يا الدفع.. يا الفضح
كتب احمد حلمى عثمان
لم يكن بطل الواقعة التالية يتخيل أن ذهابه لقضاء ليلة حمراء مع سيدة بمنطقة حلوان، سيكون سببًا في تهديد حياته الخاصة
، وجعله أداة فى يد المتهمين لإرغامه على دفع أموال من قوت يومه لهم مقابل عدم فضح سره.
حضر محمود محمد محمود، 35 سنة، تاجر مواد بناء، لديوان وحدة مباحث قسم شرطة حلوان، طالبا مقابلة العقيد هانى أبو علم،
رئيس المباحث، وأبلغه بتضرره من سيدة تدعى هبة الله صلاح محمد فرحات، 35 سنة، ربة منزل، قامت باستدراجه إلى محل
سكنها بمنطقة كفر العلو بدائرة القسم، وأوهمته بحاجتها المادية وبدخول الشقة فوجئ بثلاثة أشخاص آخرين أشهروا فى
وجه أسلحة بيضاء عبارة عن «شومة» و«سكين» و«شفرة كتر» مهددين إياه فانصاع لبطشهم وصار طيعا لهم، وتمكنوا بتلك الوسيلة
من شل مقاومته وبث الرعب فى نفسه، والاستيلاء على منقولاته ومبالغ مالية وهاتف محمول، واحتجازه لفترة من الوقت
واستمروا فى تهديده والتقطوا له مقطع فيديو يظهره مجردًا من ملابسه مهددين إياه بإفشاء ونشر هذا المقطع
على الفور انتقلت قوة بقيادة العقيد هانى أبو علم، إلى مكان البلاغ صحبة المجنى عليه، للتأكد من أقواله وإجراء التحريات،
وبالوصول تم ضبط كل من «ربة المنزل» وحسين حنفى محمود، 38 سنة، عامل، وإسلام محمد عبد العظيم، 24 سنة، سائق
بحوزتهم المتعلقات المستولى عليها من المجنى عليه، وكذا هاتف محمول خاص بالمتهم الثانى، تبين احتوائه على مقطع فيديو مدته 22 ثانية
يظهر فيه «المُبلغ» عاريا من ملابسه تماما جالسا على سرير وبرفقته عدة أشخاص لم تتضح هويتهم لعدم ظهور وجوههم،
كما تبين وجود أنثى لم يظهر وجهها أيضًا
وبمواجهتهم، أقروا بارتكاب الواقعة كما جاء على لسان المُبلغ، بالاشتراك مع شخص يدعى إسلام محمد سليمان،
تم اصطحابهم لديوان القسم، وحُرر المحضر اللازم بالواقعة
وبعرض المتهمين على المستشار أحمد مدكور، وكيل النائب العام بحلوان، اعترفت المتهمة تفصيليا، قائلة:« أنا اتعرفت على المجنى
عليه فى شهر سبتمبر من عام 2017 فى إحدى الحدائق بمنطقة ركن فاروق أثناء تواجدى مع عائلتى، وهو كان يحاول لفت نظرى للتعرف
علي، ثم قام بكتابة رقم هاتفه المحمول على ورقة وألقاها أرضا وقمت أنا بالتقاطها وتكررت الاتصالات الهاتفية بيننا، ثم تقابلنا
إلى أن تطورت وحضر إلى منزلى ومعه العديد من الأطعمة، وحاول ممارسة الجنس معى وقام بلمس أماكن حساسة من جسدي
إلا أنى رفضت وانصرف ووقتها أنا قررت قطع علاقتى به
وأضافت بعد مرور فترة كنت فى أزمة مالية شديدة واتصلت به وأخبرنى أنه هيعدى عليا فى البيت وسيقوم بإعطائى مبلغًا
من المال بشرط ممارسة الجنس معى فوافقت، وبالفعل حضر وبعد قيامنا بممارسة الجنس قام بإعطائى مئة جنيه فطلبت منه زيادة فرفض،
وأخبرنى أنه سيحضر فى اليوم التالى لتناول وجبة الغذاء معى، فقمت بقطع علاقتى به تماما، وعدم الرد على اتصالاته وتغيير شريحة تليفونى».
وتابعت: «قبل الواقعة بثلاثة أيام حضر إلى المنزل وقام بسؤال الجيران عن رقم هاتفى الجديد بحجة أنه يحتاجنى فى إتمام بعض الأعمال،
ما تسبب فى تشكك أقاربى وجيرانى فى سلوكى، ثم حضر إلى إسلام محمد سليمان، زوج ابنة عمتى، وسألنى على أمر
هذا الرجل الغريب، فقررت له أنه رجل غير محترم يريد ممارسة الجنس معى، فاقترح علي استدراجه لتعليمه الأدب واتصل هاتفيا
بباقى المتهمين لإحضارهم وقاموا بعمل اجتماع انتهى بقرار إنني أقوم باستدراجه ويتم تصويره وهو عاريا تماما وتجريده
من أمواله ومتعلقاته، وإرسال الفيديو لزوجته».
واستطردت: «بالفعل قمت باستدراجه وبدخوله الشقة قام بخلع ملابسه داخل غرفة النوم، بينما كان بقية المتهمين منتظرين
إشارة منى على سلم العقار، وبمجرد ما فتحت باب المنزل دخل بقية المتهمين وقاموا بتصويره عاريا وأخذ مفاتيح سيارته
ومبلغ مالى قدره 400 جنيه، وهددوه بإرسال الفيديو إلى أسرته، فتفاوض
معهم على إحضار مبلغ أخر مقابل عدم فضح أمره، ثم توجه
إلى منزله وأحضر مبلغ 2800 جنيه فرفضوه إعطائه الفيديو ومتعلقاته، وفوجئت فى اليوم التالى بالقبض عليا وبقية
المتهمين ماعدا إسلام محمد سليمان».
وباستجواب بقية المتهمين، أكدوا ما جاء فى أقوال المتهمة الأولى، وعليه تقرر إحالتهم للمحاكمة الجنائية، بتهم السرقة بالإكراه
والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجنى عليه وتهديده بإفشاء المقطع المصور لحمله على سداد مبلغ مالى لهم.
وقضت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار صلاح محجوب، وعضوية المستشارين معتز الحسيني، وخالد مصطفى،
ووليد شحاتة، بسكرتارية أحمد صبحي، وعاصم عبد الفتاح، بالسجن المشدد لمدة سبع سنوات لجميع المتهمين