تقرير /عارف نبيه ككل الأمم و الشعوب إنقسم يهود مصر إجتماعياً إلي ثلاث شرائح أساسية:الشريحة العليا وهي مجموعة العائلات الأرستقراطية الثرية بما لديها من ثروة وجاه ومكانة إجتماعية
مثل عائلات :(قطاوي.. سوارس.. موصيري.. رولو.. منشه.. هراري.. وهبه.. شيكوريل) وغيرهم من أصحاب البنوك والأعمال التجارية و ملاك الأراضي.
و الشريحة الثانية وتضم فئة رجال الأعمال البارزين في مجالات التصدير و الإستيراد و تجارة القطن و الصيرفه و البورصة و عددا ضخماً من الموظفين في مختلف المؤسسات و المشروعات الخاصة
و الحكومية. وقد تميزت حياة هاتين الشريحتين ببعض السمات الإجتماعية تمثلت في عاداتهم و ملابسهم و أسلوب حياتهم و استخدامهم للغة الفرنسية فيما بينهم وهذا ما حدد إنتمائهم للثقافة
الغربية وساعد علي إنفصالهم تماما إجتماعيا و ثقافياً عن المجتمع المصري من ناحية وعن أبناء طائفتهم من اليهود المستوطنين الأصليين بمصر من ناحية أخري.
وقد بدأ هذا الإتجاه في الظهور مع تدفق الجماعات اليهودية من أوروبا بنهاية القرن ال19 وكان لذلك نتائجه الخطيرة علي الوضع القومي لليهود المصريين. إذ أن أكثر من نصف يهود مصر كان من حاملي الجنسيات الأجنبية و لا يهتم بمشاكل البلد الثقافية و الاجتماعية و السياسية!!.
وتحتل الشريحة الثالثة من اليهود قاع السلم الإجتماعي وتشمل صغار الحرفيين و الباعة الجائلين وفقراء اليهود ممن يعيشون علي الإعانات بشكل أساسي
و هم الأكثر إلتصاقا بالواقع الإجتماعي المصرى. إذ أن غالبيتهم كانوا من ساكني الأحياء الشعبية في القاهرة (العباسية – الموسكي – حارة اليهود) و تحدثوا العربية و لم يزد عددهم عن 4 آلاف يهودي.
و ينقسم اليهود طائفيا الي طائفتين أساسيتين : طائفة اليهود الحاخامية وكانت تضم أغلب اليهود وتمتعت بإعتراف السلطات المصرية الرسمية. و الطائفة الثانية كانت تضم اليهود القراءين وكانت محدودة العدد. وفيما يتعلق بالطائفية الأولي
فكانت تنقسم إلي قسمين :أحدهما بالقاهرة و الثانية بالإسكندرية و تميزت الطائفة الحاخامية الموجودة بالقاهرة بوجود طائفتين بداخلها.. هما طائفة اليهود السفارديم(الشرقيين) و طائفة اليهود الاشكنازيم (الغربيين).
وكان للطائفة اليهودية مجلسها الملي المتخصص بأحوالها الشخصية كالزواج و الطلاق و الميراث وفقا لتقاليد و طقوس الديانة اليهودية طبقا للنظام الملي في العهد العثماني و الذي حدد للطوائف الدينية حقوقها و إلتزاماتها.
وقد نص دستور مصر 1923 علي ضمانات جديدة للطوائف و الأقليات في مصر إستفادت منها الطائفة اليهودية إلى مدي بعيد. فقد أقر الدستور مبدأ المساواة في الحقوق المدنية و السياسية دون تمييز
بسبب الأصل أو اللغة أو الدين و منحه حرية العقيدة و الرأي و الصحافة و التعليم. و ترتيبا علي ذلك أحرز اليهود نجاحات ملموسة في مختلف المجالات فإستفادوا من كل أشكال الدعم و المساعدة في بناء معابدهم و إقامة محافلهم وهذا ما يفسر إنتشار المعابد اليهودية في القاهرة و الإسكندرية و مختلف
المدن المصرية التي يقطنها أبناء الطائفة و قد بلغ عدد معابد اليهود في النصف الأول من القرن ال20 حوالي 29 معبدا في القاهرة و 20 معبدا في الإسكندرية.
كذلك استفادت الطائفة اليهودية من رعاية الحكومة فأنشأت عددا من المدارس بدأها الأشكنازيم 1895 وكانت برامج المدارس اليهودية أوربية خالصة فرنسية اللغة و كانت الإنجليزية موضوعا إجباريا. وهذا ما
يفسر عدم إلمام خريجو تلك المدارس باللغة العربية وعنيت الطائفة بالتعليم الديني و بث المفاهيم الدينية في البرامج الدراسية حتي يتسني للطائفة تشكيل اتجاهات أبنائها وضمان ولائهم لطائفتهم و دينهم بالمقام الأول.
وقد أبدي زعماء الطائفة اليهودية اهتماماً ملحوظاً بالأنشطة الرياضية فأسسوا بالإسكندرية (جمعية المكابي الرياضية) و انشأوا (نادي المكابي الرياضي) بالقاهرة.