حيث وجه اردوغان اليوم تحذيراً للدول الأوروبية بأن بلاده سوف تطلق سراح سجناء تنظيم داعش وتعيدهم إلى أوروبا، وذلك ردا على العقوبات الأوروبية على أنقرة بسبب التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قبالة قبرص.
وقد جاء هذا الابتزاز خلال تصريح حيث قال أردوغان للصحفيين اليوم الثلاثاء قبل زيارته للولايات المتحدة إن تركيا ستواصل إعادة مسلحي داعش الأجانب إلى بلادهم، حتى لو رفضت سلطات هذه الدول حيث باشرت تركيا، امس الاثنين، ترحيل الإرهابيين الأجانب من عناصر تنظيم “داعش”، الذين تعتقلهم، معلنة إبعاد أميركي على أن يتم… وفي محاولة بأسة ويأسة من الحاكم العثمالي ان تلوي بلاده ذراع الغرب بالدواعش. حيث هدد أردوغان للمرة الرابعة خلال شهر ونصف الدول الأوروبية، مستغلا هذه المرة ورقة عناصر تنظيم “داعش” الإرهابى السجناء فى بلاده لتحقيق مكاسب سياسية، حيث تحدث عن “فتح البوابات” أمامهم نحو أوروبا.
ويأتى هذا التهديد الجديد من جانب أردوغان، البوم بعد أيام قليلة على تجديد تهديده الدول الأوروبية بفتح الأبواب أمام المهاجرين إلى أوروبا، فى حال امتنعت بروكسل عن تقديم الدعم له فى المنطقة الآمنة واستقبال اللاجئين.
يأتي هذا بعد يوم من كشف الاتحاد الأوروبي عن نظام لفرض عقوبات على تركيا، وان هذا الرد الاردوغاني للدول الأوروبية انه “يتعين عليكم مراجعة موقفكم من تركيا، التي تمسك بالكثير من أعضاء تنظيم الدولة في السجن، وتسيطر عليهم في سوريا وانه سوف تفتح هذه البوابات وسيستمر إرسال أعضاء داعش هؤلاء الذين بدأ إرسالهم إليكم ثم يمكنكم الاعتناء بمشكلتكم”.
وتزامن الابتزاز الأردوغاني في نفس الوقت الذي أطلقت فيه الحكومة العثمانية المتأخونة حملة جديدة لإعادة المقاتلين الأجانب الذين تم أسرهم إلى بلادهم، حيث أبلغت الدول الغربية أن تركيا ليست “فندقًا” لمقاتلي داعش وانتقدتهم بسبب إحجامهم عن استعادة المواطنين الذين انضموا إلى صفوف الجماعة المتطرفة في سعيها لإقامة “الخلافة” في العراق وسوريا.
فقامت الحكومة العثمانية المتأخونة بترحيل مواطني الولايات المتحدة والدنمارك وألمانيا يوم الاثنين وأعلنت عن خطط لطرد سبعة مواطنين ألمان آخرين ومواطنيْن إيرلنديين و11 مواطنًا فرنسيًا.
ولم يقتصر التهديد على أردوغان فقط، فقد هدد وزير الداخلية التركى، سليمان صويلو منذ اسبوع ماضى إن حوالي 1200 من مقاتلي داعش في السجون التركية، وتم اعتقال 287 من أعضاء داعش، من بينهم نساء وأطفال، خلال الهجوم التركي على سوريا، الذي بدأ الشهر الماضي.
فاصبح جلين اعتماد أردوغان على أساليب الابتزاز فى إدارة العلاقات مع الدول الأوروبية، عوضا عن الدبلوماسية وإجراء المفاوضات، رغم أنها أبرمت معه اتفاقا بشأن المهاجرين قبل أعوام.
حيث يحافظ الاتحاد الأوروبي يتعلق بالتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي علي حقوق أعضاءه عندما بدأت سفن تنقيب تركية سرقة الحقوق وكانت ترافقها سفن حربية حيث بدأت أعمالا استكشافية هذا الصيف في المياه التي تتمتع بحقوق اقتصادية حصرية خاصة بقبرص وتأتي المزاعم التركية بإنها تحمي حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك في الجزيرة المقسمة.
وبعد هذا الابتزاز يومًا بعد آخر تتكشف الخديعة التركية، ويقتنع العالم أن تنظيم داعش الإرهابي يمثل رأس الحربة لنظام العدالة والتنمية في مشروعه التوسعي في المنطقة، لاستعادة المجد الزائل للسلطنة العثمانلية المقبورة على جثث العرب.
