كتب /أيمن بحر عقد مؤتمر برلين لحل المعضلة الليبية وتتجه الآمال العالية للإستقرار الصراع بين الجيش الليبى الرسمى بقيادة حفتر يسانده البرلمان الليبى
وحكومة السراج المنتهية ولايتها يساندها أردوجان والجيش التركى طرفى النزاع. الإتحاد الأوروبى من بروكسل يشاطره الأمل لنجاح وتنفيذ البنود التى تجاوزت الخمسون بمؤتمر برلين
دون تحديد معطيات هذا الأمل. هل سيكون ثمن هدوء ليبيا ذهبها الأسود الممنوعة من الصرف والحركة؟. هل إغلاق حقول البترول منذ مقتل القذافى يعنى فصلاً جديداً ممتدةً؟
. إن نزوح مائتين الف ليبيى نتيجة الصراع والفوضى الأمنية يؤجج ويلهب الوضع الليبى. لابد من الحفاظ على وقف إطلاق النار وإبعاد المسلحين الأجانب خاصة الأتراك عن هذا البلد. اليونان العضو فى الإتحاد
الأوروبى تطالب الإتحاد والأمم المتحدة لإلغاء الإتفاقية التى تمت بين السراج وأردوجان. هل مازال السلام الليبى ممكناً؟. ميركل المستشاؤدرة الألمانية وإن نجحت فى جمع كل الأطراف للنزاع الليبى وتعتقد أن هذه أولى خطوات الحل. وأن حظر السلاح ينبغى
تفعيله وبطريفة خاضعة للرقابة. وأن الحل السياسى السبيل لذلك. وإن تعدد المسارات لحل المشكلة الليبية من موسكو الى برلين وبروكسل ثم الجرائر قد يعرقل من حل الأزمة لتضارب المصالح الأيديولوجية
والإقتصادية والسياسية كذلك ملف المهاجرين الذى يؤرق أوروبا كذلك بعض الفاعلين مثل تركيا جزء والأزمة ليسوا مصلحين. ويظل التعامل مع الأطراف الخارجية.
أرقام وحقائق عن حال قطاع النفط الليبى فى أتون الصراع تعطيل النفط رصاصة فى الرأس كلمات جاءت على لسان محافظ مصرف ليبيا المركزى تلخص أهمية الذهب الأسود للإقتصاد الليبى. فيما يلى أهم الحقائق
عن الإنتاج والإيرادات وحال القطاع وسط الصراع وتداخل المصالح الأجنبية المتعلقة به. أبلغ محافظ مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس رويترز الجمعة (24 كانون الثانى/يناير 2020) أن الحصار المضروب على موانئ رئيسية لتصدير النفط فى ليبيا يضر بالإقتصاد
ويجب رفعه سريعاً، مضيفاً أن ميزانية 2020 قد تسجل عجزاً بسببه. وقال صادق الكبير خلال مقابلة فى لندن النفط يمثل 93 الى 95 بالمائة من إجمالى الإيرادات ويغطى 70 بالمائة من إجمالى الإنفاق. هذه رصاصة فى الرأس ستؤذى ليبيا والشعب الليبى.. يحدونا أمل كبير أن تُحل الأزمة بأسرع وقت ممكن
لأنها تضر بالجميع. ويؤدى حصار مضروب على موانئ وحقول نفطية الى توقف إنتاج ليبيا عضو أوبك، مما قد يحجب أكثر من مليون برميل يوميا عن السوق. فى ظل توقف موانئ وحقول فى الشرق والجنوب قد
يتراجع الإنتاج الى 72 الف برميل يومياً من حقل الوفاء فى الغرب ومن حقول بحرية، وفقاً لتحذير من المؤسسة الوطنية للنفط.
