“في باريس” بقلم :هويدا عوض أحمد

في باريس

لمح الاستاذ البروفسير طالب مصري يتحدث الفرنسيه بصعوبه في المدرجات ولكنه نابغه في الفهم.
استدعي الدكتور المصري الطالب حسن الي مكتبه وتعرف عليه وقال له انه حديث العهد بفرنسا وانه يبحث عن عمل ليساعده علي المعيشه وشكي للدكتور عن صعوبه معيشته واستعطفه ان يجد له عمل في اي مكان..

رجع الدكتور الي منزله وحدث زوجته عن الشاب المصري النابغه الذي شاهده في المدرجات وتعرف عليه..
فقال لزوجته سيتخصص في الفيزياء النوويه تخصصك فرجاءا ساعديه بعلمك في وقت فراغك.. فرحبت جدا..

في اليوم التالي تعرفت عليه في الجامعه واعطته العنوان لياتي كل اسبوع لتعلمه وتشرح له العلم جيدا وتدله علي معهد لتعليم الفرنسيه جيدا.
ذهب الشاب الي بيت البروفسير المصري وزوجته فوجد فيلا فارهه تطل علي نهر السين وخدم وحياه رغده..

عرف انهم لم ينجبا ابدا ومنذ شبابهم وهم مقيمون في فرنسا ولهم نشاطات في العمل الخيري ولهم اصدقاء من كل الجنسيات…

عاود الطلب للعمل من الدكتور فقرر ان ياتي له كل يوم المنزل ليساعده في ترتيب اوراق بحوثه.
بدا يتردد علي المنزل واصبح جزء من حياه الدكتور وزوجته. الدكتوره تدرس له العلم بكل حب واعتبرته ابنا لها والدكتور

حنون جدا معه واعتبره ابنا له. ظل ثمانيه اشهر يتردد عليهم ياكل ويشرب معهم ويقضي Weekend ثم يذهب الي الغرفه التي يقطن بها ست افراد مختلفه الجنسيات.

كان دائما يشتكي من السكن امام الدكتور وزوجته. حتي قرر البروفسير ان ينتقل ليقيم معهم في الفيلا. يذهب معهم للجامعه ويعود معهم للمنزل.. عاملوه ارقي معامله…
كانت الدكتوره نرمين قمه في الشياكه والجمال مع انها اوشكت علي الستين من العمر.

اغدقت علي حسن حنان الام واهتمت بعلمه ودراسته وطعامه وملبسه… كانت تشتري كل تفاصيله بنفسها.
مرت اربع سنوات وحصل علي الماستر بتفوق وانهي سنتان من الدكتوراه وبقي عامان.

اتفق البروفسير مع زوجته ان يطلبا منه ان يحصل علي سكن منفرد بعدما تحسنت حالته الماديه واصبح يتقاضي اجر

استشاط حسن غيظا وحنقا عندما عرف قرارهما جمع ملابسه والدكتوره تساعده في جمع متعلقاته في الغرفه بدا ينظر اليها نظره مختلفه عن ماعهدته منه. لم تصدق ما وصل لها من احساس لاول وهله. وشتت تفكيرها عن هذا الاحساس الذي خالجها.

خرج حسن من الفيلا وكاد يجن جنونه. لم يستطع ان يتكيف مع وحدته. شعر بحب وشوق غريب اجتاحه نحو الدكتوره نرمين .
ذهب الي الفيلا متحينا وقت عدم وجود الدكتور ودخل علي الدكتوره نرمين في غرفه نومها وهجم عليها انا احبك. انا اعشقك لا تتركيني انتي حبيبتي. انتي امي انتي كل الناس. كيف تتخلي عني بهذا الشكل
اطلبي الطلاق وانا اتزوجك…. اخدت تدفعه بشده ولطمته علي وجهه لطمه افقدته توازنه قالت له.. انت اتجننت انا مش هبلغ البوليس عنك عشان العيش والملح.

مش عايزه اشوفك تاني ابدا.. لا هنا ولا في الجامعه. تاخد ورقك وتنقل فاهم…
قال لها بترفضيني. انا هوريكي. هاتجيلي راكعه تتمني مني نظره..
باعلي صوتها بره.. اطلع بره…

خرج كالثور الهائج. ممتليء غيظا وحنقا. يريد ان ينتقم باي شكل وباي طريقه..
لم يذهب الي الجامعه وبدا يتردد علي الحانات والغليان مليء راسه ويبكي كالاطفال لاصدقاءه
يقول احبها بجنون. امي

توفيت وانا صغير ولم اتلقي حنان ولاحب الا منها عشت بقسوه في كل بيت شويه عند ابي وزوجته فتره وعند خالتي وعند جدتي وعند عمتي.. لم اشعر بهذا الانجذاب من قبل .

.لماذا لم تبادلني الحب. كان له صديق هندي قال له اعرف ساحرا ابن عمتي يمتهن السحر وسحره لايخيب ابدا.

ستاتيك طائعه تتمني رضاك… قال فعلا اهناك فعلا ذالك حقيقه قال نعم فلنرا اذا
ذهبا الي ذاك الساحر وطلب منه ان تاتي الدكتوره نرمين طائعه ذليله تعشقه وتصبح له هائمه بهواه…
اتي الليل واذا بالدكتوره نرمين تدق الباب بكل مااوتيت من قوه.