وقد فضح كمال كليجدار أوغلو زعيم المعارضة التركية اردوغان في فيديو تم بثه علي جميع المواقع الاخبارية الاسبوع الماضي وهو يكشف كيف أرسل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، عناصر داعش إلى سوريا. وقال زعيم المعارضة التركية، خلال الفيديو :”لقد ارتكبوا أخطاء استراتيجية بسوريا، أريد أن أشاركها مع أصدقائي من حزب العدالة والتنمية، لو قبلتم أنتم تلك الأخطاء الاستراتيجية، فلن تكون هناك فرصة أمامكم للرفض، فهي صحيحة 100%، لذلك نحن مضطرون أن نجلس ونفكر معًا، بشأن المسألة السورية الدولية، لم يتم التعرف عليها بالقدر الكافي، ولم تُقيّم، ولم تُقرأ بالشكل الجيد في إجراءات السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية تم تهميش وزارة الخارجية، وأيضًا امتلأت الوزارة بالكوادر غير المؤهلة للعمل، وذلك أحد أسباب انجراف تركيا إلى سياسة المغامرة بالشرق الأوسط”.
وتابع زعيم المعارضة التركية، “أول خطأ استراتيجي هو تهميش وزارة الخارجية، وعدم معرفة الحقيقة السورية بالقدر الكافي، والخطأ الثاني هو التضحية من أجل القوى الإمبريالية، وأعرب عن أسفي على قول تركيا إنها ستحضر الديمقراطية إلى سوريا، فهي بذلك تخدم القوى الإمبريالية في الشرق الأوسط”. وقال كمال كليجدار أوغلو، أقولها صراحة، إن تركيا تورطت في تنفيذ مخطط القوى الخارجية في تقسيم سوريا، فعلى سبيل المثال، بناءً على طلب من القوى الإمبريالية ، كان السلاح يدخل إلى سوريا عبر تركيا، وتلك السياسة الخاطئة جعلت من تركيا محاربًا بالوكالة في سوريا. واستطرد،” الخطأ الثالث هو إرسال الإرهابيين إلى سوريا عبر تركيا من جميع أنحاء العالم ومن تركيا، وعشرات الآلاف من مسلحي داعش وعائلتهم قد مروا إلى سوريا عبر تركيا، وهذه الحقائق المرة مهدت الطريق لاستخدام الصحافة الأجنبية تعبيرًا عن أن تركيا هي طريق الجهاد السريع”.
وقد ظهرت وثائق سرية حصلت عليها موقع اخبارية اوربيا فضحت وجود اتفاق ضمني بين داعش ومسؤولين أمنيين أتراك، سمح للمهربين بالعمل بحرية على جانبي الحدود التركية – السورية دون أي عواقب من حكومة العدالة والتنمية، كما سمح للتنظيم الإرهابي بإدارة خطوط لوجستية عبر الحدود ونقل المقاتلين المصابين مرة أخرى إلى أنقرة لتلقي العلاج.
الوثائق عبارة عن سجلات تنصت على المكالمات بين عناصر التنظيم الإرهابي داخل تركيا وسورية، كانت جزءًا من تحقيق قانوني حول داعش فتحه مكتب رئيس النيابة العامة في أنقرة عام 2014، لكن سرعان ما توقفت العملية في 27 أبريل 2015، وأتلفت الشرطة مجموعة من التسجيلات بأمر من النيابة، بحجة عدم الكشف عن أي نشاط إجرامي.
التسهيل تحركات المواعيد ودخولهم الأراضي السورية كشفت التسجيلات انه قد أعطيت تعليمات شفهية من الأمن التركي لبعض الفنادق في غازي عنتاب ان لا يطلب فيها الموظفون بطاقات هوية أو جوازات سفر تركية صالحة عند حجز الغرف من المقاتلين الأجانب في سوريا، ما يعد انتهاكًا للوائح.
وفقًا للقانون التركي فيجب على الفنادق إدخال سجلات ضيوفهم إلى قاعدة بيانات تابعة للشرطة للتعرف على الأشخاص المطلوبين، ما يسمح بإلقاء القبض عليهم أثناء إقامتهم حال كانوا مطلوبين… وكان اردوغان مهندس وجود مقاتلي داعش في سوريا لكي يكونوا أداة لاستعادة المجد الزائل للسلطنة العثمانلية المقبورة طبعا في عودة الخلافة العثمانية علي يد اليأس البأس اردوغان
دكتور مصطفي الشربيني .. الكاتب والمفكر السياسي الامين العام للاتحاد الدولي لخبراء التنمية المستدامة المنسق العام للهيئات والروابط الشبابية باتحاد الزراعيين الأفارقة