كتب/أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي إتخاذ أساليب علمية غير معتادة لترسو الى بر الأمان ذلك يتطلب تحديد الأزمات
، والتخطيط لمواجهتها وعدم تكرارها ومعالجة القصور فى الإدارة طبقاً للآتى
إدارة الحد من الكوارث
إن إدارة الحد من الكوارث تتم على ثلاث مراحل وهى ما قبل الكارثة واثناءها وبعدها. يتم ذلك بأسلوب منهجى لمعرفة المؤشرات الدالة على حدوث الكوارث ووضع الخطط والإحتياطات لإدارتها، ثم التعامل معها، والعمل على عدم تكرارها ومدى ملاءمة القرارات التى أتخذت وإعدام أو تقليل الخسائر.
إن إدارة الكارثة يحتاج للتوجيه والتنسيق والتدريب بحيث يكون هناك إشراف دائم لمتابعة سير إدارة الكارثة والعمل على التنسيق بين الإدارات المشاركة فى مواجهتها حتى تتكامل الجهود فى إحتواءها، ولايحدث تداخل وتضارب
فى الإختصاصات، حيث أن متابعة الكارثة وإتجاهها والتعرف على أفضل أسلوب لمواجهتها له دور مهم فى تفعيل التعاون والتنسيق بين الجهات التى لها صلة لمواجهة الكوارث عنصر الزمن وسرعته يعطى ثقة لرجل الإدارة دون إضطراب أو إرباك.
الأزمة:
موقف مفاجئ طارئ قد يكون كارثى يصيب المجتمع أو بعض جوانبه السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية أو البيئية أو الأمنية، ويؤدى الى حالة من الإرتباك والفوضى الأمر الذى قد يؤدى بالإدارة أو السلطة المسئولة أو متخذ القرار الى عدم السيطرة على
الأحداث أو التحكم فى مجرياتها ويخرجه عن تخطيطه وإدارته المعتادة لتسيير الأمور مما يضطره الى نهج طريق مغاير للسلوك المعتاد. هذا يدفعه الى إتخاذ أسلوب معد مسبقاً لإدارة الموقف وتنسيق
إدارتها أثناء الأزمة ومنع تكرارها مستقبلاً وتدريب العاملين بالأدارة والمواطنين على مواجهة هذا الموقف وتحديث الأسلوب كلما لزم الأمر، للحد من آثار الأضرار
تقسيم الأزمات
تنقسم الازمات الى ثمانية أجزاء (كوارث طبيعية أزمات تقنية الحروب، العمليات الإجرامية مشاكل تنظيمية العنف أثناء العمل، الشائعات، هجمات إرهابية وكوارث من صنع البشر)
الكوارث الطبيعية
ليس للإنسان دخل فيها لكن يمكن بالأسلوب العلمى توقعها والحد من آثارها الأعاصير والبراكين والزلازل وفياضانات وجفاف
أزمات تقنية
الإستخدام الخاطئ للعلم والكتنولوجيا والآلات والمعدات (حادث تشيرنوبيل وإنقطاع خدمة الانترنت وإنقطاع التيار الكهربائى)
الحروب
الحروب والنزاعات المسلحة التى تجبر البعض على النزوح أو تؤثر على حياتهم اليومية
العمليات الاجرامية
استخدام أفراد أوجماعات معينة وسائل إجرامية أو تكتيكات متطرفة لغرض التعبير عن العداء أو الغضب وزعزعة الإستقرار ضد دولة أو مؤسسة.
مشاكل تنظيمية
عندما تتخذ الدولة أو الإدارة قرارات تنظيمية مع العلم أن هذا القرارات ستعود بالضرر على بعض فئات المجتمع.
العنف أثناء العمل
قد يصبح العنف ضد زملاء العمل أو الرؤساء،أو عوام الناس.
الشائعات
تؤدى الى كوارث غير متوقعة وقد تؤدى الى تغيير سلوك المواطنين.