اصابه ذهول عندما وجدها تهيم علي وجهها تقبله وتقبل التراب الذي يمشي عليه. فرح بلعبه الشيطان. اغتصبها وهي مسلوبه الاراده تماما ونامت عنده.
وعندما حل النهار افاقت لتجد نفسها في حاله مذريه ادركت انها فعلت بها الافاعيل اخذت تضربه ويضربها وخرجت مسرعه حافيه

القدمين هرولت الي بيت صديقتها واذا بها تقول لها انتي فين مكث زوجك وزوجي يبحثان عنك طوال الليل وبلغوا الشرطه
حكت لها انها وجدت نفسها عند حسن ولم تعرف كيف ومتي ذهبت

ذهلت صديقتها وكفكفت دموعها. وقالت تكتمي الامر ودعينا نقول انكي اصبتي بحادث سير
ارجعتها لبيتها…
في اليوم الثاني ذهبت الي حسن بجنون ايضا بنفس الطريقه وفعل مافعل وضربها واخرجها من منزله ركلا بالاقدام

اتصل زوجها بصديقتها وقال لها لم اجدها في كل مكان ماذا يحدث
قالت له اهدا.. سنعرف اين هي. كانت صديقتها بجانبها لم تعرف ماذا يصيبها فقالت لها صديقاتها انا لا استطيع ان اسايرك فيما تفعلين انا لا اصدقك انتي تكذبين..

رجاءا دكتوره لاتاتي هنا مره اخري. طرضتها من منزلها
رجعت الدكتوره نرمين الي بيتها ولكن هذه المره انتاب البروفسير الشك فيها وقال لها كنتي فين
قالت لا ادري اخرج الي الشارع فجاءه واعود ولا اعرف ماذا يحدث. سكت

واخذ يراقبها عن بعد.. جاء الليل وانتابها نفس الجنون. فذهب خلفها وكانها لا تراه ابدا ابدا ولاتسمع ولا تشعر الا ان تذهب لحسن لتكون تحت امره وجبروته يضربها ويغتصبها ثم يركلها ويقفل الباب
شاهد كل شيء،زوجها فطلقها علي الفور. ورمي ملابسها في الشارع. اصبحت تهيم علي وجهها في ضواحي باريس..

اصبحت بلا شيء .بالنهار تحاول التذكر ماحدث بااليل فلا تذكر شيئا
سكنت فندق وطلبت من احد نادلات الفندق تاتي لها قبل العشاء لتربطها في السرير.
هكذا فعلت. بحث عنها ذاك الشرير حتي عثر عليها اختبأ في الفندق حتي حل الليل ودخل عليها واستطاع ان ياخذ منها كل اموالها بعقود وشهود دبرها وسحب كل ارصدتها.

جاء النهار لتجد نفسها بلانقود بلا مؤي. ذهبت لصديق لها في الجامعه وطلبت منه ان يعيدها للقاهره باي شكل
وفعلا رجعت الي القاهره التي غادرتها من ربع قرن وذهبت لبيت ابيها القديم وهي لاتملك من حطام الدنيا غير بضع الاف جمعها لها اصدقائها في الجامعه لتغادر باريس والكل في ذهول من جنون العشق الذي حدث لها وطلاقها من زوجها ولم تتزوج حسن كان يسعد جدا باخبارها عن عذابها وجنونها وان توصي الناس ان تربطها ليلا.

وفرح اكثر انها غادرت الي القاهره لكي تنتهي قصتها ويبدا رحله سحر جديده مع الساحر الهندي اللذان اصبحا صحبه للشياطين وتسخيرها لايقاع السيدات الاغنياء في هواه لتعطيه كل ماتملك عن طيب نفس..
دخلت بيت ابيها في القاهره وساعدها الجيران في تنظيفه واتصلت باخيها لتراه بعد ربع قرن فاذا به شيخ طاعن في السن امام مسجد من مساجد اولياء الله الصالحين في القاهره.

ثردت له حكايتها وسبب طلاقها الذي لا تعرف كيف حدث لها كل ذالك ولماذا فقال

لاحول ولا قوه الا بالله العلي العظيم… يااختاه انتي مسحوره بسعر المحبه فعله لكي وثني حقير يعبد البقر علم ذالك عندما بدا يقرا عليها الرقيه الشرعيه وبدا الجني يتحدث مع الشيخ ليروي له تفاصيل جنونها حتي تموت فقط لانها تمنعت عنه وكرهته

ظل اخاها يعالجها سنه كامله ويصرف عليها واوصاها اخاها ان تلزم حسبي الله ونعم الوكيل كل يوم الف مره.
توفي اخاها في نهايه العام وقد اختصها بمبلغ كبير لتعيش منه.
في العام التالي كلمتها جامعه السربون ان هناك متعلقات تابعه لدار الايتام التي تملكها هناك وضرائب لابد ان تدفع

اضطرت السفر الي باريس بعدما تعافت تماما وفي الفندق قرات عن وفاه زوجها السابق وراحت لتشيعه مع اخاه وصديقه لتفاجأ انه كتب لها كل ثروته بعدما راسله اخوها الشبخ وعرف انه ظلمها دون ان يدرك
جاءت لها صديقتها التي تخلت عنها يوما معزيه لها وقالت ابشري حبيبتي

الله انتقم من ذاك العاهر فاصيب بالايدز ومسجون بتهمه الاحتيال وهو يصارع الموت وقال لاحد المحامين اكتب كل ما املك باسم الدكتوره نرمين
قررت ان تذهب له في السجن في اليوم التالي الاانها ذهبت لتجده توفي منذ اسابيع
نظرت الي السماء وقالت حسبي الله ونعم الوكيل