإلا لخسف الله به وبداره الأرض…
وقد يقول قائل وماذا لو لم يفعل صاحب المال ذلك ويضيع الفقير نتيجة عدم التبرع من هؤلاء في أوجه الخير المذكورة وأقول له علي الفور أولا: هل خلق الله أحدا وترك رزقه علي غيره من عباده؟؟؟
وهل ماتت أولادكم قبل ظاهرة شراء الأصوات؟؟؟ وهل ستكفي الخمسون جنيها لتعوضك عن ضياع حقوقك ومستقبل اولادك خمس سنوات!!! ثانياً:إن جزاء هؤلاء الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وإنما لشراء الأصوات!!! ما ورد في القرآن الكريم ( يوم تحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) الآية.. فمن الذي يحتاج منكم إلي الآخر أنتم ام هم ؟؟؟؟
ثالثاً: ما قول حضراتكم لو علمتم أن ما يدعون أنهم أهل الخير والبِر يقومون بادراج تلك المساعدات ضمن بند التبرعات في إقرارتهم الضريبية ليتم خصمها من إجمالي وعاء الضريبة المستحقة عليهم للدولة لكي تتمكن من تقديم خدماتها لكم والتي يتمسحون فيما تقدمه الدولة حالياً من خدمات ويدعون أنها ضمن إنجازاتهم كذباً وبهتاناً
بل إن بعضهم يقوم بتسجيل جمعيات خيرية بأسماء وهمية ليستفادوا منها في هذا التهرب الضريبي بإصدار إيصالات تبرعات بأسمائهم من تلك الجمعيات الوهمية وخصمها من وعاء الضريبة بل وصل الأمر بأحدهم للإستيلاء لنفسه علي قطعة أرض من أملاك الدولة بعشرات الملايين
عن طريق التخصيص لنفسه بحجة إقامته مؤسسة خيرية عليها!! وذلك بعد دخوله البرلمان مباشره ليعوض ما إنفقه!!! وقام آخر بالإستيلاء على قطعة أرض أخري لإقامه قصره الفخم عليها ومخالفات ونهب أراض وجرائم أخري لهم بالجملة يشيب لها شعر الوليد ( والمستندات لا تكذب) وسنعلن عنها قريباً فهل ستسمحون لهم بعد كل هذا أن يخدعوكم ويسرقوقكم مرتين الأولي:
حين يمنعون عنكم حقكم شرعا في مال الله الذي آتاهم وجزائهم في ذلك عند خالقهم.. والثانية: حين ينهبون الدولة من خلالكم ويدعون أنهم أهل الخير والصلاح إذا أعطوكم حقكم المعلوم من تبرعاتهم الخبيثة والتي يخصمون قيمتها من أموال
الضرائب المستحقة عليهم للدولة ويحصلون بها من ناحية أخري بعد خداعكم وشراء أصواتكم طبعاً علي حق تمثيلكم البرلماني والحصول علي الحصانة المطلوبة بمساعدتكم لحماية أموالهم وما نهبوه من أموال الدولة ثم يديروا لكم ظهورهم وإهمال مصالحكم وخدماتكم وضياع مستقبل ابنائكم
ليتكم تسألون أنفسكم ما الذي يدفع هؤلاء رغم ما آتاهم الله من واسع فضله إلي الإقتتال للحصول علي المقعد البرلماني وإنفاق الملايين عليها هل للدفاع عن مصالحكم المهدرة وخدماتكم الضائعة!!!؟؟؟
ختاماً إن علمتم أن هذا حقهم وواجبكم نحوهم وأن أصواتكم ومصالحكم ستكون أمانة لديهم وسيحافظون عليها فاعطوهم اصواتكم وخذوا الخمسون جنيها منهم في ذل تام وكرامة ضائعة وفضائح علي الملأ وإنكسار ومهانة ومعايرة حتي للمرضي طالما قبلتم علي أنفسكم ذلك
ولكن لا تبكوا بعد ذلك إن إهملوكم ورفضوا مقابلتكم خمس سنوات أخري وأضمنوا مستقبل أسود ومظلم لكم ولابنائكم إن وثقتم فيمن يُخادعون الله بأنهم لن يخدعوكم مرة أخري؟؟؟ اللهم بلغت اللهم فاشهد..