الإدارة برد الفعل العشوائى عند المفاجأة بالأزمات أسلوب خاطئ، يؤثر على إنتاجية وإستثمار وإقتصاد الدولة. لابد من التدريب على إدارة الأزمات والتخطيط المسبق، والإنذار المبكر،
وإعداد سيناريوهات مسبقة للأزمات ومعالجة القصور فى التنفيذ وتحديد مصادر الأخطار والإستعداد واعداد غرفة طوارئ مسئولة والإستجابة الفورية للأحداث يعد الأساس الأول لنجاح إدارتها. تعاون الشعب مع الأجهزة المعنية وتنمية ثقافة التبليغ
من أهم القواعد التى تحجم الكارثة ثم إحاطة الرأى العام بالمخاطر دون تعظيم أو تقليل من المخاطر وتحديد مستوى المخاطر وآثارها ومدى تأثيرها على المجتمع، وتهيئته للمعاونة فى القضاء عليها يساوى إدارتها إدارة جيدة
لابد من وضع قانون لإدارة الأزمات يحدد الإختصاصات لكل جهة سواء كانت حكومية او تابعة للمجتمع المدنى ومنع التداخل فى الإختصاصات وتدريب كل جهة على دورها وعلاج القصور بما حدث فى الكوارث السابقة.
مراحل إدارة الأزمات
مرحلة ماقبل الأزمة
1) إعداد خطط لجميع الأزمات المحتمل حدوثها بحيث تكون مناسبة للإمكانيات المتاحة.
2) تدريب العاملين على تنفيذ الخطط كل فترات متقاربة
3) المام كل فرد بواجباته المنوطة به أثناء الأزمة
4) تحديد متخذ القرار والهيكل التنظيمى لكل الإدارات المعنية والمتحدث الرسمى عن الأزمة.
مرحلة أثناء الأزمة
1) مراجعة سريعة لخطة العمل الموضوعة حتى تلائم الأزمة الحالية إذا لزم الأمر وتنفيذ الخطة.
2) الوضوح والصراحة اللآزمة.
3) إعلام القائمين بحل الأزمة بجميع التطورات للمجريات والأحداث
4) مخاطبة المعنيين بالأزمة مباشرة دون وساطة ليعلم كل فرد دوره والأسلوب لحلها.
5) إستخدام وسائل الإعلام لإعلام الموطنين بالأحداث لتجنب الشائعات
6)الإستخدام الجيد لوسائل الإتصال الإجتماعى (الفيس بوك تويتر) لسرعة وصول المعلومات للجماهير وتوجيههم.
مرحلة ما بعد الأزمة
1) دراسة أسباب وقوع الازمة.
2) تقييم خطة مواجة الأزمة وتحديثها إذا لزم الأمر.
3) مراجعة وتحديث الخطط الموضوعة لإدارة الأزمات المشابهة.الاقتراحات:
لمواجهة الأزمات بأسلوب علمى لابد من إتخاذ الخطوات التالية:
أولاً: إنشاء قانون لإدارة الأزمات من قبل السلطة التشريعية يمنع تداخل الإختصاصات بين الجهات الحكومية والأهلية بحيث تكون واضحة المعالم، وبعض الدول حددت وزارة مختصة بإدارة الأزمات.
ثانيا: لمن يتولى الإدارات العليا أو السياسية لابد أن يحصل على نمط تدريبى لوضع الخطط والمتابعة وتنفيذها، وكيفية إدارة الأزمات.
ثالثا: وضع تصور لكل الأزمات المحتملة وسيناريوهات تتضمن الاتى:
1. الهيكل المسئول عن إدارة كل أزمة متضمناً جميع الجهات المعنية (سلطة تنفيذية، قوات مسلحة جمعيات أهلية متطوعين).
2. وضع تصور لكيفية التعامل مع كل ازمة.
3. الحصر الدورى للإمكانيات المتاحة للتعامل مع كل أزمة والتحديث الدورى للخطط
4. إتباع الأسلوب العلمى السليم لإدراة الأزمة فى مراحلها الثلاثة كما سبق تحديدها.
لذلك نهيب بقادة منطقتنا إتخاذ الأسلوب العلمى للقضاء على التهديدات والمخاطر قبل أن تتحول الى كوارث، وإحاطة الرأى العام العربى بواقعه بصراحة دون مواربه، تعيين المعاونيين للقيادة بشافافية طاهرى الأيدى العلميين
النظر الى الشباب عدة المستقبل وقبول الأفكار الجديدة وتثقيفهم توطيد قواعد الديمقراطية قبول الرأى الآخر والمعارضة
، والقضاء على الفساد وحماية مقدرات وإقتصاد الشعوب السبيل الوحيد لإستقرار المنطقة إن حل معضلاتنا بأيدى حكوماتنا.