قبل الحصار كانت ليبيا تنتج حوالى 1.2 مليون برميل يومياً. ذلك أقل بكثير من 1.6 مليون برميل يومياً كانت ليبيا تضخها قبل إنتفاضة 2011 ضد حكم معمر القذافى، لكنه يظل أعلى من معظم الفترات منذ الإطاحة به. تملك ليبيا أضخم احتياطيات نفطية
مؤكدة فى إفريقيا وهى مورد مهم للخام الخفيف منخفض الكبريت. والبلد عضو فى أوبك، لكنه معفى من خفض الإنتاج 1.7 مليون برميل يومياً الذى إتفقت عليه المجموعة وحلفاؤها فى كانون الأول/ديسمبر.إيرادات بيع النفط هى المصدر الوحيد الذى
يعتد به لدخل ليبيا من الدولارات إذ درت 22.5 مليار دولار فى 2019 لبلد لا يزيد عدد سكانه على ستة ملايين نسمة. تتولى المؤسسة الوطنية للنفط تسويقه وتتدفق الأموال عبر مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس. ويوزع البنك المركزى أجور موظفى الدولة، والتى
تشكل أكثر من نصف الإنفاق العام فى أنحاء البلاد. لكن مجموعات فى شرق ليبيا تشكو منذ فترة طويلة من أنها تنال أقل من نصيبها العادل وهو ما ينفيه البنك المركزى. ويقولون أيضاً إن إيرادات النفط تُستخدم لدعم مجموعات مسلحة ذات نفوذ داخل طرابلس.
طفت الإنقسامات الليبية على السطح أثناء الإنتفاضة التى ساندها حلف شمال الأطلسى للإطاحة بالقذافى. والبلد منقسم منذ 2014 بين معسكرين متنافسين فى طرابلس والشرق لكل منهما مؤسساته الخاصة به. تقع معظم منشآت النفط الليبية فى مناطق تسيطر عليها
قوات موالية لخليفة حفتر، الذى وسع تدريجياً نطاق نفوذه على مدى الأعوام الستة الأخيرة بمساعدة حلفاء له.
ومنذ نيسان/أبريل يشن الجيش الوطنى الليبى الذى يقوده حفتر هجوماً على القوات المتحالفة مع الحكومة المنتهى ولايتها للسراج والمدعومة من تركيا. وفي حين اجتمعت القوى العالمية في برلين لمحاولة إحياء عملية السلام التي تقوضها حملة حفتر العسكرية
تعرضت مرافئ تصدير النفط فى الشرق وحقول نفط رئيسية فى الجنوب الغربى للإغلاق، فيما يبدو أنها لعبة نفوذ. وتقول السلطات فى الشرق إن الإغلاق نتج عن ضغط شعبى. لكن المؤسسة الوطنية للنفط تقول إنه
بأمر مباشر من الجيش الوطنى الليبى. أثر الحصار الأحدث على أسعار النفط العالمية مازال محدوداً حيث تغلبت عليه عوامل أخرى فى ظل توقعات المحللين بأن يكون التوقف قصير الأجل. وقد يكون الأثر الإنسانى
كبيراً نظراً لإعتماد ليبيا على إيرادات النفط. وكانت تذبذبات سابقة فى إنتاج النفط قد أصابت الإقتصاد الليبى بالشلل وساهمت فى تراجع حاد لمستويات المعيشة. لعدد من شركات النفط العالمية حضور فى
ليبيا مثل توتال الفرنسية وإينى الإيطالية وكونوكو فيليبس وهيس الأمريكيتين وفينترسهال
الألمانية.وتسعى القوى الغربية مثل الولايات المتحدة لحماية المؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزى فى طرابلس، بينما تحثهما على مزيد من الشفافية بشأن إيرادات النفط. وقد أجهضت تلك القوى
محاولات من الشرق لبيع النفط على نحو مستقل عن طرابلس وإستصدرت قرارات من مجلس الأمن الدولى بغية ذلك. لكن رد الفعل الغربى على الحصار إتسم بالتردد نتيجة لإنقسامات داخلية. وبعد عدة أيام من
بدء الإغلاقات عبرت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى وبريطانيا عن القلق، ودعت الى السماح لمؤسسة النفط بإستئناف العمليات.